ربما قد مللنا من كثرة النقد الذى لا يفيد، فما أسهل حصر السلبيات وما أصعب البحث عن حلول وتحقيق الأهداف..
تحدثنا كثيرا عن الكارثة التى تعانى منها منظومة التعليم «ولا حياة لمن ينادى»
نعرف أننا فى مصر نحتاج إلى إعادة صياغة وهيكلة لنظام التعليم فى مصر وكثيرا ما اختلفنا من أين نبدأ؟ هل نبدأ من القاع؟ أم نبدأ من الرأس؟ أم تكون البداية فى جميع الاتجاهات بتوازى وتناسق.
المنطق والتفكير العقلى يدعم وضع خطة شاملة تصلح البنية التحتية للتعليم، واختيار قيادة واعية تتابع إصلاح الأمور.. ولأن القيادة القديرة المتمكنة الواعية، أصبحت من المستحيلات الأربعة فى زمن فقدنا فيه ضمائرنا واختلط الحابل بالنابل وفقدنا قدوتنا فى كل شىء.. وتحولت الخبرات إلى مجرد فهلوة وبلطجة، واكتفينا بإلقاء الاتهامات يمينا ويسارا فرغبتنا فى هدم كل شىء من حولنا أصبح غية نسعى إليها وكأن هذا الوطن.. وطن الأعداء.. وقبل أن نبحث عن وزير للتعليم سوبر علينا أن يكون أبناؤنا فى مستوى الوزير السوبر فكم من الأولاد والبنات يحترم أساتذته ومعلميه.
لن أكون مخطئة أو مفترية إذا قلت لا أحد!
فكل المقولات الشهيرة والعبارات الرنانة من أمثال، من عملنى حرفا صرت له عبدا، وقم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا، وقبل أن تعلو أصواتكم أعزائى الطلبة بأن هذه النوعية من الأساتذة عفى عليها الزمن، أتفق معكم فى جزء كبير من كلامكم، لكننا فى أحلامنا المستقبلية التى نسعى لتحقيقها أن يعود للمعلم زهوه وقيمته وكرامته واحترامه.
وأنا هنا بصدد الحديث عن القواعد العشر لاختيار وزير التربية والتعليم، التى لا يجب أن يخلو منها الوزير القادم بإذن الله.
أولاً: لابد أن يكون منتميا لوزارة التربية والتعليم بمعنى أن يكون متدرجا ومتعمقا فى دهاليزها الوظيفية.
ثانيا: أن تكون سمعته المهنية والأخلاقية لا تشوبها شائبة.
ثالثا: ألا يقل عمره عن الخامسة والأربعين لكى تكون لديه الخبرة وتدرج فى وظائف تعليمية مختلفة.
رابعا: أن يكون اسمه سهل لا يزيد عن أربع حروف.
خامسا: ألا يكون من رواد الفيس بوك حتى لا يكتب خواطره التى ستؤخذ ذريعة ضده فيما بعد.
سادسا: ألا يقوم بتعيين مستشار له فأحيانا تأتى تصريحات مستشاريه بما لا يحمد عقباه ويكون عليه وبالا، خاصة إن كان يفتقر للخبرة.
سابعا: أن يكون بعيدا عن السياسة ويكتفى أن يدرس جيدا ويركز ويهتم بالسياسة التعليمية لوزارته.
ثامنا: أن يكون فى الأصل مدرسا للغة العربية حتى لا يقع فى أخطاء إملائية ويكون حاصل على شهادة الأيزو فى مادة الإملاء..
تاسعا: أن يكتفى بعمله كوزير للتربية والتعليم وألا تكون لديه طموحات فى شغل المقاولات وأنشاء المدارس.
عاشرا: أن يكون شديد التركيز ويمتلك جدول لأيام الأسبوع ويضبط مواعيد زياراته المفاجئة للمدارس فى غير العطلات الدراسية..
ورغم أننى ضد التسريبات التى حدثت مؤخرا وأراها جريمة تستحق أقصى العقوبة وربما قد عانينا منها فى سنوات سابقة ولكن لم تكن بمثل هذا التحدى والإصرار.
وأعتقد كما يعتقد غيرى أن استمرار وزير للتربية والتعليم يفتقر الكفاءة للتعامل مع هذه الكارثة ويكتفى باتخاذ قرارات غير محسوبة ويثور الطلبة المتضررين من تأخير الامتحانات فبدلا من بتر العضو المريض فى الجسد نضع له بعض المسكنات حتى ينفجر فى القريب، وأقولها بملء فمى «رحم الله امرأً عرف قدر نفسه».