«يا معشر المسلمين أمِن الجنة تفرون؟، أنا عمار بن ياسر، هلموا إلىَّ»، كان هذا خطاب الصحابى القدير عمار بن ياسر فى إحدى المعارك التى خاضها تحت راية الإسلام، كان يقول ذلك بينما الدم يسيل من جراحه، لكنه لم يتوانَ عن نصرة الحق أينما رآه، وبعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، وخروج معاوية مطالبًا بدم أمير المؤمنين الشهيد، وانقسام المسلمين إلى فريقين، رأى «عمار» أن الحق مع على بن أبى طالب، فانضم إليه يقاتل معه، ولم تشفع له 91 عامًا هى عمره، فقتله جيش معاوية بن أبى سفيان فى موقعة صفين سنة 37 هجرية.
عاش عمار بن ياسر «أيقونة» إسلامية، ورمزًا عظيمًا هو وأسرته، فبعد أن أسلم مع أبيه ياسر، وأمه سمية، وأخيه عبدالله، استضعفتهم قريش، فكانت تعذبهم أشد العذاب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمرّ بهم ويسلم عليهم ويقول «صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة»، وفى سبيل إيمانها بالحق استشهدت أمه، فأصبحت أول شهيدة فى الإسلام، ولحق بها ياسر شهيدًا أيضًا، بينما كان عمار يعذب بالنار، فيمر النبى عليه ويقول «يا نار كونى بردًا وسلامًا على عمار كما كنت بردًا وسلامًا على إبراهيم».
ومما يذكر لعمار بن ياسر أن النبى الكريم عندما قدم المدينة وأراد، عليه السلام، أن يبنى مسجده، كان كل رجل يحمل على كتفه «لبنة»، إلا عمار كان يحمل اثنتين، واحدة له والأخرى عن النبى، لذا كان رسول الله يمر به فينفض عنه التراب، وفى «البداية والنهاية» لابن كثير، عن النبى صلى الله عليه وآله أنه كان يمر به فيمسح ظهره، ويقول: «ابن سمية، للناس أجر ولك أجران، وآخر زادك شربة من لبن، وتقتلك الفئة الباغية».
وبعد مقتل عمار بن ياسر بطعنة على يد أحد جنود معاوية بن أبى سفيان حدث جدل كبير بين الفريقين، فقد تذكر الناس حديث الرسول عن مقتل عمار، وهو مذكور فى كتب الصحاح، حيث قال عليه الصلاة والسلام «تقتله الفئة الباغية»، فقال فريق «علىّ» هذا دليل الحق، فــ«معاوية» وجيشه فئة باغية، بدليل قتلهم عمار بن ياسر، لكن «معاوية» رد بأن الفئة الباغية هى تلك التى تجعل رجلًا تجاوز التسعين من عمره يخرج للحرب ويحمل سيفًا ليقاتل، بينما يذهب البعض إلى أن الفئة الباغية فى هذه الأيام الصعبة كانوا قتلة «عثمان» لأنهم أثاروا الفتنة، وهم وحدهم يتحملون وزر الدم الذى سال.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة