الخارجية الصينية تطالب الولايات المتحدة بالتوقف عن التدخل فى قضية بحر الصين الجنوبى .. وتؤكد: المجتمع الدولى يدعمنا وقرار المحكمة غير شرعى.. ملتزمون بالسلام وتسوية النزاعات مع أطراف المفاوضات

الأربعاء، 13 يوليو 2016 08:24 م
الخارجية الصينية تطالب الولايات المتحدة بالتوقف عن التدخل فى قضية بحر الصين الجنوبى .. وتؤكد: المجتمع الدولى يدعمنا وقرار المحكمة غير شرعى.. ملتزمون بالسلام وتسوية النزاعات مع أطراف المفاوضات بحر الصين الجنوبى
بكين: هانى محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يوما بعد يوم، تتزايد قضية بحر الصين الجنوبى تعقيدا، وذلك بعد رفض محكمة دولية مطالب بكين بشأن حقوقها فى بحر الصين الجنوبى، وأيدت دعوى رفعتها الفلبين.

وقالت المحكمة الدائمة للتحكيم، إنه لا يوجد أدلة على أن الصين مارست عبر التاريخ أى سيطرة حصرية على المياه أو الموارد بالمنطقة، فى مقابل ذلك وصفت الصين الحكم بأنه باطل، وقالت وزارة الخارجية فى بكين إن الشعب الصينى لديه تاريخ فى بحر الصين الجنوبى يمتد لأكثر من الفى سنة.

وأشارت الخارجية الصينية إلى إن "سيادة الصين الإقليمية وحقوقها ومصالحها البحرية لن تتأثر أبدا بهذه القرارات"، وأيضا تزايد خطورة الموقف بعد تدخل قوى عظمى كالولايات المتحدة بشكل سافر فى الأزمة لمصلحة الفلبين، الأمر الذى ترفضه بكين وترى أنه بمثابة تهديد للأمن والسلم بالمنطقة، وحثت الولايات المتحدة، التى تتهمها الصين بتأجيج التوترات فى المنطقة وعسكرتها من خلال دورياتها ومناوراتها الحربية، الأطراف على التقيد بالقرار الملزم قانونيا وتجنب الخطوات الاستفزازية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربى إن "القرار الذى صدر عن المحكمة فى قضية التحكيم بين الفلبين والصين يعد مساهمة مهمة فى تحقيق الهدف المشترك المتمثل فى التوصل الى حل سلمى للخلافات فى بحر الصين الجنوبى."

وكان مسئولون أمريكيون عبروا عن خشيتهم، من أن ترد الصين على القرار بفرض منطقة حظر جوى فى أجواء بحر الصين الجنوبى، مماثلة لتلك التى فرضتها فى بحر الصين الشرقى عام 2013، أو بتسريع عمليات تشييد وتحصين الجزر الاصطناعية فى المنطقة.

وعقدت الخارجية الصينية اليوم مؤتمر صحفى، قالت فيه إن ما حدث من محكمة التحكيم الدولية هو بمثابة مهزلة سياسية تحت عباءة القانون، وأن الصين ترفض وتعارض أى اقترح أو عمل يؤثر على سيادتها الإقليمية فى بحر الصين الجنوبى، ومستمرا فى حماية سيادتها الإقليمية، وعلى سلام وإستقرار الأوضاع فى بحر الصين الجنوبى، وعلى المجتمع الدولى احترام الحقيقة التاريخية لبحر الصين الجنوبى.

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية، خلال مؤتمر صحفى اليوم، إلى أن هناك عدد كبير من المجتمع الدولى يدعم الصين فى قضيتها، حيث أن الصين شرحت مواقفها للعالم أجمع، وبدء متفهما وداعم لها، لذلك هذا القرار الغير شرعى يتجاهل إرادة الأغلبية، وفيما يتعلق بتخريب الحياة البحرية، أكد أن الصين حريصا على الحفاظ على الحياة البحرية والبرية فى جزرها أكثر من دولة فى العالم.

وأضاف المتحدث بإسم وزارة الخارجية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تجاهلت الحقائق بشكل غير شرعى وباطل، مؤكدا أن هذا نزاع إقليمى ولا يمكن لها أن تتدخل فيها، مشيرا إلى ما الذى يجعل الولايات امتحدة تعتقد أنه فى وضع يمكنها من تقديم كل هذه التصريحات الغير مسئولة ضد الآخرين، ونحث الولايات المتحدة على التفكير فى أقوالها وأفعالها والتوقف عن التدخل فى قضية بحر الصين الجنوبى.

وكان قال الرئيس الصينى شى جين بينغ، إن الصين لن تقبل أى اقتراح أو عمل بناء على الحكم الذى أصدرته محكمة التحكيم فى قضية بحر الصين الجنوبى، مضيفا أن جزر بحر الصين الجنوبى أراض صينية منذ العصور القديمة وأن سيادة الأراضى الصينية ومصالحها البحرية فى بحر الصين الجنوبى، لن تتأثر بالحكم تحت أى ظروف.

وأضاف شى فى تصريحات له خلال لقائه برئيس المجلس الأوروبى دونالد تاسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر فى بكين، أن الصين تعتبر حارسا على الدوام لسيادة القانون الدولى والعدل والإنصاف وستلتزم دائما بطريق التنمية السلمية، مشيرا إلى أن الصين ملتزمة دائما بالسلام والاستقرار فى بحر الصين الجنوبى وتسوية النزاعات مع الأطراف المعنية مباشرة عبر المفاوضات السلمية بناء على الاعتراف بالحقائق التاريخية وبما يتماشى مع القانون الدولى.

ويرى الدكتور ويى أى وانج أستاذ العلاقات الدولية، إن بكين تحتاج لمفاوضات مباشرة مع حكومة الفلبين الجديدة من جهة، ومن جهة اخرى مع واشنطن لحل الأزمة ومناقشة مخاوفهم من هذه الأزمة المعقدة، مضيفا أن الصين تدفع من عجلة المباحثات مع الدول الأسيوية لتسوية الأزمة خاصة أن هذه الدول لديها رغبة فى استقرار المنطقة، ويمضى وانق فى حديثه ويرى أن الصين يجب أن تقود حملة دبلوماسية واسعة فى أروقة المنظمات الدولية والمجتمع الدولى لتوضيح موقفها من عدم المشاركة فى التحكيم على إلا يفهم ذلك باعتباره تحديا صينيا للقانون الدولى.

ـ سبب النزاع


وظلت السيطرة على المحيط الهادئ خاصة على بحرى الصين الشرقى والجنوبى تشكِّل طموحًا إستراتيجيًا للقوى الكبرى على مرّ العصور؛ فهو يمثل الظاهرة البحرية المهيمنة جيوسياسيًا على مجمل منطقة جنوب شرق آسيا لإطلاله على جنوب الصين وشمال إندونيسيا وشرق فيتنام وغرب ماليزيا.
ويضم بعض الممرات الإستراتيجية المهمة التى تتحكم بالنسبة الأكبر لحركة الملاحة البحرية الدولية حيث يمر نحو 70% من ناقلات النفط فى طريقها من الشرق الأوسط إلى شرق وجنوب شرق آسيا وكذلك أكثر من نصف سفن شحن التجارة الدولية.

ويربط بحر الصين الجنوبى الشرق الأوسط بمنطقة القارة الهندية بشمال شرق آسيا وتمر به ثلث الشحنات البحرية العالمية بقيمة 7 تريليون دولار، أى 15 ضعف قناة بنما وثلاثة أضعاف قناة السويس، ويحتوى على 7 مليار برميل نفط كاحتياطى محتمل، و900 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي؛ ما قد يجعل منه خليجًا عربيًّا جديدًا.

وشهدت الآونة الأخيرة توترًا فى العلاقات ما بين الصين وفيتنام والفلبين, واندونسيا وماليزيا وبروناى بسبب النزاع على تلك الجزر، حيث تدّعى كل دولة منهم أحقيتها التاريخية فى عدد من الجزر التى يصل لنحو ثمانين جزيرة صغيرة لا يتجاوزه حجم اكبرها اربعة كيلومترات ويغمر البحر هذه الجزر فى كثير من الاوقات.

وبدأ النزاع على تلك الجزر يأخذ منحى حادًا وجادًا مع إصدار الأمم المتحدة عام 1972 دراسة نظرية ترجّح وجود كميات كبيرة من النفط والغاز والمعادن فى تلك المنطقة من بحر الصين الشرقى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة