أكرم القصاص

داعش وإسرائيل.. تحالف صامت

الأحد، 10 يوليو 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيًّا كان ماجرى فى المنطقة من أحداث وحروب أهلية وصراعات وإرهاب، صب كله لصالح أمن إسرائيل، وتبدو تحركات ونتائج أعمال التنظيمات الإرهابية داعش وأخواتها وأعمالها لصالح أمن إسرائيل.

داعش والنصرة وتنويعات جماعات الإسلام السياسى المسلحة ترتبط بدول مثل قطر وتركيا، وكلتاهما ترتبط بعلاقات مباشرة مع إسرائيل من جهة، ومع حماس من جهة أخرى. وتلعب قطر وتركيا أدوار وساطة بين إسرائيل وحماس. وهو ما يشير إلى تشابك العلاقة وتعقيداتها.

هناك تسريبات متناثرة عن تلقى مقاتلى داعش والنصرة العلاج فى تركيا، وقد لا تكون هناك دلائل واضحة على ارتباط علنى لداعش وأخواتها مع إسرائيل، لكن السنوات الخمس الأخيرة اكدت أن تنظيمى داعش والنصرة وغيرهما لم يصدر عنها أى بيان أو تحرك تجاه إسرائيل، وفى المقابل اتسمت اتجاهات إسرائيل نحو تجاهل أعمال داعش وغيرها، فضلا عن عدم صدور أى توجهات عدائية.

نشاة داعش نفسها يحيطها الغموض من جهات عديدة، هناك صور تجمع أبوبكر البغدادى مع جون كيرى، وبعض التقارير والوثائقيات تشير إلى ارتباط بين نشاة داعش وتفكيك الجيش العراقى فى أعقاب الغزو. والاتجاه نحو إنشاء تنظيم منافس للقاعدة التى تمثلها جبهة النصرة، تنظيم القاعدة نفسه لم يقدم على أى عمل معاد لإسرائيل. ونفس الأمر بالنسبة لفصائل المعارضة السورية بما فيها الجيش الحر.

كل هذه الخيوط تنتهى إلى أن إسرائيل كانت ولاتزال هى المستفيد الأول من فوضى المنطقة وصراعاتها الطائفية والعرقية، وخروج الدول المواجهة لإسرائيل سواء العراق وسوريا، وهى دول إن لم تكن قد مارست أعمالا هجومية ضد إسرائيل فقد كانت تمثل ردعا ما تجاه إسرائيل وهواجس أمنية انتهت لتبقى إسرائيل خارج نطاق أى تهديد باستثناء إيران، وهو ملف حرصت الولايات المتحدة على طمأنة اسرائيل تجاهه. بينما الوجود الإيرانى نفسه يساهم فى الإبقاء على الصراع الطائفى قائمًا بما يطول من فترة الصراع الأهلى فى العراق وسوريا ويؤخر أى اتجاه نحو استقرار قريب.

وفى هذا السياق فإن إسرائيل تبدو المستفيد الأول من داعش وتنظيمات الإرهاب المتناثرة فى العراق وسوريا، حتى تنظيم بيت المقدس فى سيناء لم يوجه أى نوع من التهديد ولو نظريًّا تجاه إسرائيل، بما يعنى فى النهاية أنه يصب فى صالح أمن إسرائيل، الأمر الذى يجعل من السهل النظر للتنظيمات التى ترفع شعارات ورايات إسلامية، بوصفها جزءا من أمن إسرائيل مباشرة أو بشكل غير مباشر، وبالتالى فإن تحركات إسرائيل فى أفريقيا أو غيرها لا تبتعد كثيرًا عن رغبة الدولة العبرية فى تدعيم علاقاتها الاقتصادية، وتسويق خبراتها فى إدارة الموارد لدى الدول الأفريقية، وبالتالى فإن التعامل مع هذا الملف يفترض أن يخضع مع المنطق السياسى لمنطق المصالح، مع محاولة تفهم طبيعة العلاقة التى تربط بين إسرائيل وتنظيمات الفوضى المسلحة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة