لابد أن تبتعد الدولة عن هذه الحرائق قدر الإمكان
مازلت أتذكر كلمة للرئيس عبدالفتاح السيسى كان قد قالها أثناء حملته الانتخابية مضمونها أن الإخوان يريدون، إما أن يحكمونا وإما أن يقتلونا، وتوعد الرئيس السيسى كل من يحاول تهديد استقرار الشعب المصرى وترهيبه، مؤكدا أنه سيكون رئيسا لكل المصريين، فاتحًا المجال لعودة كل خارج عن القانون ومعادٍ للدولة، من هذا المنطلق فكر الرئيس المنتخب فى شعبه وأراد طمأنته واحتواء الخائفين منه، وبالفعل استجاب 99% من الشعب للرجل بعد أن توسم فيه الفارس النبيل الذى سخره الله سبحانه وتعالى لينقذه من ظلمات ومخاطر العملاء والمأجورين من جهة والإخوان الذين اختطفوا وطنا فى غفلة من الزمان من جهة أخرى.حاول الرئيس السيسى، والشهادة لله، بشتى الطرق أن يحتوى كل أطياف الشعب المصرى الذى انقسم، فى أعقاب 25 يناير، إلى أكثر من فصيل، ولكن بكل صراحة كانت محاولاته دائما لا تحقق المطلوب، وهذا لسبب بسيط يكمُن فى تعمد وإصرار البعض «اللى معمولهم حساب بالبلدى» على استمرار حالة الانقسام واللا دولة، علمًا بأن هؤلاء أنفسهم لم نسمع لهم صوتا فى أيام العياط وجماعته «الله لا يرجعها أيام» وكأنهم فريق واحد يخدم بعضه من أجل مصلحة واحدة، الحرائق، عزيزى القارئ، لم تكن فقط فى العتبة ودمياط ووسط المدينة وأخيرا مدينة السينما، بل كانت أيضا على شاشات الفضائيات من خلال برامج تخرج علينا يوميا لتحرق فينا وفى النظام ومؤسسات الدولة، وكانت أيضا فى سقوط طائرة مصر للطيران ومن قبلها اختطاف إحدى طائراتها، ومن قبلها سقوط الطائرة الروسية وتوجيه الاتهامات إلى أمن مطار شرم الشيخ واتهامه بالتقصير.. الحرائق ليست مجرد نيران تشتعل فى مكان ما وتحرق محتوياته، وإنما هى اشتعال وتصعيد لكل موقف يراه المشعلون فرصة لهدم الدولة المصرية والتحرش بها واتهام النظام بالفشل والتقصير والفاشية أحيانًا، وربما مشكلة نقابة الصحفيين كانت مثالا بارزا وحيا يؤكد كلامى.. لقد أراد المغرضون لى ذراع الدولة من خلال وقفتهم المفتعلة، فقد كانت هذه الواقعة بمثابة اختبار القوة التى، والحمد لله، حُسمت لصالح الدولة على حساب العواطلية والمطلوبين للعدالة.
الحرائق تشتعل حين يعتدى ضيف بالضرب على ضيف آخر فى حلقة على الهواء «بدون ذكر أسماء الإبراشى وشوبير والطيب»، ونيران الهواء تشتعل وتُطلق لهيبها فى هيكل الدولة ويزداد لهيبها حين يقتل زوار حديقة الحيوان، فى شم النسيم، حيوان الخرتيت عن طريق قذف شمروخ بفمه فى واقعة هى الأولى من نوعها على مستوى العالم.. الحرائق تتجلى عند رفض جنينة دفع الكفالة، وعند اعتصام حمدين، وعند ترويج الأسوانى لأكذوبة أن الجزر تم بيعها.. الحرائق أيضا تتبلور عندما يخرج صحفى «بدون ذكر أسماء عبدلله السناوى» من اجتماع مع رئيس الجمهورية ويُنسب إليه كلاما فى حق الرئيس الأسبق وعهده فيحدث وقيعة بين الرئيس وقطاع ليس بصغير يتمثل فى محبى مبارك، الشىء نفسه تكرر بصورة أخطر عندما افتتحت الدولة متحفا للقوات الجوية وغرفة عمليات اكتوبر دون ذكر وتخليد اسم مؤسس سلاح الطيران المصرى الحديث وقائد أعظم انتصار فى التاريخ المعاصر «حرب آكتوبر» الفريق طيار مدى الحياة «بقرار رسمى من الرئيس السادات» ورئيس جمهورية مصر العربية لمدة ثلاثين عاما.. الحريق يتوهج مع تعرية سيدة قبطية عجوز وسَب إعلامى لأنبا وهجوم الأقباط عليه على الهواء «بدون ذكر اسماء محمد الغيطى».
مجموعة حرائق، فى تقديرى الشخصى، لابد للدولة أن تبتعد عنها قدر الإمكان وأن تحاول وبكل قوة أن تخمد ما بقدرتها أن تخمده «بسهولة» حتى لا نزيد الطين بلة، وعليها أن تختار بعناية الأنسب وفقًا لمعايير مختلفة بعيدة عن الفلول والثورة والبسطرمة، لأنه، ببساطة شديدة، الوطن فى أشد الحاجة لأن يكون كل أعضاء فريقه على قدر كبير من الانسجام والاحترافية من أجل عزف سيمفونية التقدم والازدهار بقيادة المايسترو، أعنى الرئيس، حتى لا يستغل المتربصون هفوات وثغرات وأخطاء فى إحراق الوطن والعودة بنا إلى النقطة صفر التى من المفترض أننا تجاوزناها دون رجعة.. نعم دون رجعة.. انتهى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة