حقوقيون ونشطاء ثوريون وخبراء استراتيجيون أبرز «يتامى» انهيار شعارات الحرية والقيم الإنسانية بأوروبا
ألا ندرك أن العالم بدأ يرتد إلى سيرته الأولى، إلى التعصب للقومية، وليس للإنسانية، وتجلى ذلك بوضوح فى التفاف عدد كبير من الأمريكان حول المرشح على مقعد الرئاسة «دونالد ترامب»، ثم وصلت إلى قمة هرم المفاجآت، عندما أسفر الاستفتاء الشعبى ببقاء بريطانيا عضوا فى الاتحاد الأوروبى من عدمه، الذى دعا إليه «ديفيد كاميرون» رئيس وزراء بريطانيا المستقيل، وكانت النتيجة الصاعقة والمخيبة للآمال، التى أحدثت دويا عالميا، بالموافقة على انفصال بريطانيا عن جسد الاتحاد الأوروبى.
ومنذ إعلان نتيجة الاستفتاء، والصدمة تعتلى وجوه أوروبا وأمريكا، ونيران الأسئلة المعقدة تلتهم عقول كبار رجال السياسة والاقتصاد البريطانيين، ومن خلفهم الأوربيون، عن الأسباب التى أدت إلى هذا التحول الدراماتيكى، من حلم الوحدة، وإعلاء شأن أهمية التحالفات الكبرى، إلى عودة النعرة للقومية، والعرق، والانفصال، وتجزئ المجزأ.
إذا ما تأملنا، النتائج التى يمكن استنباطها من وراء انفصال بريطانيا عن جسد الاتحاد الأوروبى، سنجد أن العالم عاد من جديد وبكل قوة لتغيير جلده، والتخلى عن كل ما كان ينادى به من مبادئ وقيم وشعارات إنسانية، والانتصار من جديد لقيم التعصب للقومية والعرق.
الارتداد للتعصب للعرق والقومية من جديد، ظهر بوضوح شديد فى التفاف كثير من الأمريكيين حول «دونالد ترامب» الذى يخوض غمار انتخابات الرئاسة الأمريكية رغم خطابه المتصادم مع ما يطلق عليه «بالقيم الأمريكية»، خاصة أن خطابه لاقى ترحابا وقبولا كبيرا، فيما يعد انقلابا محوريا على مبادئ التعددية والتعايش.
البعض يرى أن ما حدث، إنما يعد روحا جديدة بدأت تسكن العالم، تدعو للانفصال، وتعمل على التمزيق، وتدفع إلى انهيار أوروبا وأمريكا، وربما ينتقل العدوى لتضرب كل دول العالم، فى ظل تنامى ارتفاع أصوات العداء والقوة والحروب التقليدية.
لكن ووسط بركان المفاجآت المدوية، تناسى الجميع، حقيقة مؤكدة، أن أمريكا ودول أوروبا، قرروا تفتيت مصر ودول المنطقة، تحت شعار ما يسمى اصطلاحا «ثورات الربيع العربى»، التى نالت بالفعل من تدمير وتفكيك عدد من الدول، ولولا عناية الله، ثم جيش مصر، لكان مصير القاهرة على النحو الذى نراه فى سوريا وليبيا واليمن والعراق والصومال.
نعم أرادوا تفتيت مصر والمنطقة، واستمرت محاولاتهم الدؤوبة طوال 5 سنوات كاملة، ومستمرة حتى الآن، حتى فوجئنا بانقلاب السحر على الساحر، ويبدأون فى تذوق نفس طبيخ السم، حيث وجدنا العمليات الإرهابية تضرب قلب أوروبا، وتنال من هيبة واستقرار الولايات المتحدة الأمريكية، وخروج النعرات القومية من «القمقم» لتهدد بتفتيت الدول الكبرى، ويضرب اتحادها بكل قوة، فجانب المطالب بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، ظهرت مطالب التقسيم والانفصال عن جسد الدولة الواحدة، مثل مطالب انفصال لندن عن جسد بريطانيا، وتكساس عن جسد اتحاد الولايات الأمريكية، ثم ويلز وأسكتلندا وأيرلندا طالبوا بفك الارتباط عن بريطانيا العظمى.
ويبقى القول المهم والفصل، أن لندن ستجنى ثمار المر من مؤامراتها ضد مصر، ومحاولة إسقاط بلادنا فى وحل الفوضى، وأن لعنة الفراعنة تسللت لقلب بريطانيا، وردت بكل قوة وعنف على مخططات لندن وحلفائها ضد مصر، وتذيقهم من نفس كأس مرار الإرهاب، وإثارة القلاقل، والفوضى الخلاقة، بجانب دعوات الانفصال والتفتيت.
نعم، لعنة الفراعنة، حارسة لأمن واستقرار مصر، والرادعة لكل من يتآمر عليها، ولكم فى تركيا وبريطانيا وأمريكا، أسوة وعظة، فتركيا تسدد فاتورة مؤامراتها ضد مصر غاليا، وبريطانيا، تدفع ثمنا باهظا لمواقفها العدائية ضد مصر، وأمريكا تسير على نفس النهج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة