الجرى فى العالم الافتراضى
البوكيمون شغل المواطن «العوالمى» ويتوقع أن يستمر لفترة، حتى يظهر غيره، وينقل عالم الألعاب الإلكترونية إلى الافتراضى المجسم فيما يشبه الواقع، عالم البوكيمون يحمل الجد والهزل ويخلط الفكاهة بالأحوال الشخصية ليجد الواحد نفسه وغيره فى مهب الريح الافتراضية، فى عrtالم أصبح ينتظر أى جديد ولو على سبيل المزاح، ولم تعد الانشغالات بالقصص العميقة والسياسية، وإنما بفيديوهات الهزار والحكايات والإفيهات.
اندلعت حالة البوكيمون اللعبة المجسمة التى أثارت اهتمام مستخدمى مواقع التواصل وحائزى الأجهزة الذكية. اللعبة تستخدم المجسمات «الثرى دى» وهى ليست جديدة، تضاف إليها «الجى بى إس»، وتضع المستخدم وسط حالة بين الافتراضى والحقيقى، يتجاوز النظارات المجسمة والسينما ثلاثية الأبعاد، ويتم تنزيلها على الأجهزة الذكية أى فون وأندرويد ليبدأ اللاعب فى مطاردة قطع البوكيمون، وتعمل الكاميرا ليدخل الثرى دى بالواقع الافتراضى ويطارد الشخص اللاعب البوكيمون فى أى مكان عند الجيران تحت السرير إلى آخره. اللعبة التى تلعب فى أستراليا وأمريكا ورفعت أسهم الشركة المنتجة مليارات.
بوكيمون أعادت للذاكرة لعبة أخرى، حملت نفس الاسم عن شخصيات البوكيمون، وأثارت اهتمام الأطفال لكن صدرت فتاوى مفاجئة بتحريمها فى مصر وبعض الدول العربية، بالرغم من أنها لعبة كانت أيضا تعتمد على فكرة تجميع البوكيمون، عادت هذه المرة مع تكنولوجيا المجسمات ثلاثية الأبعاد. وشغلت مواقع التواصل والفضائيات، وشغلت الكل ممن انشغلوا رغما عنهم بما هو مشهور وليس بما يهمهم وواضح أن الشركة المنتجة أنفقت كثيرا على التسويق، الأمر الذى جعلها حديث الدنيا الافتراضية وبالتالى الطبيعية، ضمن حالة افتراضية تنتاب العالم.
وهذا عصر الاهتمامات والشهرة وليس فقط المعلومات لأن اللعبة سوف تشغل العالم لفترة قبل أن تأتى غيرها لتطيح بها بعد أسابيع أو أشهر على أقصى تقدير مثل كل ما يشبهها فى عالم الاهتمامات.
الأمر الآخر بالقصة هو التسويق وفرض المنتج وكنت فى كتاب «عولم خانة» أناقش تسويق السلع والأشخاص والألعاب. البوكيمون يواجه مثل كل عناصر المجتمع الافتراضى، حيث الجد والهزل واللعب، والأهم هو الوصول بالمنتج والشخص إلى أبواب الشهرة، وهناك بالطبع مخاوف من أن تصبح الألعاب مجالات للتتبع والتنصت، لكن هذه المخاوف، مردود عليها بأن أى جهاز موصول بـ«جوجل» تحت المتابعة، ناهيك عن خرائط جوجل، وفيسبوك وقدرته على التتبع. أما البوكيمون، فهى ضمن مفردات العصر، ستفرض نفسها لفترة، وتترك المجال لغيرها والفوز للأكثر تسويقا وتشويقا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة