"وهم التصالح" فى قضايا الكسب غير المشروع.. الدولة استردت أقل من 5% بواقع 324.5 مليون جنيه من أصل 12 مليار.. مصدر قضائى: عدم جدية المتهمين تعرقل التصالح واللجنة قبلت 22 طلبا من 74 أغلبهم لصغار الموظفين

الخميس، 28 يوليو 2016 06:00 ص
"وهم التصالح" فى قضايا الكسب غير المشروع.. الدولة استردت أقل من 5% بواقع 324.5 مليون جنيه من أصل 12 مليار.. مصدر قضائى: عدم جدية المتهمين تعرقل التصالح واللجنة قبلت 22 طلبا من 74 أغلبهم لصغار الموظفين رجل الاعمال حسين سالم
كتب إبراهيم قاسم وهدى أبو بكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مر أكثر من عام على صدور تشريع يتيح لرموز نظام مبارك ورجال الأعمال وكل من ارتكب جرائم تتعلق بالعدوان على المال العام أو الكسب غير المشروع التصالح مع الدولة، ووفقاً لتقديرات اللجنة المسئولة بالتصالح، ورغم أن الحصيلة المتوقعة لطلبات التصالح وتسديد المبالغ مع الغرامة المماثلة المحددة فى قانون جهاز الكسب غير المشروع تقدر ما بين 11 و12 مليار جنيه، إلا أن الدولة لم تحصل حتى على 5%.

324 مليون و560 ألفا هو الرقم الرسمى المعلن لإجمالى القيمة المادية لطلبات التصالح فى جرائم الكسب غير المشروع والعدوان على المال العام، وفقاً لما أعلنه المستشار عادل السعيد رئيس جهاز الكسب غير المشروع، خلال المؤتمر الذى عقده مطلع مايو الماضى، فبعد أكثر من عام من تعديل المادة 18 مكرر ب من قانون الإجراءات الجنائية، لم تجن طلبات التصالح سوى ذلك المبلغ الضئيل وفقاً لما أعلنه رئيس جهاز الكسب غير المشروع، نتيجة عدة عوامل يأتى فى مقدمتها عدم جدية طلبات التصالح، هذا بحسب ما قال مصدر قضائى رفيع المستوى لـ"اليوم السابع".

اللافت للنظر أن طلبات التصالح التى تم الانتهاء منها تخص موظفين سابقين صغار وتضم أسماء ليست هى الأسماء الشهيرة من رموز نظام مبارك الذين استولوا على الأموال دون وجه حق سواء كانوا مسئولين أو رجال أعمال، وهو السبب فى عدم الوصول لتحقيق الحصيلة المطلوبة من ملف التصالح.

كان طلب التصالح الخاص بوزير المالية فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك الدكتور يوسف بطرس غالى، على رأس الطلبات التى يتم فحصها بجهاز الكسب غير المشروع، والذى يطلب فيه التصالح مع الدولة فى القضايا الجنائية المتهم فيها وانقضائها، مقابل رد الأموال المستحقة عليه إلى خزينة الدولة تمهيدا لإعادة محاكمته مرة أخرى على ذمة هذا التصالح.

ويواجه بطرس غالى اتهامات فى 6 قضايا، حيث بدأت لجنة فى حصر عناصر ثروته وتقدير حجم الأموال التى حصل عليها بدون وجه حق والتى قدرت بشكل مبدئى حتى الآن بنحو مليار و4 ملايين جنيه، حيث أوشكت اللجنة على الانتهاء من تقريرها وحسم أمر بطرس غالى.

ويعد ملف رجل الأعمال حسين سالم، أكثر الملفات التى صاحبها ضجة كبيرة بسبب كثرة التصريحات حوله والأخبار المتعلقة باتمام إجراءات التصالح معه والأموال الضخمة التى تم ردها، فحتى الآن لم يغلق هذا الملف ولم ينه جهاز الكسب ملف رجل الاعمال، وكانت أهم العقبات التى يشهدها ملف التصالح مع حسين سالم هو قطعة الأرض المملوكة بشرم السيخ والتى تنازل عنها لصالح محافظة جنوب سيناء فى وقت سابق على التصالح مع جهاز الكسب غير المشروع والتى تقدر قيمتها بنحو 265 مليون جنيه ورفض الجهاز احتسابها وهو ما تسبب فى وقف التصالح معه ووجود حالة من الخلاف بين جهاز الكسب ومحامى سالم واللذان لم يتفقا حتى الآن لغلق هذا الملف.

أما رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة الأسبق، فلم يثبت أى جدية فى طلب التصالح الذى قدمه لجهاز الكسب غير المشروع، ما جعل الأخير يرفض طلبه وأبلغ محكمة جنايات القاهرة التى تنظر محاكمته ما يفيد رفض التصالح معه، حيث تبلغ قيمة الاموال المستحقة عليه مليار و44 مليون جنيه، فى حين ما عرضه رشيد للتصالح يبلغ جزء بسيط من هذا المبلغ.

وكان أبرز الذين تم قبول التصالح معهم هو رجل الأعمال محمود الجمال، صهر الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذى قام بسداد مبلغ 238 مليون جنيه على خلفية اتهامه فى قضية أرض "نيو جيزة" بعد أن استحوذ على 570 فداناً وقام بسداد الأموال التى تحصل عليها مع دفع الغرامة المقررة للكسب غير المشروع، وكذلك رجل الأعمال جمال حلاوة زوج شقيقة زكريا عزمى، الذى سدد 5 ملايين جنيه بتنازله عن إحدى الشقق السكنية المملوكة بالاسكندرية، فى قضية اتهامه بالتربح والكسب غير المشروع.

أيضا تم التصالح مع اللواء منير ثابت، شقيق سوزان مبارك، والذى سدد 3 ملايين جنيه نظير التصالح معه فى قضايا كسب غير مشروع.

ويكتشف من الحالات التى تم إنهاء التصالح معها أنها تمثل نسبة ضئيلة، فبحسب ما يقول مصدر قضائى لـ "اليوم السابع"، أن إجمالى طلبات التصالح المقدمة 74 طلباً سواء للتصالح فى قضايا الكسب غير المشروع وتضخم الثروات أو فى قضايا العدوان على المال العام، قُدمت من عدد من رموز نظام مبارك ورجال أعمال وموظفين سابقين بالدولة، تم الموافقة على 22 طلبا منهم، كان آخرهم 4 طلبات تتعلق بموظفين سابقين بالدولة تربحوا من وظيفتهم وحصلوا على كسب غير مشروع، وتم تسوية أوضاعهم ورد المبالغ التى حصلوا عليها مقابل انقضاء الدعوى الجنائية بينما رفض جهاز الكسب عدد منهم لعدم جدية الطلبات المقدمة إليه، وعدد آخر لازال محل فحص.


موضوعات متعلقة..


تفاصيل إحالة آخر وزير سياحة فى عهد مبارك للجنايات بتهمة الكسب غير المشروع.. الجهاز طالب زهير جرانة وأسرته برد 38 مليون جنيه.. ومحكمة الاستئناف تحدد جلسة خلال أكتوبر المقبل للمحاكمة








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة