كرم جبر

محمد رمضان وضجيج السيارتين!

الأحد، 24 يوليو 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العين تفلق الحجر، والعيون التى «بحلقت» فى سيارتى محمد رمضان تفتت الصخر، ولم يكن من العقل أو الحكمة أن يتباهى بنشر الصور المثيرة، والنابغة الدكتور إبراهيم الفقى رحمة الله له أقوال مأثورة يقول فيها: «لا تتحدث عن أموالك أمام فقير.. لا تتحدث عن صحتك أمام عليل.. لا تتحدث عن قوتك أمام ضعيف.. لا تتحدث عن سعادتك أمام تعيس.. لا تتحدث عن حريتك أمام سجين.. لا تتحدث عن أولادك أمام عقيم.. لا تتحدث عن والدك أمام يتيم، فجراحهم لا تحتمل المزيد..زِن كلامك فى كل أمور حياتك، واجعل مراعاة شعور الآخرين جزءاً من شخصيتك».

بارك الله له فيما رزق والدنيا حظوظ، وهناك رزق تلهث وراءه العمر كله ولا تناله، ورزق يلهث وراءك حتى ينالك، ولا ينفع القول بأن حملة الماجستير والدكتوراة، عاطلون وتطاردهم الشرطة أمام مجلس الوزراء، أو أن الزمن «اتشقلب» حاله، ففنان مثل العبقرى عبدالفتاح القصرى مات بالسل بسبب الرطوبة فى عشة كان يقطنها فى بير السلم، وغيره كثيرون غدر بهم الزمن وجارت عليهم الأيام، وآه من الزمن عندما يضع شخصا فى دماغه.

محمد رمضان لم يكن حصيفا ولا ذكيا، حين يستعرض ثروته المفرطة بهذا الشكل، احتفالا بمسلسل الأسطورة، الذى نقله إلى ما فوق مستوى أثرياء الخليج، وهو بالفعل أسطورة فى المسلسل والواقع، وليس فى مصر وحدها يحدث ذلك بل فى العالم كله، فنجوم الفن والرياضة يحصدون الملايين، بجانب المجد والشهرة والمكانة الاجتماعية الرفيعة، ولكن فى مجتمع مثل مصر تطفو على سطحه أمراض الفقر والجوع والبطالة، يجب أن تكون الثروة رحيمة، فلا تذبح طموحات شباب من جيل محمد رمضان وما قبله وما بعده، لا يجدون ثمن حذاء أو قميص أو كوب شاى على قهوة بلدى، فيدمنون الترامادول هروبا من الألم والوجع الذى يعيشونه كل لحظة.

الثروة لها أخلاقيات حتى لا تصبح متوحشة، أهمها التواضع وعدم الاستعراض والأعمال الخيرية ودفع الضرائب، وبدون ذلك تصبح مدعاة للحسد والحقد والغل، والإحباط الذى أصاب الشباب بعد 25 يناير، نجم عن أنهم شاهدوا بأعينهم رفقاء فى الميدان، تحولوا إلى أثرياء واقتنصوا المغانم والمناصب، فأرادوا أن يحذوا حذوهم فى أوكازيون النشطاء، ولكن كان العرض ساريا حتى انتهاء الكمية، ولا عزاء لمن لم يصبهم الدور.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة