جيلان جبر

الآتى أعظم

الخميس، 28 يوليو 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

للأسف منطقتنا ستدفع الثمن لهذه التحولات على نفوذها وحدودها والتشويه لصورة شعوبها



بعد الإعلان عن خبر ذبح كاهن فى الكنيسة الفرنسيّة، تسارعت ردود الفعل للفرنسيّين، ومنهم من الصحافيّين والمحللين وذلك عبر مواقع التواصل الذى أتابعها بحكم علاقتى بمصادر فرنسية وبعض الأصدقاء من مختلف المجالات.. وللأسف وجدت الذى يعانى منه الفرنسيّون هو السخط على العرب والإسلام بعد الاعتداءات الإرهابيّة التى تضرب وطنهم وتحولت لمؤشر خطر لم يعتادوا عليه فى الدول الديمقراطية المنفتحة على أغلب الحضارات، فمن أهم التعليقات التى توقفت عندها هى:
حان الوقت لطرد المسلمين من بلادنا..
فرنسا نحو حرب أهليّة بين الكاثوليك والمسلمين..
كفى كلاماً عن التعايش.. فرنسا ابنة الكنيسة أصبحت يتيمة..
إنّ روح فرنسا الأصلية هى التى مُسّت اليوم..
لقد أصبح الوضع فعلاً لا يُحتمل وعلينا الهجوم..

يمكننا أن ننتقد الكنيسة الكاثوليكيّة لألف سبب ولكن ما حدث هو كارثة إنسانية مختلفة.. الكاثوليك ضحية المسلمين وغير مقبول الصمت..
.. لا نريد مسلمين هنا بعد اليوم..

فلتسقط مقولة «لا تمسّوا الإسلام» فى فرنسا.

وهنا أتوقف وأصرخ بالقلم وأعود لأقول للمرة الألف، صيف ساخن والتصعيد فى الشهور المقبلة مؤكد، فليتحرك فريق الاعتدال وينفض من جسده هذه الصورة من التطرّف، فهناك مخطط لزيادة نزيف الدماء والإرهاب والاغتيال لفترة أطول وللشهور المقبلة، فهى ليست من علامات الساعة قدر ما هى من علامات تشكيل محور رعب جديد يهدد الاستقرار أو استمرار لعدد من الدول فى حجم الدور الذى تحتكره أو تسعى إليه خلال معركة الوجود الحالية.

وبعد أن خرجت بريطانيا، مؤخراً، من الاتحاد الأوروبى تبقى فقط ألمانيا وفرنسا هما اللتان تساندان وجودية هذا الاتحاد، ولذلك نجد التركيز عليهما فى تهديد الاستقرار، كل يوم تضرب وتهدد وتنزف من الدماء.. ينتعش ويقوى هناك يوميا بذلك حزب اليمين المتطرف فى الانتخابات القريبة مما ينذر بأن الآتى أعظم صعود حكومات من يمين متطرف أمام إرهاب من إسلام متطرف.

سؤالى هنا: يا ترى الهدف هو ضعف الاتحاد الأوروبى مرحليا حتى يتم تفكيكة مستقبليا؟!.. انقسام العالم بين المتخلفين الغوغاء والنخب المتقدمة وبالتالى الانصياع يكون للأقوى؟! أم الهدف رسالة أخرى أن القوة ليست فى المرحلة المقبلة لحلف، ولكن تعود لدول تشكل من جديد قوة عظمى مثل أمريكا، روسيا، الصين، وأن من يأتى بعد ذلك عليه أن يردع أو يحجم من جديد؟!

فى كل الحالات هناك حساب عسير يتم التخطيط له يوضح مدى صراع الحضارات وحتى نصل لنتائج الانتخابات الأمريكية سيكون لليمين المتطرف فرصة صعود أكبر للجمهوريين بمرشحها وسيسرع الديمقراطيون وتيرة التفاهم مع الروس، والأتراك والإيرانيين للوصول لشكل تهدئة على حساب دماء وحقوق الشعوب فى سوريا أو العراق لإثبات أنه تم بالفعل التنفيذ لشىء يعطى مصداقية لرسالة السلام التى تقدم بها أوباما فى أول عهده؟!

وفى كل الحالات للأسف منطقتنا ستدفع الثمن لهذه التحولات على نفوذها وحدودها والتشويه لصورة شعوبها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة