كرم جبر

ما يحدث الآن فى تركيا رسالة لكل المصريين!

الأربعاء، 20 يوليو 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يحدث الآن فى تركيا بعد فشل الانقلاب رسالة لكل المصريين، ها هم الإخوان حين يتمكنون، جماعة همجية تفعل أى شىء للتشبث بمقاعد الحكم، ولا يعنيهم أن يمرغوا سمعة جيشهم فى الوحل، وأن يضيعوا هيبته وتاريخه ومكانته بين جيوش العالم، ولم يكن فى مقدور ألد أعداء تركيا أن يفعلوا بجيشها مثلما فعل أردوغان وجماعته، والحمد لله أنهم انقشعوا عن حكم مصر بعد عام واحد، ولم تمتد مؤامراتهم للجيش المصرى، الذى زادت قوته وتسليحه وقدراته القتالية.

وحشية أردوغان بعد فشل الانقلاب، صفعة على وجه لوبى المصالحة مع الإخوان فى مصر، ولعلنا لا نسمع مرة ثانية صوت سعد الدين إبراهيم وأحمد كمال أبوالمجد وغيرهما، وهم يزينون الزيف والمكر والخداع، ويمارسون أقصى درجات الدهاء على المصريين، بدعوتهم للمصالحة مع تلك العصابة الإرهابية، وانكشف الغطاء عن وحشيتهم فى شوارع أنقرة وإسطنبول، وهم يذبحون جنود جيشهم، ويمارسون معهم أقصى درجات التنكيل، لإشاعة الرعب والهلع فى قلوب الأتراك، وإبلاغهم رسالة مضمونها «هذا هو مصير من يخرج عن طاعتنا».

صور تعذيب وإذلال الجنود الأتراك، رسالة لكل المصريين: «الإخوان لا عهد لهم ولا أمان»، ففى الحروب لا تفعل الجيوش المنتصرة بأعدائها ما تفعله عصابة أردوغان، وكان بوسع جنود الانقلاب أن يحولوا الشوارع إلى أنهار من الدماء، لكنهم استسلموا فى وداعة مستغربة، دون أدنى مقاومة وتركوا أسلحتهم، فانقضت عليهم جماعة أردوغان قتلا وتنكيلا، وكأنهم يحررون بلادهم من الاحتلال، وليس من جيش بلادهم وحماة وطنهم.

لا تستغربوا.. فأثناء حكم الإخوان فى مصر، لم يشعروا لحظة واحدة بأن الجيش يحمى كل المصريين، ولن يكون أبدا جيشا لجماعة أو مرشد، فلجأوا إلى تكوين ميليشيات مسلحة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، فهم جماعة لا تعرف معنى كلمة «دولة» وتنتهج أسلوب «القبيلة»، وكم خدعنا فى نموذج الحكم الإسلامى العصرى فى تركيا، واكتشفنا بعد فشل الانقلاب أنه الأشد تخلفا، وأن عصريته تمتد للجاهلية الأولى، وأن تسامحه كنموذج يتم ترويجه فى الغرب، مجرد أكذوبة انهارت على أيدى عصابة أردوغان، وهم يحملون السيوف والخناجر والأسلحة فى الشوارع.

ولأنها جماعة انتقامية، فهم لا يدركون حجم الجراح التى أيقظوها ولن تندمل مهما طال الزمن، خصوصا فيديوهات جنرالات تركيا، وهم يساقون فى طوابير كالأسرى، وتنم ملامحهم على أنهم كانوا عسكريين عظاما، واكتست أجسادهم بعلامات لصنوف مهينة من الإذلال والتعذيب، فوجوههم متورمة من الصفعات، والدماء تنزف من أنوفهم وأفواههم من الضرب بآلات حادة، ومعظمهم لا يقوى على السير بفعل كسور فى العظام.. وهكذا يفعل الإخوان إذا تمكنوا بقادة جيشهم، ولا يؤمنون أبدا بالمحاكمات الشريفة العادلة، التى تحفظ كرامة الإنسان وآدميته.

شتان بين الدولة والعصابة، وحينما اصطدم السادات برجال عبدالناصر فى أوائل السبعينيات، فيما عرف بمؤامرة 25 مايو، تم تقديمهم للمحاكمة مرفوعى الرأس والهامة، وأصر الفريق أول محمد فوزى على الوقوف فى القفص مرتديا بدلته العسكرية مؤديا لقضاته التحية، وأسألكم: ماذا كان يلحق بهم إذا كان الإخوان هم الذين يحكمون؟ لقد شاهدنا بأعيننا نموذج لدولة الإخوان، عندما تقمص المعزول شخصية قراقوش، وتصور نفسه الحاكم بأمر الله فوق الدولة والدستور، وتسلحت جماعته بالأسلحة والشوم والمتفجرات، بدلا من القانون.

ما يحدث الآن فى تركيا رسالة لكل المصريين، استيقظوا وافتحوا عيونكم جيدا على بلدكم، والتفوا حول جيشكم، وتأكدوا أن هذه الجماعة الإرهابية الآن فى مرحلة كمون، ولن تترك فرصة للعودة إلى المسرح ولو من خرم إبرة، لا فرق بين أفكار إخوانى يعيش فى صعيد مصر، وآخر يقطن حوارى إسطنبول، فقد أطلقوا على أنفسهم «جماعة»، ولن يعيشوا أبدا فى سلام مع أوطانهم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة