عبد الفتاح عبد المنعم

الفرق بين «هندسة» المنزل و«هندسة» الإنسان

الخميس، 30 يونيو 2016 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يجب مراعاة النظافة والجمال وتوفير السلام النفسى فى كل بيت


لم أكن أتوقع ردود الأفعال حول سلسلة المقالات عن التربية فى أطفالنا فى عصور النت، وهى المقالات التى اعتمدت فيها على بحث علمى دقيق للباحث جمال باسعود، وهو ما دفعنى إلى الاستمرار فى نشر العديد من الأبحاث التى ترصد القواعد الذهبية فى تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة سوية، ومن أفضل الأبحاث حول هذا الموضوع هو بحث «القواعد الذهبية فى تربية الأبناء تربية سوية» للمستشارة التربوية إيمان الوكيل الحاصلة ماجستير فى الدراسات التربوية «صحة نفسية»، وأعتقد أنها لن تقل أهمية عن الدراسة السابقة، حيث أكدت الباحثة أن تربية الأبناء عبادة: حقيقة التربية ومفهومها يعد من جنس الدعوة إلى الله والجهاد فى سبيله، فإذا قامت على مبادئ الإسلام ومكارم الأخلاق والتحذير من الشر ومساوئ الأخلاق من أجل العبادات وأفضل القربات لقوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ} «فصلت: 33»، وقول صلى الله عليه وسلم: «لأن يهدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها»، وهى فى حق عموم الناس من فروض الكفايات فإنها من حق الأهل والأولاد من فروض الأعيان وهم أولى بها من غيرهم، فكل من دعا أولاده ورباهم على الإيمان وخلق الإسلام فسيناله من أجر عملهم فى الآخرة من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً وفى الدنيا منهم براً وإحسانا.

التربية هى القدوة الحسنة: القدوة أبلغ من آلاف المواعظ، وقد أكد ذلك النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه الإمامان البخارى ومسلم فى صحيحيهما عن أبى هريرة رضى الله عنه، قال: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء»، فالأسرة هى الصانع الأساسى لشخصية الطفل؛ لأن الطفل، بطبيعته، يحب محاكاة وتقليد كل من يراه وتقليده من باب التطور الذاتى، وأقرب الناس إليه فى إشباع هذه الغريزة هما الوالدان من يقومان على تربيته، فالولد من سعى أبيه، ودورهما ربطه بالسلف الصالح فى الاقتداء والاهتداء.

التربية هندسة: البيئة مرحة مريحة هادئة وأساسها التعامل مع الطفل بالحنان، فالمكان يصنع المشاعر، فنحن نقوم بهندسة المنزل ثم يقوم المنزل بهندسة مشاعرنا، لذا يجب مراعاة النظافة والجمال وتوفير السلام النفسى فى البيت وملاحظة قدرات الطفل وتعزيز الإيجابى وتعديل السلبى منها، مع مراعاة الفروق الفردية بين الأبناء مع الحرص على عدم التفرقة بينهم.

التربية اهتمام ومحبة: الحفاظ على صحة الأولاد واختيار الأكل الصحى المناسب، والحرص على زيارة الطبيب عند أى وعكة صحية، والحرص على الرقية الشرعية والأذكار، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين بقوله: «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامه»، وتوفير الدفء والحنان والشعور بالأمان والرعاية النفسية للطفل بما يشبع رغباته واحتياجاته، فعندما يشعر بأن أباه قريب منه يلامس شعره يقبل خده يحضنه ويداعبه ويمازحه ودائم الابتسام له فيتربى متشبعا بالعاطفة، فقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم ضرب لنا المثل الأعلى فى ذلك، إذ كانت بناته وحفيداته وربيبته محل اهتمام ورعاية كبيرين منه فقد أخرج الحاكم عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت: «ما رأيت أحداً كان أشبه كلاما وحديثاً من فاطمة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت إذا دخلت عليه رحّب بها، وقام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها فى مجلسه».

التربية آداب: فلابد من تعليم الأطفال العادات الحسنة والسنن الطيبة وكلمات الترحيب المحببة حتى يتقنوها لتكون فطرة فيهم، وآداب استقبال الضيوف وآداب الطعام والحرص على صلة الرحم وزيارة المريض وميزة الإنصات للآخرين وكيفية المعاملة، فقد كان قول النبى صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله أجر فاعله» «رواه مسلم».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة