"النخوة ماتت".. أسباب غياب الشهامة عن الشارع المصرى.. علماء النفس: العنف والانفلات الأمنى بعد الثورة سبب تراجع القيم.. والحقد الطبقى زرع الكراهية ضد الدولة.. ومواطنون: فلوس الفنانين أصابتنا بالإحباط

الأحد، 05 يونيو 2016 10:37 ص
"النخوة ماتت".. أسباب غياب الشهامة عن الشارع المصرى.. علماء النفس: العنف والانفلات الأمنى بعد الثورة سبب تراجع القيم.. والحقد الطبقى زرع الكراهية ضد الدولة.. ومواطنون: فلوس الفنانين أصابتنا بالإحباط مشاجرة – أرشيفية
كتب كريم صبحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ياعم أنا مالى".. "ابعد عن الشر وغنيله".. "خليها تولع"، مصطلحات وعبارات أصبحت تتردد فى الشارع المصرى عند مشاهدة أى أخطاء أو وقوع جريمة فى "عز الظهر"، أو عند تعرض فتاة للمعاكسة والتحرش أو حتى عند نشوب مشاجرة لفظية.

قديما كانت الشهامة والجدعنة وابن البلد، صفات أصيلة فى المواطن المصرى، يشتهر بها عن باقى الشعوب، يتدخل لإنهاء مشاكل بين الناس لمجرد فعل الخير، يقف لمنع أى شاب من معاكسة فتاة، يترك مكانه فى المواصلات لأى قعيد أو عجوز أو سيدة ليجلس مكانه، ولكن تبدلت الأحوال وتغيرت الشخصية المصرية إلى التبلد، الأمر الذى تجسد فى مشهد تعرية سيدة المنيا المسنة، فالجرم الذى ارتكبه أهالى المنطقة باكتفائهم بالفرجة فقط، وعدم التدخل لإنقاذها، يفوق جرم المتهمين بسحلها، وظاهرة العنف الدموى وارتكاب أشياء جديدة على تركيبة المجتمع المصرى، كواقعة ذبح الكلاب وسحل اللصوص وتعليقهم أمام الجميع وتمزيق جسدهم وكأن مشهد الدم أصبح شيئا عادى فى المجتمع.

وأصبح الشاب يشاهد الفتيات يتم التحرش بهن والمشاجرات بين المواطنين، فيرد بكلمة واحدة "وأنا مالى" ويكتفى بإخراج هاتفه للتصوير والفرجة.

علماء النفس والاجتماع يجيبون عن أسئلة طرحها "اليوم السابع" عن أسباب تغيير سلوك المصريين، حيث قال الدكتور محمود بطامى، أستاذ علم النفس والاجتماع، إن التغيير الذى طرأ على سلوك بعض من الشعب المصرى سببه طبيعة المرحلة التى تمر بها مصر، وذلك عقب قيام ثورة 25 يناير، وما أعقبها من مشاهد وأحداث عنف وصور دموية لم يعتاد ولم يشاهدها من قبل المواطن المصرى، وهو ما أدخل الخوف فى قلبه، وجعله يتراجع عن التدخل لفض أى مشاجرة أو خلاف بين المواطنين فى الشارع خوفا من تعرضه لإيذاء بدنى بسبب انتشار البلطجية والانفلات الأمنى.
وأضاف بطامى، لـ"اليوم السابع"، أن الأحداث التى أعقبت ثورة 25 يناير من انفلات أمنى وانتشار للأسلحة البيضاء والنارية وعمليات نهب وسرقة للمحلات جعلت سلوكه "سلبى" تجاه الأحداث اليومية التى يشاهدها.

فيما أرجع الدكتور مصطفى رجب، مقرر لجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة، اختفاء صفات الجدعنة والشهامة والمروءة، التى كان يتميز بها الشاب المصرى، إلى الفكر الدينى الذى ازدهر فى عصر السادات، متابعا: "فقديما فى الخمسينيات والستينيات كان يقال للشاب "عيب ومش عيب"، أما فى هذه الأيام فيقال له "حرام ومش حرام"، حيث سيطر رجال الدين على عقول الشباب وتحكموا فى سلوكهم.

وأضاف رجب أن الحقد الطبقى أحد أسباب سلبية سلوك المواطن تجاه المجتمع، فهو يكره كل شىء تفعله الدولة نتيجة مشاهدته لكم البذخ والترف الذى يعيشه بعض أفراد المجتمع، بينما هو لا يجد ما يكفى حياته اليومية وهذا ينعكس على سلوكه، إذا شاهد مشاجرة.

وأشار مقرر لجنة التربية بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى أنه فى الزمن القديم كانت الفجوة بين الفقير والغنى صغيرة ولا يشعر بها المواطن، فضلا على أن الأغنياء كانوا لهم دور فى المجتمع المدنى من بناء مستشفيات ومدارس والعطف على الفقراء، موضحا أن الأمر تغير الآن بعد اتهام عدد من رجال الأعمال بالفساد والاستيلاء على ملايين الجنيهات من أموال الشعب، ما جعل سلوك المواطن سلبيا تجاه أى شىء يمكن أن يفيد المجتمع اعتقادا أنه لا يجنى شيئا من وراء ذلك.

وفسر الدكتور إبراهيم مجدى استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، ظاهرة اختفاء الشهامة والجدعنة، إلى ظهور العشوائيات التى أخرجت جيلا من الشباب والأطفال انتهجوا سلوك الفوضى، بالإضافة إلى التعليم ووسائل الاتصالات الحديثة من الهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعى.

وأضاف استشارى الطب النفسى، أن ظهور التيار الدينى من السلفيين والإخوان شكل سلوك شريحة كبيرة من الشباب تأثروا بهم، ما أدى إلى وجود انقسامات داخل المجتمع وانتشار التدين الظاهرى، والبعد عن الشهامة والمروءة.

وكشف أن ثورة 25 يناير كانت لها أثر كبير فى تغيير سلوك المواطن المصرى وانحطاط الأخلاق بسبب الأحداث والمشاهد المؤسفة التى أعقبت قيام الثورة من إهانة رموز الدولة والفوضى والغوغائية والنهب والسرقة والعنف الدموى الذى أعقب الثورة.

وأضاف أن انتشار العشوائيات والمخدرات والبلطجة أنتجت شخص "سيكوباتى" سلوكه سلبى تجاه المجتمع، فضلا عن أن مصر مسجلة أعلى نسبة مشاهدة للمواقع الإباحية وحالات التحرش غيرت من شخصية المواطن المصرى وكل هذه وسائل استخدمتها دول أجنبية فى تغيير الشخصية المصرية.

وفى السياق ذاته، استطلع "اليوم السابع"، آراء عدد من المواطنين، والذين أكد بعضهم أن انتشار البلطجة والعنف والانفلات الأمنى الذى أعقب قيام ثورة 25 يناير، جعل المواطن يخشى أن يتدخل لفض أى مشاجرة فى الشارع، وإصابته باللامبالاة عند رؤيته فتاة يتم التحرش بها خوفا من تعرضه لأذى.

وأرجع بعض المواطنين تغير سلوك المواطن المصرى وتحوله إلى الشخص السلبى تجاه المجتمع إلى عدم شعوره بأنه لا يأخذ حقوقه فى بلده، وأن هناك أشخاصا تتقاضى الملايين مثل الفنانين ولاعبى الكرة، بينما هو لا يستطيع أن يكفى حياته اليومية ويؤمن مستقبل أولاده، ما يجعله ناقما على المجتمع، ويمتنع عن فعل أى شىء إيجابى للدولة.


التحرش بالمانيكان.. من المجنى عليه؟.. رئيس قسم المعاملة الجنائية بالقومى للبحوث: المتحرش وفاضحه على "فيس بوك" مجرمان.. وطبيب نفسى: "هوس جنسى والكبت السبب"


فى يومهم العالمى.. بالأرقام.. 1023حالة عنف وانتهاك ضد الأطفال فى مصر










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة