اليوم نواصل كيف أثرت محاكم التفتيش على العلاقة بين الشرق والغرب، ويكفى أن نذكر أن الرئيس البرتغالى جورج سمبابو بدوره اعتذر عن جرائم أجداده بحق العرب أثناء محاكم التفتيش، إلا أن اعتذاره جاء فى خطبة ألقاها فى حفل افتتاح ندوة التراث العربى مايو 1997م، ومن ثم فإنه بدا وكأنه اعتذار سرى لم يسمع به أحد، باستثناء صحيفة الشرق الأوسط التى تصادف أن كان أحد كتابها مشاركًا فى تلك الندوة.
لقد استمر حكم المسلمين 800 عام للأندلس من دون انقطاع، إلا أن الافتتان بالدنيا ونعيمها الزائل، والتحالف مع الأعداء وموالاتهم ضد الإخوة، والثقة فى الواشين، وتقريب الأعداء، والاستعانة بهم على القضاء على الإخوة كل هذه الأسباب عجَّلت بانهيار الدولة الإسلامية فى الأندلس، وأضاعت أرضًا إسلامية فتحت من قبل على جثث وجماجم المقاتلين الشهداء من المسلمين العظام، الذين أرادوا إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، دون ملل أو كلل، حتى سطع نور الإسلام ثمانية قرون على هذه الأرض، ولم يبق من هذه الدولة إلا غرناطة التى حاصرها الإسبان.
كانت غرناطة مدينة جميلة فى جنوب إسبانيا عاصمة بنى زيرى من ملوك الطوائف، وعاصمة بنى الأحمر، وقد استطاع الإسبان أن يوقعوا الفتنة بين خلفاء على بن الحسن، ولما تم لهم ذلك حاصروا غرناطة، وأرسل فرديناند ملك إسبانيا رسله إلى قادة غرناطة المسلمة بالاستسلام فرفضوا، فنزل جيش إسبانى مكوَّن من 25 ألف جندى، واتجهوا صوب المزارع والحدائق وخرّبوها عن آخرها حتى لا يجد المسلمون ما يأكلونه أو يقتاتون عليه، وغدا إن شاء الله نواصل كشف المستور فى محاكم التفتيش.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مينا جورج
سقوط الاندلس
عدد الردود 0
بواسطة:
إبراه
اسبانيا