لماذا التوأم دائماً رقم صحيح فى معادلة إثارة المشاكل والحصول على الحقوق بالذراع؟
الراحل العظيم، وأشهر مشهور فى لعبة كرة القدم، لاعبا، وإداريا، وصاحب مدرسة القيم الأخلاقية والوطنية، صالح سليم، كانت له نظرة ثاقبة عندما اتخذ قرارا تربويا رائعا بطرد «توأم الأزمات» حسام وإبراهيم حسن من النادى الأهلى، مطلع صيف عام 2000، دون أن يحرك فيه ساكنا نجومية وجماهيرية التوأمين، لأن المبادئ والقيم الأخلاقية والوطنية فوق أى لاعب مهما كانت موهبته.
صالح سليم، رفض ابتزاز التوأمين فى التجديد للنادى الأهلى بوضع شروط تعجيزية، وتعاملا على أنهما فوق الأهلى، وأن لديهما عرضا تركيا مغريا، ففتح بنفسه لهما أبواب مغادرة النادى، ولم يستمرا طويلا فى تجربة احترافهما، وعادا يجران ذيول الخيبة والفشل، وذهبا إلى نادى الزمالك، أبرز خصوم النادى الأهلى كرويا فى مصر والوطن العربى.. نعم حسام وإبراهيم حسن، إشكالياتهما الرئيسية أنهما يريان نفسهما فوق القانون، وفوق الدولة، وأنه لولاهما ما كانت مصر وجدت على الخريطة الجغرافية، وأنهما صنعا حضارة ومجد البلاد، وليس الفراعنة.
حسام حسن وشقيقه، مجرد لاعبى كرة وليس عالمين فى الذرة، أو الفضاء، أو الطب والكيمياء، ومصر هى التى قدمت لهما الشهرة والمال، ومهما كانت نجوميتهما، فإنهما فى النهاية مواطنان لهما كل الحقوق، وعليهما كل الواجبات، ومثلهما مثل أى مواطن بسيط يخضع لمظلة القانون.
حسام حسن وشقيقه، إذا فحصت ملفهما ومسيرتهما الكروية فى الملاعب، منذ كانا لاعبين وحتى الآن، ستجده مليئا بكل التجاوزات والخطايا، فعلا وقولا، ونثرا بذور التعصب المقيت، تحت شعار كاذب، إنهما متحمسان، ويزرعان بذور الحماس وروح الانتصار فى نفوس اللاعبين.
حسام حسن، وفى مشهد يكرس للبلطجة فى الملاعب، ومستوحى من مسلسل «الإسطورة» بطولة محمد رمضان، قرر أن يلقن مصورا علقة ساخنة، ولا يهم هنا إذا كان مصورا صحفيا أو أمنيا أو مشجعا، المهم أنه مواطن، له كرامة وكبرياء، وأسرة وأصدقاء تضرروا كثيرا من مشهد جرى حسام حسن ومعاونيه خلفه للإمساك به وطرحه أرضا، وأوسعوه ضربا وركلا بالأقدام، أمام كاميرات القنوات الفضائية الناقلة للمباراة. ورغم ذلك فإن المتعاطفين والمبرراتية لجريمة حسام حسن ومعاونيه يخرجون علينا بمنتهى الفجر وغلظ العين، للمطالبة بالإفراج عنه، ويعلنون تضامنهم معه وأسأل المتعاطفين والمبرراتية لجريمة حسام حسن: هل هو أفضل من باولو روسى وإيريك كانتونا وليونيل ميسى؟
يا سادة، باولو روسى، أشهر نجوم كرة القدم الإيطالية وهدافها الفريد، تم الحكم عليه بالسجن 3 سنوات فى قضية مراهنات، فى عز نجوميته ومجده الكروى إبان كان لاعب وهداف إيطاليا الأول، وخرج من السجن، وانضم للمنتخب الإيطالى وفاز ببطولة كأس العالم التى أقيمت فى إسبانيا. أيضا، جورج بيست، أشهر لاعب فى تاريخ أيرلندا الشمالية، ومن أهم نجوم كرة القدم التى أنبتتها الملاعب الإنجليزية، تم سجنه 3 أشهر، لقيادته السيارة وهو مخمور، وذلك عام 1984.
إيريك كانتونا، اللاعب الموهوب، وأحد أشهر نجوم نادى مانشستر يونايتد على مر تاريخه، تم الحكم عليه بالسجن أسبوعين وغرامة 20 ألف يورو وذلك عام 1995، نتيجة ركله لمشجع، بعد أن قام الحكم بطرده، فى مباراة فريقه ضد نادى كريستال بالاس. ولنأت إلى وقتنا الحالى، وتحديدا منذ أيام قليلة، حيث قضت المحكمة الجنائية فى مقاطعة كاتالونيا الإسبانية، بحبس ليونيل ميسى، ووالده 21 شهرا، وتغريمه 4,1 مليون يورو، على خلفية تهربه من الضرائب. هؤلاء النجوم الذين خضعوا لمظلة القانون، ما هم إلا أمثلة قليلة، إذن، لابد أن يخضع حسام حسن للقانون، وأى متعاطف معه يبرر الجريمة التى ارتكبها تحت شعارات أنه نجم وأعطى مصر الكثير، إنما يكون مشاركا فى هدم دولة القانون، وإهدار كرامة «مصور» بسيط يحب أن يحصل على حقوقه كاملة.
ولماذا حسام حسن وشقيقه دائما رقم صحيح فى معادلة الفوضى، وإثارة المشاكل، ونثر التعصب والكراهية، والحصول على الحقوق بقوة الذراع، وركل القانون بأقدامهم؟ إنهما أبرز المدمرين للعبة كرة القدم فى مصر، بلا منازع، وحان الوقت أن يخضع كل متجاوز، قولا وفعلا، للقانون، والمحاسبة، وكفى تجاوزات وخرقا للقانون..!!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة