لماذا تجاهلنا سيناء؟.. فى حواره الجمعة الماضى مع الإعلامى أسامة كمال، قال الرئيس عبد الفتاح السيسى: إن سيناء عانت من التجاهل السنوات الماضية، لكن اليوم الوضع تغير كثيراً.
ظلت سيناء بعيدة تماماً عن الفكر المؤسسى، فاسمها لم يذكر إلا فى الخطط فقط، دون أن نجد تنفيذاً على الأرض، وهو ما أثر على ارتباط هذه البقعة الطيبة من أرض مصر بالدولة، وكان من نتاج هذه السياسة التى لا تنظر لسيناء على أنها جزء مهم من مصر إلى انتشار الفكر المتطرف، الذى استغل الظروف الصعبة هناك، لكى يتمدد فى غياب الدولة، لكن جاء المشروع القومى لتنمية سيناء ليغير هذه الفكرة تماماً، خاصة أنه يقوم على خطة متكاملة تشمل عناصر اقتصادية واجتماعية وتنموية، هدفها تنمية المنطقة والمواطن أيضاً، فمن بين التريليون و40 مليار جنيه التى خصصها الرئيس السيسى لتنفيذ ثمانية محاور رئيسية تعمل الدولة على تنفيذها منذ توليه مقاليد حكم مصر فى السادس من يونيو 2014، تم تخصيص 150 مليار جنيه للمحور الثانى والخاص بالمشروع القومى لتنمية سيناء.
خطة تنمية سيناء تشمل إنشاء مدن سكنية، فالقوات المسلحة تعمل هناك بمشاركة العديد من الشركات الوطنية على إنشاء 77 ألفا و237 وحدة سكنية فى شبه جزيرة سيناء قبل نهاية العام المقبل، كما تم الانتهاء من أعمال الرفع المساحى، والتصميمات الخاصة بتنفيذ مدينة رفح الجديدة بإجمالى 10 آلاف وحدة سكنية، و400 منزل بدوى، ومنطقة خدمات، ومن المقرر أن تنتهى المرحلة الأولى من مدينة الإسماعيلية الجديدة فى أكتوبر المقبل بإجمالى 12 ألفا و244 وحدة سكنية بنسبة تنفيذ 72%، كما يجرى العمل على إنشاء 45 ألفا و756 وحدة ضمن المرحلة الثانية للمدينة، التى ستنتهى فى إبريل 2017، ويبلغ إجمالى عدد الوحدات السكنية المنفذة بالمشروع 58 ألف وحدة سكنية، كما يجرى التخطيط حالياً لإنشاء مدينة السويس الجديدة شرق القناة شمالى مدينة عيون موسى، وتم تنفيذ محطة وشبكة صرف صحى بمدينة الطور بطاقة 10 آلاف متر مكعب لكل يوم بنسبة تنفيذ 65%.
وبالتوازى مع ذلك، يتم إنشاء 350 صوبة زراعية، وتوزيعها على بدو سيناء، والقيام بأعمال البنية الأساسية لـ3915 فدانا بمنطقة بئر العبد، حيث تم الانتهاء من استصلاح والقيام بأعمال البنية الأساسية، وزراعة (700) فدان زيتون بمشاركة مجتمعية، كما تم إنشاء 850 صوبة زراعية، وتوزيعها على البدو، والانتهاء من إنشاء سحارة سرابيوم بطاقة 16 مترا مكعبا لكل ثانية، وتعد سحارة سرابيوم أضخم سحارات العالم لعبور المياه العذبة أسفل مياه قناة السويس.
خطة تنيمة سيناء تعتمد التنمية الصناعية أساساً لها، حيث تم تكليف الهيئة الهندسية بتنفيذ منطقتين صناعيتين، الأولى مدينة الأثاث بدمياط على مساحة (331 ) فدانا، وتشمل مجمع ورش صغيرة ومتوسطة، ومصانع تكميلية، ومنطقة مصانع كبيرة، ومنطقة استثمارية، أما المنطقة الثانية فتشمل إنشاء 11 مصنعا للنسيج، وتصنيع الملابس الجاهزة، وبالتوازى مع ذلك يجرى تنفيذ حلم ربط سيناء بالوادى بمجموعة إنفاق تصل إجمالى التكلفة المبدئية لها 36 مليار جنيه، ويمثل مشروع حفر الأنفاق أكبر مشروع لإنشاء الأنفاق فى العالم، بعدما استطاعت مصر الاستفادة بخبرات الدول المتقدمة فى حفر الأنفاق مثل ألمانيا وسويسرا وإسبانيا، ومن المقرر أن تساهم الأنفاق فى تقليل حجم التكلفة للمواد الخام والنقل، وتقلل من حجم المعاناة فى الانتظار والعبور من الجهة الشرقية إلى الغربية والعكس، التى كان يعانى منها أصحاب الاستثمارت، وبالتالى ارتفاع سعر التكلفة على المواطن البسيط، وبالإضافة إلى الأنفاق يجرى تطوير مطار المليز لإتاحته للاستخدام المدنى، والمخطط الانتهاء منه فى أكتوبر المقبل.
الأهم فى خطة تنمية سيناء، من وجهة نظرى، أنها تعتمد بناء قدرات الإنسان كأساس لها، من خلال إنشاء مدارس، ومعاهد أزهرية فى شمال وجنوب سيناء، إضافة للعمل على إنشاء جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز بمدينة الطور على مساحة 205 أفدنة، مع توفير الخدمات الصحية للسيناوية، وهى كلها تحركات هدفها توفير حياة كريمة لأهالى سيناء، مع محاصرة بؤر الفكر المتطرف.
حجم ما يتحقق الآن فى سيناء يكشف إلى أى مدى كانت تعانى سيناء من تجاهل وعدم اهتمام، حولها إلى بيئة مناسبة لاستقطاب أصحاب الفكر المتطرف، ممن فكروا فى تحويلها إلى إمارة إسلامية، لولا يقظة رجال قواتنا المسلحة والسرعة التى خاضت بها الدولة معركة التنمية والتطوير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة