6 أفلام تأتى ليحتفل المصريون معها بالعيد بعد صيام لشهر كامل عن السينما وأفلامها وتخمة درامية تليفزيونية، 6 أفلام جميعام تتنافس على العيدية وبعضها يأمل أن يعيش ويأخذ ما هو أكثر من العيدية، فماذا فعلت بنا؟ وماذا فعل بها الجمهور؟
ولنبدأ بإجابة السؤال الثانى ماذا فعل بها الجمهور؟ والإجابة أن الجمهور منح المرتبة الأولى فى إيرادات العيد لفيلم جحيم فى الهند، ثم المرتبة الثانية لفيلم من 30 سنة، أما الحاصل على الترتيب الثالث فكان أبوشنب، ثم أتت الأفلام الثلاث الأخرى فى ذيل القائمة بإيرادات متواضعة تواضع أسماء الأبطال وميزانيات إنتاجها وطموحها.
أما إجابة السؤال الأول وهو: ماذا فعلت هذه الأفلام بنا ولنا؟ فسيقتصر هنا حديثى عن فيلمين فى السباق، الأول جحيم فى الهند والثانى أبوشنب، حيث يجمعهما رفع شعار الكوميديا وبيومى فؤاد، كما يجمع الفيلمين صفة رئيسية غير الضحك هى استهانة صناعه بالضحك رغم اعتمادهما عليه.
فى جحيم فى الهند قدم الفيلم نفسه ببطله محمد إمام الذى يبحث عن مكان بين أبطال الكوميديا الجدد، وأنه فيلم تم تصويره فى الهند كتبه كاتبان هما مصطفى صقر ومحمد عز الدين وأخرجه معتز التونى ويشارك إمام فى البطولة لأول مرة ياسمين صبرى التى عرفها جمهور التليفزيون من خلال رمضان الماضى والحالى، ويقاسمهم محمد أنور ومصطفى خاطر ومحمد سلام وجميعهم وجوه «راكور» مثل بيومى فؤاد، قاسم الفيلمين المشترك، رغم موهبتهم.
فيلم جحيم فى الهند رغم أن كتابه اثنان فإنه فيلم كسول الفكر بدأ بفكرة كان ممكنا أن تتطور وتصنع ضحكا ومتعة، لكنه لم يفعل فالفكرة قائمة على أن ضابط عمليات خاصة يذهب للهند لكى ينقذ السفير المصرى من الخطف مع فرقة عمليات خاصة فتذهب معه فرقة خطأ وهى فرقة موسيقى عسكرية، وبدلاً من أن يستمر الفيلم مع المجموعة غير متجانسة فى رحلتهم يقرر كاتبو السيناريو أن يستسهلا ويفصلاهم فيصبح لكل منهم حكاية وهو تائه لأن طبعاً هذا هو الوضع الأسهل. ويظل المشاهد طوال الفيلم إذا كان خرج من رمضان بلا أعراض توهان يتساءل: ولماذا كلف المنتج نفسه وقرر تصوير جزء من الفيلم فى الهند فأين هى الهند فى الفيلم إلا فى سخرية الأبطال من بعض الهنود؟ فلم يكن الأمر يستدعى السفر ولا الشحططة وكان كفاية يصوروا فى حديقة الأزهر بارك ويأتون بفرقة رقص هندية لنهاية الفيلم.
وقد يخرج صوت مدافع يقول: «يا ست إحنا عاملين فيلم عشان الناس تضحك بلاش كآبة!!!» وأرد عليه فأقول: «من قال إن الضحك استهانة وكسل عقلى وفنى ومغامرة ناقصة وبت حلوة لازم البطل يحبها وبس خلاص». وبنفس كسل صناع الفيلمين أعيد قراءة ما كتبته عن جحيم فى الهند من سوء صناعة واستسهال وكأننى أكتبه عن أبو شنب، رغم أن هذا الفيلم كتبه خالد جلال المتمكن وأخرجه المخضرم والموهوب سامح عبدالعزيز، ولكنهما آثرا السلامة والاستسهال رغم أن موضوع الفيلم كان من الممكن أن يجمع بين الكوميديا جداً والجدية فى التناول، فالكوميديا تسمح بالتجاوز أحياناً عن المنطق وبعض تفاصيله، ولكنها أبداً لا يمكن أن تخاصم كل المنطق.
الأداء الخشن فى التمثيل مثل محمد سعد كأسوأ مثال وجيم كارى كأفضل مثال أسلوب فى التمثيل تلجأ له ياسمين عبد العزيز وهى الوحيدة بين بنات جيلها التى قررت أن تحترف الكوميديا والبطولة منفردة وهى لها، ولكنها قررت أن تحترف الأداء الخشن كأسلوب ولا أدرى لماذا، فهى وجه جميل وموهوبة ولم تكن بحاجة لهذا النوع من الأداء الذى قد تلجأ له ممثلة لا تتمتع بالموهبة أو الجمال أو خفة الظل أو أن موهبتها مقصورة فى هذا الأداء، ولكن ياسمين قدمت نفسها منذ بدايتها فى أداء مختلف ولكن يبدو أن هناك من أقنعها بأن هذا أداء الكوميديانات النساء، ولذا أهمس فى أذنها شاهدى أفلام شويكار أو حتى سعاد حسنى فى صباها لتعرفى كيف تقدم الجميلات الكوميديا.
وربما أكثر الرابحين فى الفيلمين هما ظافر العابدين وياسمين صبرى، وعلى الرغم من أنهما لازمونا لمدة ثلاثين يوما فى رمضان فإننا لم نشعر بأنهم وحشونا ولا أى حاجة، ولكن ربما ربحا فقط لأنهما لأول مرة يشاركان فى عمل سينمائى.
لكل شىء أصول حتى للضحك أو السخرية أو حتى المسخرة، لكن فى مصر كثيراً ما ننسى الأصول لأننا كسالى نموت فى الاستسهال ولذا فجحيم أبو شنب أو أبو شنب فى الجحيم مايفرقش.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة