أحمد إبراهيم الشريف

حسام حسن.. آسف..ثقافة تحطيم الذات

الأحد، 10 يوليو 2016 06:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سنة 2006 حصلت مصر على بطولة أفريقيا، وكان حسام حسن هو كابتن المنتخب المصرى، يتحرك بهمة ناحية الأربعين من عمره، وعندما سألته المذيعة عما سيفعله بعد الاعتزال، حينها قال عميد لاعبى العالم: إنه سيدرب منتخب مصر، قالها فى وقت كان المعلم حسن شحاتة يعيش لحظة المجد، فلم يمض على انتصاره أكثر من ساعات قليلة والشوارع ما زالت تضج باسمه، يومها صفقت لحسام حسن ولقدرته على الحلم وتجاوزه للواقع وإيمانه بذاته.

لم أحب فى مصر شخصية رياضية كما أحببت حسام حسن، وظللت طوال الوقت أردد «لو كان لدينا ألف شخص مثل حسام حسن فى حياتنا لأصبح الحال أفضل»، كان يعجبنى إصراره وعزيمته، كنت أراه مقاتلا لا يشق له غبار، لا يعترف بالمعوقات، رجل ممتلئ بالعزيمة والقدرة على رسم الأحلام وتحقيقها، لكن ما شاهدته بعد مباراة المصرى وغزل المحلة فى الدورى المصرى، جعلنى أراجع كل ذلك، وأفكر فى شىء آخر لم أتخيل يوما أن أربطه بحسام حسن، وهو قدرة الإنسان على الإساءة لنفسه، وتمنيت ما لا أتخيله فى حياتى ألا يكون هناك عدد كبير من الشعب المصرى يفكر بطريقة حسام حسن.

اكتشفت مؤخرا أن حسام حسن يحركه العند، وليس القدرة على الحلم، كنت أعجب به وأصفق له كلما رأى الناس أن نهايته تقترب، بينما يرى هو أكثر مما يرون، وينطلق نحو نقطة بداية جديدة، ففى عام 2000 تعامل معه الأهلى على أساس أنه لاعب عجوز، ليس لديه ما يقدمه وتركه يرحل إلى نادى الزمالك، وحينها لعب حسام أفضل سنواته فى ميت عقبة، وفى عالم التدريب استطاع أن يثبت نفسه أيضا، فصنع فريقا لنادى الزمالك فى مرحلة من أسوأ الفترات التى مر بها الفارس الأبيض، استطاع حسام حسن أن يتحرك بالفريق من الترتيب الـ13 لينافس الأهلى على الدورى فى ذلك العام، وأصابنا الحزن عندما تخلى عنه النادى وتعاقد مع حسن شحاتة، وسافر إلى الأردن وكانت تجربة ناجحة جدا، أما ما فعله فى النادى المصرى فهو شىء أكبر من الوصف، لكن يبدو أن حسام حسن لا يملك رؤية مستقبلية على المستوى الشخصى، لدرجة أنه لم ينتبه جيدا للكاميرا التى تتابعه وهو يجرى خلف المصور فى أرض الملعب، ولم يقرأ اللحظة، ولم يدرك أنه سيتحول لموضع سلبى بعد هذا المشهد غير الجميل فى مسيرة العميد.

حزين من أجل حسام حسن، ومن أجل نفسى أيضا، لا أحب أن تتحطم الأشياء الجميلة داخلى، كنت أتمنى أن يظل العميد طاقة إيجابية ترسم الحلم فى الزمن البخيل.. لكنه لم يفعل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة