وقال السفير فهمى إن إنشاء الوكالة جاء كترجمة فعليه لما تضمنه الدستور المصرى الجديد فى ديباجته من التأكيد على هوية مصر الإفريقية، وما أعلنته القيادة السياسية المصرية على أعلى مستوي، و فى أكثر من مناسبة، عن التزام مصر الإفريقى والأولوية التى تحظى بها العلاقات مع إفريقيا فى السياسة الخارجية المصرية.
وأوضح فهمى فى مقال له على مدونه وزارة الخارجية أن إنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، والتى تعد أحد آليات التعاون بين دول الجنوب وتهدف إلى مشاركة مصر للدول الإفريقية الشقيقة فى المعارف والخبرات المتوافرة لديها فى مجالات التنمية المختلفة بما يساهم فى رفع القدرات البشرية والمؤسسية للدول الإفريقية الشقيقة ويحقق أهداف التنمية المستدامة لدى تلك الدول.
وأشار رئيس الوكالة إلى ما تم انجازه على مدار العامين، حيث قامت باستقبال حوالى 3900 من المتدربين والمتدربات الأفارقة فى أكثر من 22 مجال تضمن الزراعة والطب والرى والقضاء والدبلوماسية والإعلام والطيران وتمكين المرأة والتجارة وتكنولوجيا النسيج والطاقة المتجددة والكهرباء والملكية الفكرية وإدارة المواني.
كما قامت الوكالة بعقد العديد من الدورات التدريبية فى المجال الأمنى فى مجا لات عديدة شملت مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وحراسة الشخصيات الهامة، وذلك باعتبار أن الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن تحقيق تنمية مستقرة ومستدامة دون تحقيق الأمن والاستقرار.
ولفت إلى الوكالة تعتمد فى هذا السياق على نموذج من الشراكات الفريدة مع مراكز التميز المصرية ذات الخبرة والسمعة العالمية فى مجالات عملها ، مثل المركز المصرى الدولى للزراعة التابع لوزارة الزراعة، ومستشفى سرطان الأطفال 57357، ومركز دكتور مجدى يعقوب لأمراض القلب، ومركز دكتور غنيم للكلى بجامعة المنصورة، وفى المجال الأمنى تتعاون الوكالة مع هيئة تدريب القوات المسلحة وأكاديمية الشرطة المصريتين.
كما قامت الوكالة أيضا بإيفاد حوالى 70 خبيرا فى تخصصات مختلفة ،أهمها الطب والزراعة، للعمل بالدول الإفريقية لفترات متنوعة، كما قامت بتمويل العديد من القوافل الطبية بالمشاركة مع وزارة الصحة المصرية شملت تخصصات عديدة مثل الرمد والجراحة العامة وأمراض النساء والأطفال، كما قامت بإنشاء العديد من العيادات الطبية لدى بعض الدول الإفريقية فى تخصصات مختلفة مثل الكلى وأمراض القلب والجراحة العامة.
و سعت الوكالة إلى استشراف إمكانيات التعاون الثلاثى المتاحة مع عدد من الدول والهيئات الدولية المانحة لصالح الدول الأفريقية بهدف توفير مزيد من الدعم للقارة، حيث نفذت الوكالة عددا من أنشطة بناء القدرات للدول الأفريقية بالتعاون مع وكالة التعاون الدولى اليابانية (جايكا)، والبنك الإسلامى للتنمية، والصندوق العربى للمعونة الفنية للدول الأفريقية التابع لجامعة الدول العربية، واليونسكو، وتسعى إلى التوسع بالتواصل مع عدد من الدول الأوروبية والآسيوية واللاتينية لدعم الدول الأفريقية.
وأكد فهمى على أنه مازال أمام الوكالة الكثير لتقدمه، فى إطار التوجه المصرى الثابت نحو إفريقيا، فى خدمة مسيرة التنمية فى إفريقيا وللمساهمة فى تشكيل الهوية السياسية والاقتصادية المشتركة لإفريقيا إنتهاءا بحلم تحقيق تكتل إفريقى قوى يأخذ مكانته اللائقة فى صورة عصرية بين التكتلات الدولية القائمة، فى إطار إتحاد إفريقى قوى يضم سوق إفريقية مشتركة واعدة يتنافس على العمل فيها كافة القوى الاقتصادية الدولية بما يساهم فى تحقيق النمو والازدهار فى ربوع القارة.
وعلى الرغم من أهمية انشاء الوكالة إلا أنها مازالت فى طريق البدء وتحتاج إلى تطوير، حيث قال مصدر دبلوماسى لليوم السابع انها مازالت تعانى من نقص فى التمويل وان كان العام الحالى أفضل بكثير من بداية تدشينها، كما أن خدماتها تقتصر فقط على التدريب البشرى والقوافل الطبية ولم ترقى إلى مشروعات تنموية حقيقية وهو كان الحلم الأساسى لإنشاء الوكالة، مشددا على أنها مازالت فى حاجه إلى حملة ترويجية قوية دوليا لضمان تمويلات قوية لمشروعات أكبر.
وأكد أن أهم انجازات الوكالة ما قامت به بالشراكة مع العديد من الجهات الوطنية بعقد أولى منتدى إفريقى خالص للاستثمار بمدينة شرم الشيخ يومى 20 و21 فبراير 2016 (إفريقيا 2016) تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبمشاركة عدد من الزعماء والوزراء الأفارقة وممثلى المنظمات الدولية والإقليمية، ولفيف من رجال الأعمال الدوليين والإقليميين والمحليين.
وفى هذا الإطار شدد "فهمى" على أن الدولة المصرية وشعب مصر وقيادة مصر لن تدخر أى جهد فى سبيل نمو وتقدم واستقرار إفريقيا التى تمثل العمق الحيوى لمصر وأمنها القومى والرئة الكبيرة لنمو وازدهار الاقتصاد المصرى والمخزون الحضارى للتواصل الفكرى والثقافى مع محيطها الإقليمي.
موضوعات متعلقة..
- وزير الخارجية: على الحكومة التركية الالتفات لمشاكلها الداخلية.. سامح شكرى يؤكد :علاقتنا متشعبة وعميقة مع الولايات المتحدة.. وسياسة مصر واضحة ونعمل على تحقيق الاستقرار فى محيطنا الإقليمى
