تدوينة على مواقع التواصل تحرق جنوب السودان.. شائعات اعتقال رياك مشار داخل القصر الجمهورى بجوبا تؤدى لمقتل وجرح المئات من المدنيين ونزوح عشرات الآلاف.. وسلفاكير يشكل لجنة تحقيق فى أحداث 7 يوليو

الخميس، 14 يوليو 2016 11:00 م
تدوينة على مواقع التواصل تحرق جنوب السودان.. شائعات اعتقال رياك مشار داخل القصر الجمهورى بجوبا تؤدى لمقتل وجرح المئات من المدنيين ونزوح عشرات الآلاف.. وسلفاكير يشكل لجنة تحقيق فى أحداث 7 يوليو سلفاكير
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقعت جوبا فى فخ حروب الجيل الرابع التى تتم عبر نشر المعلومات المغلوطة عن طريق الشائعات والفتن، وتسببت شائعة على موقع التوصل الاجتماعى فى سقوط مئات القتلى والجرحى فى جنوب السودان، وتشريد عشرات الآلاف، وقتل عشرات المواطنين خلال الأسبوع الماضى، أعقبها الإعلان عن هدنة قيد التنفيذ فى الدولة الوليدة التى أعلنت استقلالها فى 9 يوليو عام 2011.

وبعد خمس سنوات من استقلالها أعلن جيمس داك، المتحدث باسم نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار، مقتل 150 شخصًا إثر اشتباكات بين القوات التابعة لمشار والقوات التابعة لرئيس جنوب السودان، سلفاكير، فى الذكرى الخامسة لإعلان استقلال الدولة.

من جانبه قال سفير جنوب السودان فى كينيا لوسائل الإعلام المحلية، إن بوست على وسائل التواصل الاجتماعى أدى إلى اندلاع أعمال العنف الأخيرة التى أسفرت عن مقتل نحو 150 شخصًا، مضيفًا: "المتحدث باسم نائب الرئيس نشر تدوينة على "فيس بوك"، الأسبوع الماضى، قال فيها إن مشار اعتقل فى القصر الرئاسى، بينما كان فى اجتماع مع الرئيس سلفاكير."

وفى أعقاب ذلك قامت القوات الموالية لمشار بإطلاق النار خارج القصر، وعندما حاولت قوات نائب الرئيس دخول القصر بالقوة للاطمئنان عليه، وقعت الاشتباكات بين قوات كير ومشار.

فيما أكدت سفارة جنوب السودان بالقاهرة رواية الشائعات التى أدت للاقتتال العنيف الذى وقع فى البلاد حيث أعربت سفارة جمهورية جنوب السودان فى القاهرة عن بالغ أسفها للأحداث المؤسفة التى شهدتها مدينة جوبا الأيام الماضية والتى راح ضحيتها عدد كبير من أبناء جنوب السودان نتيجة الشائعات المغرضة.

وأوضحت السفارة فى بيان صحفى، اليوم الخميس، أن الأحداث بدأت بتاريخ 7 يوليو الجارى عقب مقتل (5) جنود من الجيش الشعبى النظامى بواسطة أفراد من القوات التابعة للنائب الأول لرئيس الجمهورية الدكتور رياك مشار عندما حاولوا إيقاف عربة محملة بالجنود والسلاح تابعة لقوات النائب الأول عند نقطة تفتيش قوديلى شمالى جوبا، مؤكدًا أن القوة لم تنصع لأوامر التفتيش وقامت بمهاجمة نقطة التفتيش وأسفر عن ذلك مقتل (5) من أفراد الجيش الحكومى

وأشارت السفارة إلى أنه بتاريخ 8 يوليو الجارى دعا رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت كلا من النائب الأول لرئيس الجمهورية رياك مشار ونائب رئيس الجمهورية وانى ايقا لاجتماع بالقصر الرئاسى لبحث الأوضاع الأمنية بالبلاد وتشكيل لجنة تحقيق عن الأحداث المؤسفة التى وقعت يوم 7 يوليو الجارى.

وأكدت السفارة أن النائب الأول وصل للاجتماع برفقة قوة كبيرة من حرسه الخاص على متن 21 سيارة دفع رباعى محملة بالجنود والسلاح، بالإضافة إلى سيارة إسعاف تم إخفاء كمية من الأسلحة بداخلها، موضحة أن نشر هذا العدد الهائل من القوات داخل القصر الرئاسى وخارجه خلق جوًا من التوتر بين قوات الحرس الرئاسى وقوات النائب الأول.

وأوضحت السفارة أنه فى أثناء الاجتماع قام جيمس داك السكرتير الصحفى للنائب الأول بكتابة تدوينة على مواقع التواصل الإجتماعى ذكر فيها أن النائب الأول قد اعتقل داخل القصر الرئاسى، ما أدى إلى اشتباك بين قوات الطرفين نتج عنه وفاة (272) شخصًا وفقًا لبيان وزارة الصحة بجنوب السودان، مشيرة إلى أن الجميع كان يترقب خطاب من رئيس الجمهورية إلى الشعب بمناسبة الذكرى الخامسة للاستقلال.

وتابعت السفارة فى بيانها أنه فى تمام الساعة 5:15 مساءً قدم إلى القصر الرئاسى المقدم ديفيد ريو يتبع قوات رياك مشار (وهو المتهم الأول فى أحداث يوم 7/7/2016م) وقام بإثارة المشاكل وقتل أحد جنود الحرس الرئاسى فى داخل القصر

يذكر أن رئيس جنوب السودان قام فى يوم 8 يوليو 2018 بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق حول الأحداث التى جرت يوم 7 يوليو بمنطقة قوديلى وأسند رئاستها إلى نائب رياك مشار فى المعارضة وهو ألفريد لادو قورى وهو فى ذات الوقت وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، على أن يقدم تقريرًا عن الأحداث خلال 10 أيام.

كشفت السفارة عن عقد لقاء يوم الاثنين الماضى بين مايكل مكوى لويث وزير الإعلام والناطق الرسمى باسم حكومة الوحدة الوطنية بجنوب السودان وتعبان دينق قاى وزير المعادن (ممثل من جانب النائب الأول) دعا فيه إلى الهدوء وضبط النفس من أجل إعادة الأمن والنظام

وأكدت أن رئيس جمهورية جنوب السودان أصدر قرارًا رئاسيًا بوقف العدائيات من جانب واحد، مؤكدًا تمسكه بالتنفيذ الكامل لاتفاقية السلام روحا ونصا، وداعيا القوات بالتزام ثكناتها وحماية المواطنين وممتلكاتهم.

بدوره أصدر رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، عفوًا عامًا عن جميع المسلحين الذين شاركوا فى الاشتباكات التى وقعت فى جوبا قبل نحو 6 أيام.

وقال السكرتير الصحفى للرئاسة فى جنوب السودان أنينج ويك انينج، فى تصريح اليوم صحفى "إنه بعد وقف الأعمال العدائية منح كل من شارك فى الحرب على حكومة الوحدة الوطنية العفو العام، وإذا كانوا مختبئين فى أى مكان عليهم العودة إلى مواقعهم".

كان مسئول عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هيرفيه لادسوس قد رجح أن تكون الحصيلة الرسمية التى أعلنتها الحكومة لضحايا المعارك الأخيرة فى جنوب السودان - البالغة 272 قتيلاً - أقل بكثير من العدد الحقيقى، موضحًا "أنه من الصعب التأكد مما حدث منذ اندلاع القتال فى الأسبوع الماضى بسبب عرقلة القوات الحكومية حركة قوات حفظ السلام".

يذكر أن الاشتباكات التى وقعت مؤخرًا فى العاصمة جوبا بين قوات الرئيس سلفاكير والمتمردين السابقين بزعامة نائبه رياك مشار وراح ضحيتها مئات الأشخاص، قد أثارت المخاوف من فشل عملية السلام الهشة فى جنوب السودان والتى أنهت عامين من الحرب الأهلية التى بدأت فى أواخر عام 2013، وخلفت عشرات الآلاف من القتلى ونحو 3 ملايين نازح.

يشار إلى أن جنوب السودان انزلق إلى حرب أهلية فى ديسمبر 2013، بعد أن أقال سلفاكير نائبه رياك مشار، في مواجهة أخذت طابعا عرقيا بين قبيلة الدنكا التى ينتمى لها كير وقبيلة النوير التى ينتمى لها مشار.

وتكشف الأحداث الأخيرة فى جنوب السودان مدى خطورة الأوضاع الهشة التى تعانى منها البلاد من صراع واقتتال على أسس عرقية، فقد تسببت تدوينة "مضللة" فى حدوث اقتتال عنيف بين قوات سلفاكير ونائبه رياك مشار، ما ينذر بحالة انعدام الثقة بين سلفاكير ومشار وإمكانية انزلاق البلاد فى حرب أهلية تهدد حياة المدنيين فى البلاد.


موضوعات متعلقة:
قوات أوغندية تبدأ إجلاء الرعايا الأوغنديين من جنوب السودان


سفارة جنوب السودان بالقاهرة: شائعات تسببت فى الاقتتال بمدينة جوبا









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة