أوردت الصحيفة البريطانية عن خبراء أمنيين ألمان أن الهجوم يعتبر بمثابة "جرس إنذار" لأجهزة الأمن والاستخبارات فى ألمانيا، حيث نقلت عن أجهزة أمنية أن ألمانيا استطاعت منذ عام 2001 أن تمنع 12 هجمة إرهابية ذات دوافع إسلامية متطرفة من خلال التعاون الوثيق مع قادة المجتمع المحلى والأجهزة الأمنية فى بلدان أخرى.
واعتبر الخبراء الهجوم الذى وقع مساء يوم الاثنين بمحطة قطار فورتسبورغ - والذى خلف إصابات بالغة الخطورة لأربعة صينيين- هو جزء من الاتجاه المتزايد نحو الهجمات الفردية من قبل الأفراد الذين تطرفوا بشكل مفاجئ.
وقد صرح مدير المعهد الألمانى لدراسات التطرف "دانيال كولر" للصحيفة بأن المتطرفين المنفردين "يشكلون تحديًا جديدًا لألمانيا"، مضيفًا أن وصول لاجئين قاصرين غير مراقبين وتطرفهم خلال فترة قصيرة من شأنه أن "يجعلنا نبدأ من الصفر" فيما يخص الاستراتيجية الأمنية بالبلاد.
وأشار "كولر" أن استراتيجية ألمانيا لمكافحة الإرهاب والتطرف ركزت بشكل كبير على العمل مع الأسر لمنع التطرف فى أوساط اللاجئين، وعلى الرغم من ذلك فهذا ليس كافيا، حسبما أوردت عنه الصحيفة.
هجوم فورتسبورغ
قال وزير الداخلية بمنطقة بافاريا "يواكيم هيرمان" إنه "لا يوجد حاليا أى مؤشرات أن الشاب جزء من شبكة الميليشيات الإسلامية"، حسبما نقلت عنه الجارديان.
اعتبر المتحدث الرسمى لمكتب التحقيقات الجنائية أن الدافع وراء الهجوم على محطة قطار بوسط ألمانيا كان "إسلامى" بعدما عثرت الشرطة على راية تحمل شعار تنظيم داعش الإرهابى بالغرفة التى كان يسكن بها اللاجئ الأفغانى ذو 17 عاما ببيت أسرة حاضنة.
كما وجدت الشرطة رسالة مكتوبة باللغة البشتونية والتى عرف أنها كانت رسالة وداع أرسلها منفذ الهجوم لوالده: "الآن ادعو لى أن استطيع أن أنتقم من هؤلاء غير المؤمنين، وأدعو لى أن يكون مآلى إلى السماء"، حسبما نقلت صحيفة الجارديان.
وقد أذاع تنظيم داعش - الذى تبنى الهجوم أمس الثلاثاء – مقطع فيديو يظهر اللاجئ الأفغانى ملوحًا بسكين يقول: "سوف أذبحكم بهذه السكين وأقطع رؤوسكم بهذا الفأس".
وقد عرفت الشرطة أن صديقا مقربا لمنفذ الهجوم قد مات فى أفغانستان منذ أيام، مفترضة أن ذلك من المحتمل أن يكون له دورًا فى تطرفه.
ونقلت صحيفة الإندبندنت عن شهود عيان واصفين المشهد بعد الهجوم بأنه أشبه بـ "المجزرة"، حيث غطت الدماء أرجاء المحطة، وأن المنفذ ردد "الله أكبر" عند الهجوم بينما رأى البعض ركاب يزحفون خارج القطار طالبين النجدة وضحايا ممددين على الأرض داخل القطار.
وقارن خبراء أمنيون بين حادث اللاجئ الأفغانى وحادث فى 26 فبراير عندما قامت طالبة تدعى "صفية" تبلغ من العمر 15 عامًا بطعن شرطى فى رقبته خلال تفتيش روتينى عن الهوية، وبخلاف الأفغانى، فإن "صفية" قد نشأت فى ألمانيا.
كان قد انتقل منفذ الهجوم قبل أسبوعين لمنزل يضم اللاجئين بمدينة أوكسنفورت القريبة من مدينة فورتسبورغ التى وقع بها الحادث.
وأوضحت صحيفة "ديلى ميل" أن ألمانيا سجلت ما يقرب من 1,1 مليون لاجئ العام الماضى، بينما يشكل السوريون أكبر أعداد اللاجئين يليهم الأفغان الفارين من الاضطرابات المستمرة والفقر فى بلادهم.
وقد انخفض عدد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا بشكل كبير نتيجة إغلاق طريق البلقان المستخدم فى الهجرة وإبرام اتفاق بين الاتحاد الأوروبى مع تركيا ينص على وقف التدفق.
الدماء تكسو القطار بعد الهجوم
آثار دم وبقايا ضمادات على الرصيف بالقرب من مكان الهجوم
موضوعات متعلقة:
- بالصور... تفاصيل هجوم لاجىء أفغانى على محطة قطار فى ألمانيا.. اللاجىء ردد "الله أكبر".. وأصاب الراكبين بـ"بلطة".. داعش تتبنى الهجوم.. وشاهد عيان يصف الواقعة بـ"المجزرة"
- بالفيديو.. منفذ هجوم فورتسبورج: خططت على أراضى ألمانيا لذبح أهلها
- منظمة أوكسفام: أغنى 6 دول فى العالم تستضيف 9% فقط من اللاجئين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة