طيار جاد الكريم نصر الطرابيلى

"لا أتركة قط حتى أذوق الموت"

الخميس، 28 يوليو 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجعنى قلبى وأنا أجلس أمام شاشة الفضائيات أشاهد ما حدث فى تركيا...... لقد انفطر قلبى وأنا أرى العسكرية تتعرض لمهانة و مذلة متعمدة قام بها بالقطع و بأوامر عليا أفراد من الجناح الآخر للأمن وأقصد بهم رجال الشرطة، علاوة على بعض المليشيات المدنية التى تنتمى إلى حزب العدالة والتنمية.. ومن المعروف أن جناحى الأمن فى أى دولة هما القوات المسلحة و الشرطة.. فكيف تبغى إحداهما على الأخرى دون أن تحدث شرخا عميقا بينهما... و أنا هنا لا أتحدث عما اذا كان انقلابا حقيقيا أم مسرحيا أو لماذا تم هذا الانقلاب وما هى أسبابه ونتائجه فهذا شأن داخلى تركى يخصهم هم. و لكنى أتحدث فقط عن العسكرية وما ألم بها لأننى واثق أن الكثيرين من العسكريين حول العالم قد آلمهم ما رأوه وهم يشاهدون العسكريين الأتراك يخلعون ملابسهم قطعة تلو القطعة باستسلام واضح و بهدوء شديد و بدون أى مقاومة نهائيا ويحيط بهم عدد قليل من المدنيين ليس بيدهم أى سلاح اللهم بعض المسدسات الصغيرة.

إن الجيش التركى يعد من الجيوش القوية حقيقة فهو القوة الثامنة فى الترتيب العالمى والقوة الثانية فى الدول الأوروبية المشتركة فى حلف الناتو...فهم مثلا لديهم ما يقرب من 600 طائرة مقاتلة.. و نحن انفسنا عندما كنا صغارا كنا نتندر بقادتنا عندما يكونون متشددين بقولنا "معلهش عسكريتهم تركى" يعنى شديدة الانضباط والالتزام ....ان أساس العسكرية هى الكرامة، أما وقد أهينت هذة الكرامة فإن العسكرية التركية ستستغرق وقتا طويلا حتى تبرأ مما أصابها من اهانات وتستعيد كرامتها.

كل هذا جال فى خاطرى و أنا فى طريقى مع زملائى و قادتى الطيارين المتقاعدين لحضور حفل تخريج دفعة جديدة من الطيارين... ما إن بدأ العرض العسكرى و العرض الجوى القوى و الرائع الذى أداة نسور الجو إلا و تـأكدنا أن لدينا قوات جوية ذات كفاءة قتالية عالية وأنها تعمل فى كل وقت و فى أى مكان، و هكذا قال الرئيس فى كلمته.

بدأ الخريجون يرددون يمين الولاء حيث أقسموا بالله العظيم ثلاثا أن يكونوا أوفياء مخلصين ومطيعين لأوامر قادتهم حتى وصلوا الى "حاميا ومدافعا عنها فى البر و البحر و الجو محافظا على سلاحى لا أتركة قط حتى أذوق الموت"..

نعم إنه لقسم لو تعلمون عظيم رأيناه رؤى العين فى حرب أكتوبر 1973.. و شاهدناه و سمعناه وتأكدنا منه من اخوتنا وأبنائنا و هم يحاربون الإرهاب الأسود و يحاصرونه ولا يزالوا حتى يقضوا عليه تماما بإذن الله...

"لا أتركة قط حتى أذوق الموت" نعم صدقتم.... فداكى يا مصر أرواحنا.. جروح مصابينا هى أوسمة ونياشين تتزين بها أجسادهم.

أليس جند مصر هم خير أجناد الأرض لأنهم فى رباط الى يوم الدين.. نعم ولهذا وكما قال الرئيس عندما أبلغوه أن مناورة القوات الجوية ستستخدم فيها الذخيرة الحية فى وجود سيادتكم فقال لهم ليس هناك أى مشكله.. فكانت أول مرة تستخدم الذخيرة الحية فى حفلات التخرج و العروض العسكرية بعد سنين طويله.. أتعلمون لماذا، لأنه يوجد ثقة متبادلة بين القائد الأعلى الذى يثق فى ضباطه وجنوده من كافة الأسلحة. ومن الناحية الأخرى جيش الشعب وجدوا أن هذا القائد يحب بلدة مصر بشدة فأحبوه وأخلصوا له.

سلمت يا جيش مصر.. سلمت يا جيش العزة و الكرامة .. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها و رئيسها قائدها الأعلى للقوات المسلحة..

.. وفى طريق عودتى من الكلية الجوية وجدت على وجوهنا جميعا ابتسامة عريضة ورؤوسنا مرفوعة وكرامتنا عالية اعتزازا و فخرا بما رأيناه/ وأننا ننتمى إلى هذه المؤسسة العريقة التى هى جزء من نسيج شعب مصر العظيم.
• رئيس الشركة المصرية للمطارات السابق .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة