سعيد الشحات

شاهندة مقلد

الأحد، 05 يونيو 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مناضله عاشت بين الفلاحين ولهم


لم تكتف المناضلة العظيمة شاهندة مقلد بأن يشار إليها فقط بأنها زوجة المناضل العظيم صلاح حسين، بالرغم من تأثيره الطاغى على حياتها.

فى سيرة صلاح محطات للنضال، منها أنه سافر إلى فلسطين لمقاومة الصهاينة فى حرب 1948، ولما عاد انضم إلى المقاومة الشعبية فى قناة السويس ضد الاستعمار البريطانى عام 1951، وظل على نضاله مع ثورة 23 يوليو 1952 حتى يوم 4 إبريل 1966، حيث تم اغتياله فى المعركة المعروفة تاريخيا بـ«معركة الملاك»، بقرية كمشيش فى مركز تلا محافظة المنوفية، وهى المعركة التى فرضت نفسها على القيادة السياسية ورمزها جمال عبدالناصر، كما حظيت باهتمام عالمى، وكان من دلائله زيارة الفليسوف الفرنسى الشهير جان بول سارتر إلى قرية كمشيش أثناء زيارته لمصر فى مارس 1967.

وتبقى المحطة الختامية لصلاح حسين دليلا دامغا على قيمة أن يبقى المناضل بين قومه يعيش حياتهم، ويلتحم مع قضاياهم اليومية، ولا يستجيب لنداهة المدينة، فموته كان بين قومه الفلاحين، وفى سبيل قضية لصالحهم، وهكذا أعطى نموذجا حقيقيا فى تطابق الشعار بالفعل، وهكذا كانت زوجته العظيمة شاهندة مقلد.

توقفت سيارة جمال عبدالناصر عند الجسر الذى يمر عليه موكبه برفقة المناضل الأسطورى جيفارا، كان عدد من الفلاحين المتعلمين يحملون لافتة كتب عليها: «نحن معزولون عنك منذ سنوات يا جمال عبدالناصر وممنوعون من الكلام معك، ونحن نمثل قرية ثورية ونقف إلى جانبك»، وعندما اقتربت سيارته هتفت شاهندة: «نريد أن نتحدث إليك يا عبدالناصر»، فانتفض الرجل من مقعده واقتربت منه وسلمته رسالة فلاحين القرية، ثم صافحت جيفارا قائلة: «نحن فلاحو قرية كمشيش وهم سكان القرية الثورية»، وبعد أن استمع جيفارا إلى الترجمة هب واقفا ورفع قبضته تحية لها، فهتف الفلاحون وصفقوا، هكذا عبرت شاهندة عن الفلاحين وهى وسطهم، تعيش بينهم، تتنفس هواءهم كما يفعل زوجها، كان عمرها وقتئذ 26 عاما، وكانت تجربتها فى مهدها، وكان الفعل ساخنا لجعل المرأة فى الميدان كبعد معبر عن نجاح ثورة 23 يوليو فى عمقها الاجتماعى.

بعد نحو 52 عاما، كانت شاهندة على موعد على النقيض تماما مما رأته من تقدير جمال عبدالناصر وجيفارا، كان التقدير لها وهى شابة وتجربتها فى بدايتها، أما فى كهولتها وأمام قصر الاتحادية وقت حكم محمد مرسى، فقام شاب مفتول العضلات من ميليشيات الإخوان بكتم صوتها بيده، كانت شاهندة تتقدم صفوف المعتصمين أمام الاتحادية، معلنة رفضها حكم الإخوان، وكانت تبيت فى خيام منصوبة، وفى المواجهة أقدم «مفتول العضلات» على فعله، كان يعبر عن خوف جماعته إلى حد الرعب من أى صوت حر، خاصة لو كانت صاحبته بقيمة وعظمة شاهندة مقلد.

ذهبت شاهندة إلى فعلها النضالى أمام قصر الاتحادية بعد أن أنفقت عمرها فى النضال من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، فواجهت حكم السادات بعد أن رأته فى سبعينيات القرن الماضى يرتد عن مكاسب الفلاحين التى مات زوجها من أجلها، وحققتها ثورة 23 يوليو 1925، ثم واجهت حكم مبارك باستبداده، ولما جاءت ثورة 25 يناير وجدت فيها اللحظة التى انتظرتها طويلا، واستعادت كل ذكريات النضال مع زوجها الذى ظل يلهمها بروح التضحية والشجاعة، فكانت فى صفوف الثورة.

رحم الله شاهندة مقلد التى رحلت ووراءها سيرة عظيمة صنعتها بين ناسها وأهلها الحقيقيين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

على

كمشيش

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين محمود احمد

سنه كام ياعلي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة