مش مهم كرامة حضرتك
فى الأسبوع الماضى حدثت الواقعة الشهيرة للكابتن حسام حسن المدير الفنى للنادى المصرى فى الاعتداء على مصور الداخلية عقب مباراة المصرى والمحلة، وبعدها بأيام جاءت واقعة النائبة البرلمانية زينب سالم فى قسم شرطة مدينة نصر مع أحد الضباط
لكن ما الرابط بين الواقعتين؟
فى أقوال الكابتن حسام حسن للتهدئة والتصالح مع المصور للتنازل عن المحضر والقضية قال: «أنا ما أعرفش إنه شرطى فكرته مواطن عادى»، يعنى لو مواطن عادى من حق العميد الاعتداء عليه وضربه وكسر كاميراته، لأنه فى النهاية كما قال مجرد مواطن عادى لن يلومه أحد إذا اعتدى عليه أو «بهدل كرامته ومسح بيها الأرض».
فى الواقعة الثانية للنائبة زينب سالم التى توسطت لابن شقيقتها الذى اعتدى على شخص أجنبى للإفراج عنه ودخولها فى مشادة مع معاون مباحث قسم مدينة نصر أول. قامت الدنيا ولم تقعد وتدخل البرلمان وأعلنها حرب الكرامة والشرف للدفاع عن النائبة التى استغلت الحصانة خارج حدود البرلمان، واشتعلت مواقع الفيس بوك وتويتر وتدخل وزير الداخلية لإيقاف الضابط الذى وجد نفسه متهما بالاعتداء على النائبة ومع اتضاح الحقائق ومحاولة «لم الموضوع» حتى لا يحدث صدام بين الداخلية والبرلمان، قال الضابط، إنه لم يعرف أنها نائبة برلمانية وافتكرها «مواطنة عادية»، رغم أن الضابط كان يؤدى دوره وواجبات وظيفته ورفض وساطة النائبة واستغلال حصانتها.
ولأن سيادة النائبة ليست مواطنة عادية نكرة اعتذر وزير الداخلية وأرسل مدير أمن القاهرة للاعتذار، ثم تردد بعدها أن النائبة متهمة فى 9 قضايا سابقة، وهو ما أثار التساؤلات الكثيرة عن كيفية وصولها للبرلمان، وهل من صلاحيتها الذهاب لقسم الشرطة للتوسط للإفراج عن ابن شقيقتها؟ النائبة أنكرت وقائع القضايا رغم ثبوتها.
المحزن فى الواقعتين، «العميد» و«النائبة» أن المغلوب على أمره فى مصر «سيادة المواطن» المسكين مباح للضرب والإهانة وانه لو كان موجودا فى الملعب أو فى القسم وتعرض للإهانة والضرب لم يكن شيئا قد حدث ولا اهتم الإعلام والوسط الرياضة، ولا اعتذر السيد وزير الداخلية ولا ذهب مدير الأمن للاعتذار ولا ثار البرلمان من أجل نائبته.
كيف مرت تلك التصريحات دون أن تستوقف أحدا فى مصر؟ كيف يهون المواطن البسيط على كل من هب ودب فى الدولة ويظن فى نفسه السلطة والنفوذ ويرى أن «المواطن العادى» لا قيمة له ولا يعيره أحد أى اهتمام ولا وجود لكرامته؟ هل هذا يعقل فى دولة القانون وسيادته؟ وهل حقوق المواطن العادى فى قسم الشرطة أو فى الملاعب أو فى أى مكان فى مصر مهدرة إلى هذه الدرجة؟ هناك من سيقول «هذا هو الواقع فى مصر» وأصحاب السلطة والنفوذ مازال لهم الحظوة والأولوية أما المواطن العادى فله الله.
ربما يغيب عن الأذهان ما قالته أم الباحث الإيطالى ريجينى فى عدد من وسائل الإعلام الإيطالية «عذبوه وقتلوه كما لو كان مواطنا مصريا»، برضه، هذا تصور السيدة الإيطالية أيضا عن طريقة التعامل مع المواطنين العاديين فى مصر.
لا يعقل أن تبقى كرامة المواطن العادى مهدرة فى مصر ونحن ننادى بدولة القانون والمساواة والعدل، وبعد ثورتين كان أبرز مطالبها الكرامة الإنسانية.. انتبهوا أيها السادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة