انتهى رمضان بأفراحه وأتراحه وبمسلسلاته وإعلاناته.. وتبقى الأسئلة الآتية..!
هل أديت واجبك تجاه بلدك فى رمضان؟ هل أديت واجبك تجاه الله فى رمضان؟ هل أديت واجبك تجاه أسرتك فى رمضان؟ هل أديت واجبك تجاه بدنك فى رمضان؟ هل أديت واجبك تجاه قلبك فى رمضان؟ هل أديت واجبك تجاه عملك فى رمضان؟ هل أديت واجبك تجاه عقلك فى رمضان؟ إذا كنت فعلت فأنت ستحصل على 7/7 تشبها بإعلان تقدمه السيدة منى عبدالغنى لإحد المؤسسات الخيرية التى تحاصرنا إعلاناتها فى كل مكان؟!
أسئلتى التى طرحتها وجوابك عليها أمر جاد بالفعل، رغم أننى لم أستخدم آية قرانية ولم أتدثر بالدين لكى أعطى لها صبغة شرعية، على عكس إعلان السيدة منى عبدالغنى والجمعية الخيرية التى تُعلن عنها وكأنها تحدث أطفال الحضانة، فقصة 8/8 تعتمد عليها السيدة منى عبدالغنى بقول الله عز وجل فى القرآن» «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» صدق الله العظيم، ولا أعرف كيف تفسر لنا السيدة منى النمرة النهائية فى الآخرة مستندة على هذه الآية، حيث إن بعضا من جهات الصدقة المشار لها فى الآية الكريمة مثل المؤلفة قلوبهم لم تعد لها وجود الآن، وعليه فنحن نتذكر أن الفاروق عمر، وهو من هو، قد أوقف فى فترة حكمه العمل بهذا الجزء من القرآن، حين قال إن الإسلام لم يعد ضعيفاً حتى أعطى مالاً لغير مستحقه لكى يدخل الدين.
أما العاملون عليها كما فسرها النبى صلى الله عليه وسلم على لسان بعض ناقلى الحديث فهم جامعو الصدقات ولهم منها مرتبات، ولكنه صلى الله عليه وسلم، مثلاً، قد منع على بن أبى طالب وآخرين من صحابته من جمع الصدقات حتى لا يكون لهم فيها نصيب، بل أعطى حق جمعها لفقراء ثقاة، ولكن فى زمننا الحالى لدى حكايات وحكايات عن الجزء المخصص للعاملين عليها فى الجمعيات التى يقولون إنها خيرية، فبعضهم يحصل منها على نصيب الأسد، اعتماداً على هذه العبارة التى جردوها من معناها. ويدخل فى نفس الإطار المربك الذى يفتح بابه إعلان 8/8، دفع الزكاة للجهاد فى سبيل الله، فهل يجب لكى نحصل على الدرجة النهائية كما تتمنى لنا السيدة منى عبدالغنى أن ندعم داعش مثلاً التى تحارب تحت راية فى سبيل الله أو طالبان؟! وللحق إن ما أود أن أشير له بحديثى هذا هو مجرد رجاء وأمل لكل من يستخدم آيات قرآنية أو أحاديث فى إعلان أو على يافطة معلقة على متجره أو مصنعه أو مكتبه، أن يحترم ما علقه من كلمات ولا يكون كأهل النفاق، يعلقون ويقولون ما لا يفعلون.
إعلانات التبرعات ثار عليها كثير من الجدل، وكلها بلا استثناء تستخدم الوازع الدينى، وتُصدر صورة رجال الدين فى المقدمة ولا هى تنمى مجتمعاً ولا تسمن من جوع. وهنا يحضرنى اقتراح تقدم به الصديق المنتج محمد العدل لمجموعة من الأصدقاء، مطالبا بأن توجه التبرعات بشكل يؤثر فى مصر وشعبها ويطور حياتهم، فيتم الإعلان عن تطوير 3000 قرية يتولى مسؤولية التطوير الكامل فيها 3000 رجل أعمال، ويُطلق اسمه على اسم القرية التى تولى تطويرها، والتطوير هنا مقصود به إعادة التأهيل وليس وضع تمثال قبيح فى مدخل القرية أو ما شابه من أعمال لا تصنع بشرا، ولكنها تصنع قبحا، فتزيد الهوة، وتجعلنا لا شعبين فقط، ولكن شعوبا غير متعارفة. ولن أتجه للغرب وأحكى عن أمثلة من التكافل الاجتماعى والصدقات الحقيقية بالمعنى القرآنى، ولكنى سأتجه للشرق ولعرب ومسلمين مثل غالبيتنا، فقد كتب حاكم الإمارات الشيخ محمد بن زايد على حسابه الشخصى على تويتر شكر لرجل الأعمال عبدالله الغرير الذى أوقف ثلث ثروته وتُقدر بـ4.2 مليار درهم لدعم التعليم فى دولة الإمارات. التبرع والعطاء والزكاة والصدقة حق وفيها حياة وتطور وسلام اجتماعى للشعوب ونجاح، ولكن ليس على طريقة 8/8 ومنى عبدالغنى، لكن بأسلوب الغرير وزاكربرج وغيرهم فمتى نتعلم؟!