لن أتحدث عن معتز مطر ولا محمد ناصر ولا أسامة جاويش ولا حمزة زوبع أو هشام عبد الحميد ولا محمد شومان ولا هشام عبد الله، ولا عبد الرحمن يوسف القرضاوى، ولا حتى وائل قنديل، لأن هؤلاء منذ أن امتهنوا الإعلام يذهبون لمن يدفع لهم أكثر، لا تحركهم مبادئ ولا أيديولوجيا معينة، وإنما تحركهم الأموال التى تعرض عليهم، مبدأهم أدفع أكتر أكون معاك.
هؤلاء باعوا أنفسهم وضمائرهم قبل أن ينضموا للقنوات الإخوانية، التى تمولها المخابرات التركية والقطرية، تاريخهم خير شاهد على تحولاتهم، من أقصى اليمين لأقصى اليسار، لا مبدأ لهم إلا «الدولار»، ارتموا فى أحضان المخابرات القطرية والتركية حتى يزداد رصيد حساباتهم فى البنوك، بعضهم يحصل على 90 ألف دولار شهرياً، بخلاف الإقامة المجانية، وآخرون يحصلون على أقل، وأحدهم يستغل اسم والده باعتباره مفتى الجماعة الإرهابية والأب الروحى لقياداتها حالياً ليفرض نفسه على الجميع، ويتحصل من المؤسسات الإعلامية هناك على الدولارات لأنه ابن الشيخ المتصابى.
لن أتحدث عن هؤلاء لأن تاريخهم معروف للجميع، لكنى أتحدث عن شباب ليس له علاقة بالإخوان، وإنما قرروا الانضمام لإعلامهم، بعضهم تحركه نوازع كره للنظام فى مصر، وآخرون لا يعجبهم الحال فى البلد وقرروا تركها، وهناك من تستهويه فكرة المعارضة، لأنه يراها مربحة، فأن تكون معارضاً سيوفر ذلك لك تواجدا دائما على مواقع التواصل الاجتماعى وحضورا على الفضائيات، وربما دعوات من الخارج ممولة من مراكز بحثية ومنظمات ليست فوق مستوى الشبهات.
وأيا كانت الأسباب، فالموضوع بالنسبة لى يحتاج البحث والدراسة، خاصة أن القضية، كما قلت، لا تتعلق بارتباط أيديولوجى بالجماعة الإرهابية، وإنما بأسباب سياسية وكثير منها مالية، فأتذكر أنه بعد ثورة 30 يونيو عرضت قناة الجزيرة مباشر مصر على عدد من الصحفيين المصريين الظهور على شاشات القناة للهجوم على الثورة المصرية، مع منحهم ما أسموه وقتها بمكافآت مالية تتراوح شهرياً ما بين 20 و50 ألف دولار وفقاً لأهمية الضيف، وتوفير إقامة مجانية فى أحد الفنادق الفاخرة فى العاصمة الدوحة، ووقتها انضم عدد من الإعلاميين المصريين لقناة الجزيرة بوصفهم محللين ومتابعين للشأن وحصلوا على الأموال نظير الهجوم على الدولة المصرية، وبعد توقف بث قناة «الجزيرة مباشر مصر» عاد هؤلاء إلى مصر مرة أخرى.
اليوم يتكرر المشهد لكن عبر آلية جديدة وهى «شبكة التليفزيون العربى» التى تبث من لندن، ويديرها عضو الكنيست الإسرائيلى السابق عزمى بشارة، بأموال قطرية، فهذه القناة قدمت عروضا مالية وإقامة مجانية فى عاصمة الضباب لعدد من الصحفيين ليمارسوا الهواية المعروفة وهى الهجوم على الدولة المصرية، ومحاولة تأليب الرأى العام على النظام المصرى، وللأسف الشديد انضم عدد من الصحفيين للقناة طمعاً فى الحصول على الدولارات القطرية، دون أى تفكير فى أنهم أداة يتم استخدامها عملاء لمخابرات أجنبية، وأنهم لا يختلفون كثيراً عن معتز مطر وغيره ممن تحركهم أوامر المخابرات التركية، لدرجة أنهم كانوا أول من ذهب لميدان تقسيم الجمعة قبل الماضى للدفاع عن رجب طيب أردوغان.
بالتأكيد ما يحدث يحتاج للبحث عن الأسباب التى تدفع شبابا لا يؤمنون بأفكار الجماعة الإرهابية، إلى الانضمام إلى إعلام الجماعة رغم علم هؤلاء الشباب أنهم سيكونون دمية فى يد ضباط مخابرات لا هدف لهم إلا تدمير مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة