هل تأملت من قبل فى شخصية المخرج المصرى محمد خان، لو فعلت ذلك، وتأملت حضوره فى برنامج تليفزيونى، أو رأيت صورته مبتسمة منشورة فى جريدة بعد فوزه بجائزة، فسوف تعرف أن السينما التى يقدمها هى جزء من روحه، وتعبير عن مفهومه للحياة التى يحبها ويتمناها، فمثلًا فيلم «خرج ولم يعد» الذى تم إخراجه 1984 يظل علامة مميزة، ليس فى تاريخ صناعه ونجومه فقط، لكن فى تاريخ مشاهديه أيضًا، الذين يظلون يتساءلون: كيف استطاعت الكاميرا أن ترصد لحظات السعادة، وتعرف الطريق إلى تفاصيلها البسيطة داخل الإنسان، وفى نهاية الفيلم يرددون «شكرًا محمد خان».
عن هذا الفيلم قال محمد خان فى إحدى الندوات: فيلم «خرج ولم يعد» صورناه لمدة أربعة أسابيع فى قرية بجوار كفر شكر، وكنا جميعًا مستمتعين للغاية، عندما تكون كواليس الفيلم مريحة ينجح العمل، ويظهر ذلك على الشاشة.
فى أفلام محمد خان أنت تحب السينما، وتتعامل معها بكونها كتبًا ممتلئة بالصور الملونة الجميلة التى تترك أثرها الإيجابى على روحك، حتى هاجس الخوف دائمًا ما يوجد ما يفنده، فالشخصيات مرسومة بعناية، تحيطها هالة من الموسيقى، ومن الرغبة الملحة للحياة.
لوقت طويل كان يصيبنا الرعب كلما عرفنا أن محمد خان المولود سنة 1942 لأب باكستانى وأم مصرية، وألف بالإنجليزية أول كتاب عن تاريخ السينما المصرية بعنوان «مقدمة للسينما المصرية»، ثم عاد إلى مصر وأصبح من رموز ما يسميه النقاد بـ«الواقعية الجديدة» فى السينما المصرية، لم يحصل على الجنسية المصرية إلا عندما أصبح عمره 71 عامًا، وأنه ظل طوال عمره يطالب بحقه فى الاعتراف به مصريًا.
كثيرة هى الأشياء الجميلة التى فعلها محمد خان فى حياتنا، ويكفيه أنه استطاع أن يكتشف الكثير من روح التمثيلية البديعة للنجوم أحمد زكى، ونور الشريف، ويحيى الفخرانى.
قدم محمد خان الكثير الذى حقق لنا السعادة على هذه الأرض، ورحل، لكن إبداعاته المتعددة ستظل تمنحنا القدرة على مواجهة الحياة، سنحلم بالخروج إلى عالم أفضل، حتمًا لن نفكر فى العودة مرة أخرى إلى الكآبة التى كنا نعيش فيها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة