نعم مصر فى ورطة بكل المقاييس فبعيدا عن السياسة ولت وعجن النسوان، إن جاز التعبير، الذى يدور فى أروقة المجتمع المصرى بكل مستوياته وبعيدا عن حالة «التنظير» التى لم يسبق لها مثيل بالإعلام والصحافة علينا أن نعترف أننا فى ورطة حقيقية، تستوجب من الجميع أن يتوقف أمامها ويعترف بها ولنترك المجال للمتخصصين المخضرمين وحدهم دون غيرهم، ليبحثوا الأمر ويجدوا المخرج المناسب قبل فوات الأوان وما أدراكم إذا فات الأوان لا قدر الله.
كلنا نعلم، سرا أو جهرا، أن تاريخ 25 يناير 2011 كان نقطة فاصلة فى تحويل مسارات الأمور كافة إلى ما هو أسوأ بكثير مما كانت عليه قبلها، حتى إن كانت النوايا سليمة كما يُشاع، وأن كنت أشك، فالنتائج جميعُها بكل أسف دمار وتدهور ورجوع إلى الخلف عدة خطوات كنّا قد تجاوزناها منذ تسعينيات القرن الماضى على أقل تقدير، قل ما تقوله عن الرئيس الأسبق حسنى مبارك ولكن الواقع والأرقام والحقيقة تٌحتم على الرجال، فقط، أن يقّروا بأنه ونظامه تَرَكُوا لنا وطنا مكتمل الحدود به مؤسسات حقيقية على رأسها المؤسسة العسكرية حامية الوطن والمنظومة الاقتصادية التى استطاعت أن تخلق نظاما مصرفيا قويا وقامت بتثبيت سعر الدولار لفترة تجاوزت السبع سنوات وتركت لنا احتياطى نقدى لم تشهد مصر له مثيل من قبل على مدار التاريخ بالرغم من كل محاولات البعض لتشويه هذه الصورة «الحقيقية» عن طريق نشر الأكاذيب.
إذن فالخبرات المصرية متوفرة والحمد لله دون أدنى شك وكما نقول بالعامية المصرية «جربناها ونفعت» فلماذا لا نستعين بها خاصة أن الأزمة تتفاقم يوماً بعد يوم والفجوة تزداد اتساعاً والوضع اقتصادياً يدعو إلى القلق الشديد! هل لأنهم فلول كما يتم وصفهم «علماً بأن هذا المصطلح من صناعة جماعة الإخوان»!! هل يتم هذا من أجل إرضاء حفنة من أصحاب الصوت العالى والملوّثة معظم أياديهم بالتآمر مع أعداء الوطن «%70 منهم ساعدوا الإخوان فى الوصل إلى حكم مصر عن طريق عصر الليمون»!! هل تلفُظ الدولة أبناءها على حساب مصلحتها!! إن المصلحة العامة تقتضى تدخل أصحاب الخبرة أياً ما كانت انتماءاتهم السياسية أو تهمهم الجنائية حتى فالمسألة تتعلق بالوطن.. الوطن الذى كان حجم الدين الداخلى عليه 888 مليار جنيه مصرى قبل 25 يناير وأصبح الآن حوالى 2400 مليار!! ومن المتوقع فى ظل ارتفاع الدولار أن يصل إلى 2900 مليار مع نهاية السنة المالية!!
يا سادة أن الضرورات تبيح المحظورات «إن كانت حقاً محظورات!!» وكما يقول المثل الشعبى «اللى تِغلب بُه إلعب بُه» فالهدف واضح وصريح ولا يحتاج إلى فذلكة تحليلية أو إلى تجارب الهواة التى ستؤدى بلا شك إلى مزيد من التدهور ومن ثَم إلى الهلاك لا محالة، لا تتصالحوا معهم «حتى أن لم يخطأوا» ولا تعطوهم مناصب «حتى وإن لم يذنبوا» ولا تعيدوا إفرازهم مرة أخرى «حتى وإن كان الوطن فى حاجة إليهم» فقط الجأوا إليهم واستشيروهم سِراً واستغلوا خبراتهم على طريقة اليونان مع الدكتور يوسف بطرس غالى مؤخراً وطريقة ما بعد ثورة يوليو 1952 حين تم الاستعانة بعلى باشا ماهر رئيس الديوان الملكى ورئيس الوزراء!! عَلهٌم يستطيعون إنقاذ ما يمكن إنقاذه ويخرجون بِنَا جميعاً دون استثناء من مرحلة الورطة إلى بر الأمان..
«العقل والمنطق والوطنية والرجولة والشعور بالمسؤولية بيقولوا كده ولا إيه؟!».. انتهى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة