عجلة الإرهاب تدهس فرنسا من جديد فى ذكرى عيدها الوطنى.. مقتل 84 شخصا وإصابة العشرات منهم 18 حالة حرجة.. الشرطة الفرنسية: تعرفنا على هوية مرتكب الحادث الإرهابى.. و"هولاند" يعلن الحداد لمدة 3 أيام

الجمعة، 15 يوليو 2016 11:35 ص
عجلة الإرهاب تدهس فرنسا من جديد فى ذكرى عيدها الوطنى.. مقتل 84 شخصا وإصابة العشرات منهم 18 حالة حرجة.. الشرطة الفرنسية: تعرفنا على هوية مرتكب الحادث الإرهابى.. و"هولاند" يعلن الحداد لمدة 3 أيام حادث نيس
كتبت ريم عبد الحميد - أحمد جمعة - وكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى كان فيه الفرنسيون يحتفلون بعيدهم الوطنى، وجهت يد الإرهاب الآثمة ضربة جديدة لفرنسا بحادث دهس وحشى باستخدام شاحنة، أسفر عن مقتل 84 شخصا حتى الآن، وإصابة أكثر من مائة فيما تشير السلطات إلى أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع فى ظل وجود بعض الجرحى فى حالة خطيرة.

وقالت وسائل الإعلام الفرنسية إن العشرات سقطوا قتلى على الكورنيش البحرى فى مدينة نيس بجنوب شرق فرنسا، عندما اندفعت شاحنة نحو الحشود المجتمعة لحضور عرض الألعاب النارية بمناسبة العيد الوطنى المعروف باسم "يوم الباستيل"، فيما أعلن الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أن الحادث إرهابى.

وفى حوالى الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت فرنسا، كانت أعداد غفيرة مجتمعة على كورنيش البحر لحضور الاحتفالات، وكان عرض الألعاب النارية قد انتهى لتوه عندما اندفعت شاحنة بيضاء باتجاه الحشود ودهست كلا من كان فى طريقها على مسافة مترات.

العثور على هوية فرنسى من أصل تونسى فى الشاحنة


وعثر فى الشاحنة على أوراق هوية باسم فرنسى تونسى عمره 31 عاما، مكان إقامته فى نيس لكن لم يعرف حتى الآن ما إذا كانت هذه أوراق منفذ الاعتداء، وقال مصدر فى الشرطة "إن الهوية لرجل معروف لدى الشرطة كصاحب سوابق".

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية "إن تحقيقات تجرى لمعرفة ما إذا كان الشخص تحرك بمفرده أو كان لديه شركاء فروا".. وعثر على قطعة سلاح على الأقل داخل الشاحنة، بحسب مصدر فى الشرطة.

وبحسب مصدر آخر مطلع على عمل المحققين، فإن سائق الشاحنة أطلق النار "من مسدس" كما عثر فى الشاحنة على "قنبلة غير معدة للانفجار" و"بنادق مزيفة".

هولاند يمدد الطوارئ 3 أشهر


وفى أول رد فعلى على الحادث الإرهابى، أعلن الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، تمديد حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر واستدعاء قوات الاحتياط لتعزيز الأمن، وقال الرئيس الفرنسى، إن السائق مرتكب عملية الدهس بمدينة نيس قد قتل ويتم البحث عما إذا كان له أشخاص معاونون ويعمل فريق لتفسير ملابسات الاعتداء، وأن المتطرفين ينفون القيم الفرنسية لهذا قاموا بالاعتداء فى هذا التوقيت.

وأعلن هولاند أن بلاده "ستعزز" تدخلها ضد المتطرفين فى سوريا والعراق، وقال فى خطاب عبر التليفزيون من قصر الإليزيه "ما من شىء سيجعلنا نتخلى عن عزمنا على مكافحة الإرهاب وسوف نعزز أكثر تحركاتنا فى سوريا كما فى العراق، أولئك الذين يستهدفوننا على أرضنا سنواصل ضربهم فى ملاجئهم".


أسلوب الدهس ليس بجديد


من ناحية أخرى، قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية، نقلا عن محللين وخبراء، إن استخدام الإرهابيين والجماعات الإرهابية للشاحنات فى تنفيذ الهجمات الإرهابية لا يعتبر أمرا جديدا.

وقال بيتر بيرجن، محلل شئون الأمن القومى الأمريكى فى تصريحات للشبكة، إنه فى سبتمبر عام 2014 حث أبو محمد العدنانى المتحدث باسم تنظيم داعش على مثل هذه الهجمات والقيام بدهس من وصفهم بأعداء التنظيم. وكان العدنانى قد قال فى كلمته عام 2014 "إذ لم تتمكن من العثور على رصاصة أو قنبلة.. فقوموا بتهشيم رؤوسهم بصخرة أو ذبحهم أو ادهسوهم بسيارة أو ارموهم من مكان مرتفع أو حتى اخنقوهم أو سمموهم".

وقال بيرجن إنه حتى قبل هذا، فى عام 2010، شجع تنظيم القاعدة فى اليمن على استخدام السيارات كأسلحة، وقال التنظيم فى مقال على مجلة تابعة له إنه يحجب تحويل السيارات إلى آلات حجز، ليس جز العشب ولكن جز من وصفوهم بأعداء الله.

أنصار داعش يحتفلون على السوشيال ميديا


وفى نفس السياق، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن أنصار تنظيم داعش الإرهابى، احتفلوا على مواقع السوشيال ميديا بحادث الدهس الوحشى الذى وقع فى مدينة نيس الفرنسية، على الرغم من أن التنظيم الإرهابى لم يعلن بعد مسئوليته عن الهجوم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحسابات المؤيدة لداعش على مواقع التواصل الاجتماعى احتفلوا بالهجوم، بحسب ما أفاد موقع سايت الاستخبارات الأمريكى الذى يراقب النشاط المتطرف. وأضافت أن العديد من الرسائل التى يُعتقد أنها كانت منسقة أعربت عن اعتقادها بأن داعش هو المسئول عن الهجوم على الرغم من عدم تبنيه المسئولية حتى الآن.

وقالت الصحيفة إن داعش كان قد دعا فى الأسابيع الأخيرة إلى شن مزيد من الهجمات فى كل مكان، وذلك فى ظل ما يعانيه من انتكاسات فى دولة خلافته المزعومة فى سوريا والعراق، والتى جعلت من الصعب على المجندين الالتحاق بالتنظيم فى أرض المعركة.

زعماء العالم يدينون


وعلى الصعيد الدولى، صدرت العديد من الإدانات وردود الفعل المستنكرة للحادث الوحشى.
ففى لندن، عبرت الحكومة البريطانية الجديدة عن "صدمتها" إزاء الاعتداء "المروع"، وأكدت أن رئيسة الوزراء تيريزا ماى تتابع تطورات الوضع وأن حكومتها مستعدة لمساعدة نظيرتها الفرنسية.
وقال متحدث باسم تيريزا ماى "إن رئيسة الوزراء تتابع تطورات الوضع فى نيس. نحن مصدومون وقلقون إزاء ما جرى هناك. أفكارنا مع أولئك الذى أصابهم هذا الحادث المروع الذى وقع فى يوم احتفال وطنى". وتابع "نحن جاهزون لمساعدة أى مواطن بريطانى ولدعم شركائنا الفرنسيين".

وأدان الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشدة "ما يبدو أنه اعتداء إرهابى مروع"، وقال فى بيان "نحن متضامنون مع فرنسا، أقدم حليف لنا، فى الوقت الذى تواجه فيه هذا الاعتداء".

وأكد الرئيس الأمريكى أن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة السلطات الفرنسية فى التحقيق لكشف المسئولين عن هذه المأساة، مشيرًا إلى أنه أمر مساعديه بالاتصال بالسلطات الفرنسية لهذه الغاية، وقال إن واشنطن مستعدة لتقديم "كل مساعدة يمكن أن يحتاجوا إليها لإجراء التحقيق حول هذا الاعتداء وسوق المسئولين عنه أمام القضاء".

من جانبه، وصف مجلس الأمن الدولى "الحادث بالاعتداء الإرهابى الهمجى والجبان" فى بيان صدر بالإجماع، وقالت الدول الـ15 الأعضاء فى مجلس الأمن إنها تعرب عن "تعاطفها العميق وتقدم تعازيها" لعائلات الضحايا وللحكومة الفرنسية.

وجدد مجلس الأمن التأكيد على أن "الإرهاب بكل أشكاله يمثل أحد أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين". أضاف أن "كل عمل إرهابى هو عمل إجرامى وغير مبرر"، مجددا التأكيد على "ضرورة أن تكافح كل الدول" التهديد الإرهابى "بكافة السبل" فى إطار القوانين الدولية.

وبدورها، أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الهجوم وقالت إن ألمانيا ستقف بجانب فرنسا فى "المعركة ضد الإرهاب". وأضافت ميركل على هامش قمة أوروبا - آسيا فى منغوليا "جميع من شاركوا فى القمة الآسيوية الأوروبية يشعرون بنفس الصدمة بسبب القتل الجماعى فى نيس".

وتابعت قولها "ألمانيا تقف بجانب فرنسا فى المعركة ضد الإرهاب وتتكاتف مع دول كثيرة أخرى. أنا على قناعة بأنه على الرغم من كل الصعوبات سنفوز فى تلك المعركة".


بوتين يعزى هولاند


قال المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف اليوم الجمعة، إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعث برسالة تعزية لنظيره الفرنسى فرانسوا هولاند فى ضحايا الهجوم الذى وقع فى مدينة نيس.

ووصف رئيس الوزراء الفرنسى فى مؤتمر صحفى صباح الجمعة الحادث الذى وقع فى نيس بالإرهابى، مؤكدا ان الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند أعلن الحداد فى فرنسا لمدة 3 أيام، وذلك عقب الاجتماع الأمنى الذى ترأسه هولاند في الإليزيه.

ووقع الحادث فى شارع "برومناد ديزانغليه" الذى يقصده السياح بكثرة، وقد فرضت السلطات طوقا أمنيا فى المكان، فى حين وصفت السلطات المحلية فى مقاطعة "الألب - ماريتيم" ما جرى بالاعتداء، داعية المواطنين لأخذ الحيطة والحذر.

بدورها أعلنت النيابة العامة فى باريس أن فرع مكافحة الإرهاب سيتولى التحقيق فى الاعتداء الذى شهدته مدينة نيس، وتعد المنطقة التى وقع بها الحادث "برومناد ديزانغليه" قبلة سياحية على شاطئ الكوت دازور المطل على البحر المتوسط وذلك أثناء تجمع آلاف الأشخاص لمشاهدة الألعاب النارية وقد فوجئوا بشاحنة تبريد تسير وسطهم بأقصى سرعتها لتدهس كل من كان أمامها على امتداد أمتار.

فيما أكد مصدر أن سائق الشاحنة الذى لقى مصرعه، مساء الخميس، على حشد فى مدينة نيس جنوب شرق فرنسا، قام بإطلاق عدة أعيرة نارية من مسدس قبل أن يقتل، وفق مصادر متطابقة.

بدوره قال قنصل مصر العام عن منطقة جنوب فرنسا السفير طارق يوسف، إنه حتى الآن لا توجد أى معلومات عن وجود رعايا مصريين ضمن ضحايا هجوم نيس، الذى خلف 84 قتيلا فى حصيلة غير نهائية.

وقال السفير طارق يوسف - فى تصريح اليوم الجمعة إنه أجرى اتصالات مع السلطات الفرنسية المعنية ومع خلية الأزمات التى شكلتها الخارجية الفرنسية للوقوف على تطورات الحادث المأساوى، مؤكدا أنه لم يتم بعد حصر جنسيات الضحايا.

وأضاف القنصل المصرى أنه تواصل أيضا مع "النادى المصرى" وأبناء الجالية فى جنوب فرنسا للاطمئنان عليهم، وأدان السفير المصرى هذا الاعتداء الجبان على المواطنين الأبرياء أثناء احتفالات فرنسا بالعيد الوطنى فى 14 يوليو، معربا عن خالص تعازيه لأسر الضحايا وللدولة الفرنسية.

بدورها أدانت مصر بأشد العبارات الهجوم الإرهابى المروع الذى شهدته مدينة نيس بفرنسا مساء أمس الخميس، والذى راح ضحيته ما يزيد عن 80 شخصا وأصيب ما يزيد عن 100 شخص.

وأكدت وزارة الخارجية، فى بيان صحفى، اليوم الجمعة، على تضامن جمهورية مصر العربية حكومة وشعباً مع حكومة وشعب دول فرنسا الصديقة، ومواساتها لأسر الضحايا وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل.

وأكدت وزارة الخارجية فى بيانها، على أن مثل تلك الأعمال الإرهابية الخسيسة، والتى لا تفرق بين أشخاص ينتمون لأى ديانات أو جنسيات، ولا تستهدف سوى التدمير وترويع الآمنين ومعاداة الإنسانية بصورها كافة، لن تزيد المجتمع الدولى إلا قوة وصلابة فى مكافحته لآفة الإرهاب البغيضة واقتلاعها من جذورها والقضاء على أسبابها وسبل دعمها تمويلها.

وأكدت الخارجية فى بيانها، وقوف مصر إلى جوار فرنسا فى تلك الأوقات العصيبة، وتؤكد استعدادها للتعاون معها ومع كل الدول المحبة للسلام لوضع إستراتيجية شاملة ومتكاملة للقضاء على الإرهاب بصوره وأشكاله كافة.

بدوره قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، اليوم الجمعة، لنظيره الروسى سيرجى لافروف فى موسكو إن الهجوم الذى وقع فى مدينة نيس الفرنسية، يظهر الحاجة إلى التوصل لوسيلة أسرع للقضاء على "آفة الإرهاب".

فيما أكد اتحاد شركات السياحة الروسية مقتل مواطنة روسية وإصابة أخرى بهجوم نيس الذى راح ضحيته 84 شخصا.

وأوضحت إيرينا تيورينا الناطقة باسم الاتحاد فى بيان صحفى_نقلته روسيا اليوم _ اليوم الجمعة أن شركات التأمين الصحى أكدت هذه المعلومة، مضيفة أن الحديث يدور عن صديقتين كانتا فى بروميناد ديزانجليه، حيث اقتحمت شاحنة حشدا من المواطنين كانوا يحتفلون بالعيد الوطنى الفرنسى.

وتابعت تيورينا، أن هناك حاليا عشرات الآلاف من السياح الروس فى نيس، مضيفة أن نيس تعد المنتجع الأكثر شعبية بين السياح الروس فى الريفييرا الفرنسية، كما أن العديد من الروس يملكون منازل وشققا فى هذا المنتجع.

وأفاد مصدر في الداخلية التونسية بأن التنسيق جار مع السلطات الفرنسية الأمنية للحصول على معلومات حول منفذ الهجوم.

وقال المصدر فى تصريح صحفى "نجري تنسيقا مع السلطات الفرنسية المختصة، ونقوم بتحرياتنا لمعرفة ما إذا كان منفذ هجوم نيس (وهو مواطن فرنسي من أصل تونسي) زار تونس من قبل أو له صلة بمجموعات متطرفة محلية".

وأضاف المصدر أن "التحريات الأولى تؤكد أن هذا الشخص غير مدرج في أي من قوائم الأشخاص المتورطين في الأنشطة الإرهابية أو المتطرفة في تونس".


موضوعات متعلقة..



- هولاند يعلن تعزيز التدخل الفرنسى فى سوريا والعراق













مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة