فى البداية نؤكد أن ما فعلته دار الكتب والوثائق القومية بإطلاق مشروع «الكتب خانة» يعد إنجازا مهما وضروريا، هذا على الرغم من كوننا فى المجمل تأخرنا كثيرا فى تنفيذ مثل هذه المشروعات، لكن على رأى المثل «أن تأتى متأخرا خير من ألا تأتى» فالمهم أننا بدأنا وأن مؤسسات الدولة بدأت تتعامل بجدية مع العالم المحيط بها ومع القراء والباحثين الذين أصبح الإنترنت جزءا أساسيا من طريقة تفكيرهم ومن تعاملاتهم.
عدد الكتب المعدة للرفع على الموقع نحو 12 ألف كتاب، بينما عدد الكتب التى تم رفعها بالفعل يقارب الـ500 من تراث مصر البحثى والإبداعى، حدث ذلك فى يومين فقط، وهذه الكتب المتاحة سيكون أغلبها مجانيا، فيما عدا بعض الإصدارات المهمة، التى سيتم إتاحتها مقابل مبلغ مالى يتم دفعه إلكترونيًا.
بالطبع رقمنة هذه الكتب ورفعها خدمة جيدة، هذه الخدمة لا يجب أن تكون كلها على مزاجنا الفكرى، فليس على أهل اليمين أن يقوموا بعدّ كتب أهل اليسار ثم يقارنوا نسبتها على الموقع بالكتب الدينية أو العكس، إننا نتحدث عن تراث فكرى لبلد عظيم له تاريخ طويل من التفكير الصائب وغير الصائب.
أقول هذا الكلام بمناسبة أنه فى اليومين الأولين تم نشر كتاب «رسائل الجهاد» لحسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، بما يحتويه الكتاب من فكر حاد يراه كثير من الناس فكرا متطرفا، ورأى البعض أن هذا يعنى أن «الكتب خانة» تنشر الكتب المتطرفة، وقامت الهيئة بحذف الكتاب والتحقيق مع من ارتكب هذا الجرم، لكننى أردت أن أقول بأن هذا ليس جرما، فـ12 ألف كتاب حتما ستحتوى كتبا كثيرة لا نوافق على أفكارها، لكن قراءتها واجبة لنقدها وإخضاعها لسياق الزمن ولمنطق المنفعة، لماذا اعتقد الرافضون للكتاب أن الناس الذين سيقرأون هذا الكتاب سيتأثرون به وبأفكاره، ولماذا لم يعتقدوا بأنهم سينقدون أفكاره المتطرفة خاصة بعد فشل جماعة الإخوان المسلمين سياسيا على مستوى الأرض، لذا على موقع الكتب خانة أن ينشر جميع الكتب والأفكار حتى يستفيد منها الباحثون جميعا وتتم نهضة جديدة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة