أقسم لك بأن عنوان هذا المقال لم يأت على سبيل المبالغة، ولا أريد هنا أن أجذب انتباهك أو أن أثير شهيتك للقراءة، لكنى سأطلعك هنا على سر المقولة الأشهر فى أمريكا لتعرف أننا مثل الأطفال تماما، نجهل ما يفيدنا ونسعى إلى ما يزيدنا جهلا وتخلفا، فكما يكره الأطفال «السبانخ» الغنية بالفيتامينات والحديد والعناصر الغذائية المهمة يكره العرب البحث العلمى الذى يعلى من الوعى والإدراك، ويضع كل بلد فى المكانة التى تستحقها.
تقول المقولة «هارفارد تحكم أمريكا وأمريكا تحكم العالم» و«هارفارد» هذه التى تحكم أمريكا اسم لجامعة وضعها التصنيف العالمى للجامعات الصادر من أيام على رأس أهم ألف جامعة فى العالم، وإذا عرف السبب بطل العجب، أما بالنسبة لنا كعرب فإن الحسرة هى العنوان الأهم لهذه القائمة التى شهدت وجودا هامشيا لأغنى بقاع العالم، فلم يظهر العرب الذى يقارب عددهم الـ400 مليون فى هذه القائمة سوى تسع مرات فحسب، فى حين أن أمريكا وحدها قد ظهرت أكثر 220 مرة، بينما ظهرت إسرائيل التى لا يبلغ عدد سكانها ثمانية ونصف مليون مواطن 7 مرات، والمفارقة الأكبر أن تحتل الجامعة الأقل قدرا فى إسرائيل وهى جامعة حيفا على المركز 747، بينما تحتل جامعة القاهرة أولى الجامعات المصرية التى ظهرت فى التصنيف على المركز 771.
ليس فى الأمر أى دافع للفخر إذ نقول إن مصر كانت أكثر الدول العربية حضورا فى القائمة بأربع جامعات هى «القاهر المرتبة 771، وجامعة عين شمس فى المرتبة 960 وجامعة المنصورة فى المرتبة 985 وجامعة الإسكندرية فى المرتبة 995 عالميا، بينما حصلت جامعة الملك سعود بالسعودية على المرتبة 602 والجامعة الأمريكية فى بيروت على المرتبة 651 وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية فى المرتبة 704 وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ?فى المرتبة 707 عالميا، وجامعة الإمارات العربية المتحدة فى المرتبة 937، وهو ما يؤكد أننا لم نوجد إلا فى الثلث الأخير من القائمة بينما إسرائيل تحتل ثلاث مواقع فى قائمة أفضل مائة، فحصلت الجامعة العبرية بالقدس على المرتبة 26 وحصل معهد وايزمان للعلوم على المرتبة 41 وحصلت جامعة تل أبيب على المرتبة 81، وحصل المعهد الإسرائيلى للتكنولوجيا على المرتبة 137 وحصلت جامعة بن جوريون بالنقب على المرتبة 358، وحصلت جامعة بار إيلان على المرتبة 503 وحصلت جامعة حيفا على المرتبة 747 كما ذكرنا من قبل.
نقول إننا لن نتقدم إلا بالبحث العلمى، ونقول إن التعليم أهم مرفق فى الدولة، ونقول إن العلم أساس كل أساس، ونضع فى الدستور ما يدعم العلم والتعليم، نقول ونقول ونقول، ونتقهقر ونتقهقر ونتقهقر، لأننا لا نصدق أنفسنا، أو نصدقها ونتكاسل، ثم بعد ذلك نسأل لماذا نظل هكذا؟