ندم وغضب ورفض واتهامات بالتلاعب.. مخاوف فى بريطانيا، بعد نتائج الاستفتاء الذى أقرت فيه الأغلبية بالخروج من الاتحاد الأوروبى. أكثر من 3 ملايين بريطانى وقعوا على عريضة يطالبون باستفتاء جديد على الخروج من الاتحاد الأوروبى. وفى لندن عريضة بدأت كمزاح تطالب باستقلال لندن عن بريطانيا وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبى، وحتى نسبة %48 الراغبين فى البقاء أعلنوا أنهم يشعرون بالخزى من نتيجة الخروج ويطالبون بإجراء استفتاء آخر. هناك محلل وصف موافقة رئيس الوزراء البريطانى ديسفيد كاميرون على الاستفتاء بأنه يشبه خطأ بريطانيا فى العدوان الثلاثى على مصر عام فى معركة السويس.
كثيرون من البريطانيين لا يصدقون نتائج الاستفتاء، وبدا الأمر يحمل قدرا من الارتباك فى الديمقراطية والتصويت، ويطرح جدلا ظهر من سنوات عن انتهاء نظام التصويت وأهمية تطويره وربطه بالوعى ومدى القدرة على كسب معارك السياسة لمن يقدرون على التلاعب بالوعى والإعلام والدعاية ومواقع التواصل الاجتماعى.
هناك حديث على أن بعض ممن صوتوا مع الخروج من الاتحاد الأوروبى يشعرون بالندم، وأن هناك من لم يكونوا يعرفون على ماذا صوتوا، كأنهم كانوا منومين مغناطيسيا، وهو أمر غير منطقى، لكنه يطرح قضية التسويق السياسى للأفكار والأفراد.
هل فعلا تعرض الناخبون لخداع وتزييف وعى وتلاعب وهل. وهل بالفعل بعض أو كثير ممن صوتوا لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبى فعلوا ذلك بلا وعى ومن دون معرفة بتأثيرات الأمر، ولو كان هذا حدث بالفعل نحن أمام انقلاب فى الأفكار والتسويق السياسى، وهى قضية مطروحة من سنوات وتكشف عن الدور الذى يلعبه الإعلام والأجهزة الدعائية.
لقد كان الحزب الحاكم والحكومة وأجهزة الدولة تحاول أن تشرح للبريطانيين خطورة الانفصال، ثم إن لندن أكبر واهم المدن البريطانية مع البقاء، العاصمة يتوقع أن تفقد ميزاتها مع أن 60 بالمائة من سكان لندن صوتوا على بقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى، هناك عريضة بدأت بمزاح للمطالبة باستقلال لندن من المملكة المتحدة، وصلت أكثر من 140 ألف توقيع، كل هذا يشير إلى خطورة عمليات التسويق السياسية، حيث فشلت الدولة والحكومة والأجهزة وكل خبراء الاقتصاد فى تنبيه الناخبين إلى خطر الانفصال، لكن هناك من صوت ضد مصالحه، وهو ما يرجعنا إلى نقطة ساخنة جديدة عن إدارة التصويت، وأهمية أن تكون الممارسة الديمقراطية مرتبطة بوعى، وقدرة على تفهم إبعاد الأمر الذى يخضع للتصويت، هنا الفرق بين التصويت والتسويق السياسى والاجتماعى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة