الأمريكان يسيرون على نهج الفراعنة فى استخراج الذهب بمصر.. "وإحنا بنتفرج"
خلال الساعات القليلة الماضية، خرج علينا «مارك تشامبل» الرئيس التنفيذى لشركة ألكسندر نوبيا للتنقيب عن الذهب، بتصريحات مهمة جدا عن الذهب فى مصر.
الرجل قال لـ«CNN»، إنه تم العثور على ذهب خلال التنقيب فى مصر، مؤكدًا أن العثور على المعدن الأصفر ليس الأمر المهم الوحيد فقط، وقال أيضا: «صناعة التنقيب عن الذهب فى مصر موجودة منذ خمسة أو ستة آلاف عام، وتمكنوا من إنتاج الكثير من الذهب على مر السنين، ونحن لا نقوم بالكثير من الأعمال الذكية، ولكننا نسير على خطاهم فى تلك المناطق، ونستعين بتكنولوجيا أكثر حداثة لم تكن متاحة لهم فى ذلك الوقت، ونأمل أن نستطيع، باستخدام تقنيات حديثة، أن نستخرج الذهب الذى لم يتمكن السابقون من استخراجه».
وتابع قائلا: «لا ينظر إلى مصر على أنها مقصد للحفر والمناجم منذ الخمسينيات على الأقل، ومن وجهة نظرى فإن الفرص بمصر هائلة، وأحد أهم الأمور الجاذبة فى مصر هو سهولة سير الأمور، إلى جانب قاعدة البنية التحتية القوية مقارنة بدول أخرى نقوم بالحفر فيها فى أفريقيا».
«تشامبل» اعترف بأن شركته عثرت على ذهب، موضحا أن المسألة لا تتعلق بالعثور على الذهب فقط، بل الموضوع يتعلق بالكمية التى يمكن استخدامها على الصعيد التجارى، وأضاف: «التنقيب عن الذهب ينعكس على الاقتصاد المحيط به، سواء على شركات الحفر والتنقيب والبناء أو الفنادق والمطاعم، وأن مصر لديها العديد من الموارد الطبيعية التى يمكن أن تتحول إلى صناعات كبيرة».
إلى هنا يتبين حقيقة أن مصر بالفعل تغرق على بحيرة من الذهب، وأن الفراعنة أدركوا هذه الحقيقة، وتمكنوا ببراعة من التنقيب، وحسب الوثائق التاريخية والشواهد، تأكد أن الفراعنة تَرَكُوا 120 منجما للذهب فى الصحراء الشرقية الممتدة حتى السودان.
وبنظرة متفحصة، للمقتنيات الأثرية من الذهب فى المتاحف المصرية، بشكل عام، تكتشف أن المصرى القديم أبدع فى استخراج وتشكيل الذهب، بما يسلب العقول بسسبب جمال أشكالها، ودقة صنعتها، واستخدم المصريون الذهب آنذاك، للزينة الشخصية، والهدايا القيمة لضيوف مصر من الملوك والشخصيات المهمة، ولم يستخدم الفراعنة، حسب الدراسات، الذهب كعملة، إلا فى الدولة القديمة، وتحديدًا بداية من الأسرة الرابعة وحتى نهاية الأسرة السادسة، التى أعقبتها ثورة شعبية أدخلت مصر فى عصور الفوضى والضياع استمرت 150 عامًا، حسب تقديرات المؤرخين.
إذن الفراعنة منذ ما يقرب من 6 آلاف عام، توصلوا لاستخراج الذهب وتمكنوا من ترك 120 منجما، بإمكانياتهم المحدودة، ووسائل التنقل البدائية، فى الوقت، وياللحسرة، الذى فشلنا نحن فيه طوال القرون الماضية بشكل عام، والقرن الماضى وحتى تاريخه، بشكل خاص فى التنقيب واستخراج الذهب، بجانب ما تزخر به الأراضى المصرية من كنوز أخرى.
نحن المصريين فى عصرنا الحالى، لم تكن لدينا المبادرة فى التنقيب والتفتيش عن الثروات الطبيعية التى منحها الله لمصر، ولم نتخذ من آبائنا وأجدادنا المصريين القدماء، قدوة، وتركناها «نهيبة» للعصابات، تنقب وتفتش وتستخرج الذهب، والدولة تقف متفرجة عاجزة منكسرة ومنبطحة، لا تستطيع فعل شىء، رغم ما أحوجها إلى مثل هذه الثروات التى يمكن أن تغير وجه الحياة.
الدولة تقف عاجزة، ولم تحذُ حتى حذو الفراعنة، فى حين اعترف الأمريكى الجنسية «مارك تشامبل» الرئيس التنفيذى لشركة ألكسندر نوبيا للتنقيب عن الذهب، بأنه يسير على نفس نهج الفراعنة فى التنقيب عن الذهب، وهو أمر شبيه بالكوميديا المأساوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة