كرم جبر

ماذا لو «كان أردوغان قائد ثورة يوليو»؟!

السبت، 23 يوليو 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحولت الإسكندرية إلى ثكنة عسكرية منذ فجر 26 يوليو 1952، وحاصر الجيش القصور الملكية رأس التين والمنتزه فى الإسكندرية وعابدين والقبة فى القاهرة، وطلب محمد نجيب وأنور السادات وجمال سالم من رئيس الوزراء على ماهر، أن يحمل إنذار الجيش للملك فاروق الذى أذعن وطلب الخروج من مصر بحراً على يخته المحروسة، واصطحاب زوجته وولى عهده وبناته، وأن تُحفظ كرامته فى وثيقة التنازل عن العرش، وارتدى السترة البحرية، وغادر القصر وعزفت الموسيقى السلام الوطنى، وحلقت أربع طائرات نفاثة مشاركة فى الوداع، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة، وأدى حرس الشرف التحية العسكرية.

حضر محمد نجيب متأخراً، واستقل زورقاً إلى يخت المحروسة، وأدى التحية العسكرية للملك السابق، وقال له: لقد وقف الجيش معك عندما حاصر الإنجليز قصرك بالدبابات سنة 1942، والآن يقف الجيش ضدك لأن الشعب لا يريدك، وقال الملك لمحمد نجيب إن مهمته صعبة للغاية لأنه ليس من السهل حكم مصر، والطريف أن الملك لاحظ أن جمال سالم يحمل عصاه فأمره بإلقائها، وحين أظهر جمال سالم شيئاً من الامتعاض، أمره فإنصاع.

رحلت المحروسة مع غروب شمس ذلك اليوم ورحل معها ملك مصر فاروق الأول والأخير، وكان بوسعه أن يتمسك بالعرش ويأمر قوات الحرس الماكى والبحرية بالتصدى للثوار، لكنه لم يفعل ذلك حفاظا على جيش مصر ودماء المصريين، ورسخت فى ثوابت العسكرية المصرية، أن هذا الجيش لن يكون فى أى وقت إلا فى صف الشعب، حتى فى أحلك سنوات النكسة لم يغمض له جفن، منتظرا لحظة تحرير سيناءالغالية من براثن الاحتلال.

صحيح أن الثورة تجنت على فاروق وظلمت محمد نجيب، ولكنها ظلت بيضاء ولم ترق قطر دماء، وتسلحت بالروح المصرية التى ترفض العنف والقتل والاغتيالات، ولم ترفع سلاحا إلا فى وجه من تآمروا علها وهددوا حياة وسلامة الشعب، وعندما أرادت جماعة الشر أن تمضى بالبلاد بعد 25 يناير، فى طريق الاقتتال والعنف والحرب الأهلية، خرج لها الشعب فى حماية الجيش.. وتخيلوا معى السيناريو «لو» كان أردوغان هو قائد ثورة 23 يوليو.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة