ألا أونا....ألا دو.... ألا ترى.... مين يصرح ؟
لقد أراح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى الجميع حينما قال أن كل الاحتمالات واردة، وهو كلام يعكس حجم المسؤولية والمفهوم العميق لطبيعة الأمور فى مثل هذه الكوارث.... كما فعل الشىء نفسه الرئيس الفرنسى "فرانسوا أولاند" وأكد على التعاون الكامل مع مصر فى هذا الشأن....
تسابق الجميع للتواجد فى المشهد الإعلامى وإثبات الحضور، فالموضوع كارثة إنسانية كبيرة وسقوط أى طائرة تحمل العديد من الجنسيات هو من أهم الأحداث التى تجتذب اهتمام العالم كله، مسئولين ومواطنين، فالطائرة هى وسيلة الاتصال الرئيسية بين الشعوب وبعضها حول العالم وتنقل ثلاثة ونصف مليار مسافر سنويا، وفى ظل العطش الإعلامى للحصول على المعلومة، وهو أمر طبيعى، حيث إنه قد لا تتوافر المعلومة السريعة والصحيحة التى تقدمها الجهات الرسمية والتى تستطيع إصدارها كل فترة قصيرة بعد التأكد منها أو حتى الحصول على جديد أو أحيانا عدم الإدلاء بها لتأثيراتها التى تكون فى غير صالح الإجراءات التى تتم.
هنا يضطر الإعلام أن يطفئ ظمأ هذا التعطش إلى الأخبار ومحاولة فهم ما يدور، وإعلام الرأى العام بكل ما يحيط بالموضوع من خلال متخصصين سابقين، ولن أقول خبراء نظرا لأنهم يعتبرون أن لقب خبير حاليا مثل لقب ناشط.. هذا المتخصص دوره الرئيسى أن يتناول بالتحليل العلمى الدقيق وبطريقة عامة ومبسطة ما يمكن أن يتسبب فى هذه الحوادث، دون التطرق لمعلومة قد لا يعرفها، وهذا ما يعرفه المتخصصون جيدا حتى لا يقعوا فى فخ نشر معلومة مغلوطة حتى ولو بحسن نية.. بل أحيانا يمتد دورهم للرد الغير رسمى والفورى والمباشر على بعض المعلومات الواردة والتى تكون أحيانا تحمل نوايا سيئة متعمدة تجاة الدولة. إلى هنا فإن كل ما ذكرته طبيعى ويتم بهذه المنهجية فى كل دول العالم خاصة المتحضر منها لأنه قد لا يستطيع المسئول الرد مباشرة وتكون تصريحاته بقدر وبميزان من ذهب، فمثل هذه الحوادث المشتركة المكان والزمان والتعامل قد تمس علاقات دول ببعضها، بل قد تكون من أهدافها الرئيسية هو التأثير على تلك العلاقات القوية والعميقة، لذلك كان من الضرورى عدم التسرع فى إلقاء المسئولية على هذا ورفع المسئولية عن ذاك دون تحقيق ودون أدلة وإثباتات وبراهين..هذا هو المسار الطبيعى للإعلام.
-2-
أما الغير طبيعى أن تجد غير المختصين يجلسون أمام الكاميرات متأنقين ومبتسمين يستعدون لبدء الحوار مع أحد مقدمى البرامج المشهورين وفى قناة كبرى، وبالفعل يبدأ اللقاء وينتهى ثم ماذا.. مافيش..... بعد كل ده... مافيش...... نعم وأؤكد..... مافيش..
ما يحدث والله حرام فى ظل هذة الكارثة الإنسانية التى يتابعها أهالى الضحايا بل والعالم كلة والأنظار كلها تتجة إلى أى معلومة أو تحليل، وبعدين يطلع.... مافيش.... بل أن هناك بعض المسئولين الغير مختصين يحرصوا ألا يفوتهم المشهد ليثبتوا أنهم يتابعون ويفهمون ويتفقهون ويمكنهم إعطاء المعلومة ولكنهم أيضا.... مافيش..... حتى الرجل أو السيدة الذين ركبوا طائرة لمرة واحدة فى رحلة قصيرة تخيلوا أنهم يمكنهم الدلو بآرائهم فى الطيران.
إذن أين الخطأ.... الخطأ يا سادة أولا أن القنوات الفضائية ومحررى الصحف نظرا لتسارع الأحداث وشدة الاحتياج للتحليل وتوضيح المعلومة، يهرعون أحيانا إلى اختيار الضيوف بدون تدقيق فلا يوجد وقت للفحص ومراجعة تاريخ الضيف ومدى مقدرته على توصيل وشرح ما لديه، وأيضا من يسهل الوصول إليه بدون بحث.... فحجم الوقت الذى تم تخصيصه للموضوع كبير ويجب ملئ هذا الوقت كما يجب أيضا إيجاد مساحه لتنوع الضيوف... أيضا يوجد بعض مقدمى البرامج يخطئون حين يسألون ضيفآ عن الأسباب التى أدت لسقوط الطائرة وهو غير متخصص إطلاقا... ويأتون بطيار ليسألوه عن الإجراءات القانونية التى يجب أن تتخذ للحصول على التأمينات والتعويضات... وأؤكد لكم أن المعلومة الخطأ من الصعب أن تمحوها من عقل المواطن البسيط حتى لو تم استبدالها بالمعلومة الصحيحة بعد ذلك.
الخطأ الثالث يقع على الضيف نفسه فإذا كان غير مختص ولا يملك المعلومة ولا كيف يحللها، فيجب عليه أن يرفض وينسحب فورا فهو لن يحلل مباراة فى كرة القدم. حينما يفعل ذلك وينسحب سيكون قد فعل خيرا وقدم خدمة جليلة لكل الناس.
يجب مع مرور أيام كثيرة بعد وقوع الحادث أن نهدأ ونصبر وننتظر الحقيقة الرسمية والتى من المؤكد ستستغرق بعض الوقت والتى لن تخرج إلا عن طريق لجنة التحقيق الرسمية.
.... إن مجال الطيران هو مجال صعب ومعقد ويحتاج إلى علم واسع ولا يستطيع أحد مهما كان أن يفهمه بسرعة أو بسهولة.
-3-
..... فلنغلق جميعا المزاد... وليمتنع الوسطاء ولنطبق قول الشاعر...
" الصمت زينة والسكوت سلامة ".....فإذا نطقت فلا تكن مكثارا
وما ندمت على سكوتى مرة... ولكن ندمت على كلامى مرارا
• رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للمطارات سابقا.
طيار جاد الكريم نصر الطرابيلى
مزاد تصريحات حادث سقوط طائرة مصر للطيران
الجمعة، 03 يونيو 2016 05:31 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة