فارق كبير بين جيش يحظى بثقة شعبه، وحينما نزل مرتين إلى الشارع تم استقباله بترحاب شديد، وجيش آخر أمر رئيس الدولة بتعرية جنوده وضباطه فى الشوارع، الأول هو الجيش المصرى العظيم الذى انحاز لإرداة المصريين وحمى مصر من الجماعة الإرهابية، والثانى هو الجيش التركى الذى عراه رجب طيب أرودغان وجعل قياداته مشتتة ما بين الاعتقال والتسريح.
فى شوارع أنقرة وإسطنبول تم تعرية الضباط والجنود من جانب الشرطة التركية التى تدين بالولاء لأردوغان، وبثت كل وسائل الإعلام التركية صوراً وفيديوهات تظهر الإهانة التى تعرض لها الجيش التركى على يد حكومة أردوغان منذ إفشال تحركات عدد من قيادات الجيش ضد الحكومة الجمعة قبل الماضية، ولم يكتفِ أردوغان بذلك وإنما ظهر فى مؤتمراته ليصب غضبه على الجيش التركى، مرة يصفه بالدواعش، وبعدها يقول إنه سيطهر الجيش من الإرهابيين، وبعد ذلك يعلن عن خططه لتفكيك الجيش، وكانت البداية بتحويل تبعية قوات الدرك التى توازى قوات حرس الحدود، من الجيش إلى الشرطة التركية، ولا يعلم أحد ماذا ستكون الخطوة التالية، فلأول مرة فى التاريخ نجد رئيس يقف معادياً لجيشه الذى من المفترض أن يدعمه ويكون أو من يدافع عنه ويقف خلفه، حتى وإن حاول بعض قيادات هذا الجيش الانقلاب عليه، فالرد على الانقلاب يكون بالبحث عن المشاكل والعمل على حلها، وليس حل الجيش كله بعد «تشليح» قياداته فى الشوارع.
أما فى القاهرة فالصورة كانت مختلفة تماماً، فرئيس مصر يقف وسط أبناء القوات المسلحة محاطاً بهم، فى تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية، مصنع الرجال، ليؤكد للجميع فى الداخل والخارج أن الترابط بين جيش مصر وشعبها مستمر إلى يوم الدين، وأن جيش مصر، كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى نموذجاً للمؤسسة الوطنية.
فى مصر هناك رباط مقدس يربط بين الجيش والشعب، لا يستطع أحد أن يكسره، حاول الإخوان كثيراً لكنهم فشلوا، كما فشلت التدخلات الخارجية عبر أذرعها فى الداخل فى أن تكسر الجيش المصرى وإرادته، بل زادته صلابة وقوة، واليوم تعطى قواتنا المسلحة درساً جديداً فى تلاحمها مع القيادة السياسية للدولة والشعب المصرى، سواء فى الدفاع عن مصر وأمنها القومى وفى مواجهة الجماعات الإرهابية، وأيضاً فى المساهمة فى حركة التنمية التى انطلقت فى كل ربوع مصر.
بالتأكيد فإن الترابط بين الجيش المصرى والشعب والقيادة السياسية أربك حسابات الكثيرين، ممن حاولوا بشتى الطرق توتير هذه العلاقة لكنهم فشلوا.
العلاقة التى تربط الجيش بالشعب المصرى تظل نموذجاً يحتذى به فى العالم كله، وتزداد أهمية هذه العلاقة بالنظر لما حدث للجيش التركى على يد القيادة السياسية هناك التى لا تؤمن بأهمية وجود جيش يحمى الدولة، لأنها قيادة تربت على فكر الميليشيات والجماعات، ولا تؤمن بالدولة الحديثة.
الفارق بين مصر وتركيا كبير، ويكمن أساساً فى عقيدة الجيشين وتوجه القيادة السياسية للدولتين، فى مصر عقيدة الجيش المصرى واضحة ولا تنحاز لفصيل سياسى وإنما تنحاز للدولة المصرية، أما القيادة السياسية، فهى تؤمن بأهمية الجيش ودوره فى الزود عن الدولة المصرية، لذلك يحظى الجيش بأهمية خاصة لدى القيادة السياسية المصرية، عكس من يقبعون على السلطة فى تركيا، ممن يحلمون باليوم الذى يدمرون فيه الجيش التركى ليعيدوا تشكيله من جديد بفكر الميليشيات التى تدين بالولاء لشخص وليس للدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة