أساليب تربيتنا لأطفالنا اختلفت عن زمان فالطفل زمان كان يحترم الكبير ويرحم الصغير ويحمل مشاعر البراءة والإيجابية كان يحب مدرسته ويقدس معلميه وكان مجتهد فى دروسه يبجل قيمه الوقت وأهميته وفى الماضى كان الاطفال بسطاء جداً والقليل يكفيهم وكانوا راضين ولديهم قناعه بهذا القليل أما طفل اليوم فلا اعرف بماذا أصفه عنيد أم مشاكس أم فاقد احترامه وفقدان احترامه لم يولد بها إنما هناك عده عوامل كانت السبب فى تطبيعه وتشكيله بهذا الشكل ومنها :
1- الأسرة: هى المنشأ الأول للطفل بحيث يكتسب لغته واسمه ودينه وعاداته وتقاليده منها ويولد الطفل ويكون كالورقة البيضاء المستعدة للكتابة عليها حيث شاءت وكما يقول المثل التعليم منذ الصغر كالنقش على الحجر حيث كل الأساسيات التى تؤسسها الأسرة فى الطفل منذ الصغر سوف تلازمه طوال حياته سواء كانت صحيحة أم خاطئة لذلك يقع على عاتق الأم والأب تلقين الطفل بالمفاهيم الصحيحة حول أسرته وبيئته ونفسه أما الآن بعد خروج الأم للعمل وانشغال الأب كذلك بالعمل الذى يستمر منذ الصباح وحتى المساء ضعف كيان الأسرة فى تلقين الأبناء الصواب والخطأ لم تعد الأسرة تراقب الأطفال وتهتم بهم وتعرف مشاكلهم وتعمل على حلها اختفى مفهوم الحوار والمشاركات الأسرية داخل منازلنا وأصبح حديثنا الوحيد حول المأكل والمذاكرة لم نعد نجلس مع أطفالنا نتحدث حول أمور تخصهم نعطى لهم نصائح حياتيه تنفعهم فى حياتهم المستقبلية نحكى لهم قصص دينيه تحتوى على الحكم والمواعظ نرسخ فى نفوسهم اهميه التشبث بالدين والأخلاق والمعاملة الحسنه لذلك أصبح الأطفال يتشكلوا من أماكن وجهات أخرى مثل
2 - التلفزيون: الذى يوجد داخل منازلنا وبدون اهتمام منا لا نعرف ماذا يبعث من أخطار على عقول أطفالنا التى تصبهم بأمراض نفسيه وجسميه حيث عندما يشاهد طفل الحضانة الكارتون وأفلام الاكشن والضرب يصاب الطفل بالعنف والتخريب والكره لإخوته والتعصب ومن المحتمل إصابتهم بالتوحد حيث هذا المرض الخطير ظهر مؤخرا لنا وانتشر بطريقة رهيبة بحيث يجعل الطفل مختلف عن بقيه الأطفال ولا يتحدث إلا بعد فتره ويكون منفرد بنفسه لا يحب الاختلاط بالآخرين وكل هذا من جلوسهم أمام شاشات التلفزيون وأمام الكارتون وقنوات اغانى الأطفال التى تصبهم كذلك بالعته والبلادة والخمول والكسل وتأخر فى النطق وكذلك الغباء المدرسى لذلك لابد من انتباه الأم من عدم جلوس طفلها أمام هذه الشاشات لفترات طويلة وإذا وصلنا لأطفال نهاية ابتدائى بداية إعدادى فى مرحله المراهقة تجد الأطفال يشاهدوا الافلام والمسلسلات الاكبر عمرا عليهم والتى تفسدهم بدون أدنى تعب فنجد عدم وجود رقابة الاهل على مشاهدة الأطفال من أفلام تحمل مشاهد جنسية وألفاظ بذيئة ويكبر الطفل على كل هذه الأشياء التى تلوث طفولته وتجعله يدرك أمور باكراً على إدراكها لذلك نجد اطفال فى سن ابتدائى وإعدادى يعاكسوا ويتحرشوا ببنات فى مثل إعمار أمهاتهم وبعد كل هذا لا نتعجب فالأم مشغولة بالعمل وبرامج الطبخ والمكالمات فى الهواتف والدخول على النت حيث تجد الآن أمهات يتقمصن دور مراهقات تاركين مسؤوليتهم وليس لديهم وعى بأهمية أدوارهم كأمهات تربى الأجيال وتنشئتهم على الفضيلة وكذلك.
3- الرفقاء: ولهم دور كبير فى تربية أطفالنا حيث اذا أهملت الأسرة اختيار الرفقاء الصالحين لأبنائهم فهذه تعتبر مضيعه للأبناء أنفسهم حيث يعلم الرفقاء بعضهم البعض الأمور السيئة والآن بما يحملونه من هواتف ووسائل تكنولوجيه حديثه تعمل على إفساد الطفل ولا يدرى الآباء ماذا فيها وبالذات أخطر فتره هى المراهقة على الولد والبنت حيث فى هذه الفترة يتحول فيها من طفل لشاب تدفعه مشاعره إلى اكتشاف أمور جديدة لذلك يجب مراقبه الأبناء فى هذه الفترة المهمة ومساعدتهم على تخطيها بسلام حتى يكون شاب صالح وفتاه صالحه وأيضا.
4- معاملات الوالدين لها دور كبير فى تربيه الطفل فالطفل الذى يولد فى بيئة متفاهمة يسودها الهدوء والحب والترابط بين أعضائها يكون هذا الطفل أقل تعرضا للمشاكل والأعراض النفسيه عكس الطفل الذى ينشأ فى بيئة كلها صراعات اسريه وتناحرات وشجارات يوميه بين الوالدين أنفسهم والوالدين والأبناء وأسلوب تعامل الوالدين مع الطفل له تأثير كبير وقوى على نفسيته فالوالدين الذين يغرسان فى نفس الطفل الثقة والحب والتقبل وتشجيع الطفل دوما وتعويده على الاعتماد على النفس وتنمية مواهبه وتعظيم مكانته داخل الأسرة وأهمية دوره فى المجتمع وفى النهاية تجد الطفل متشرب كل هذا بحيث يكون انسان متوافق نفسيا خالى من العقد والمشاكل النفسيه حيث أن هذه المشاكل ينتج عنها عواقب وخيمة على كل من الفرد والمجتمع فالإنسان المصاب بمرض جسدى كالسرطان أو غيره ولكن لديه التفاؤل وروح الانتصار والإصرار على الشفاء من هذا المرض يكون شخص أفضل بكثير من شخص معافى من الأمراض الجسدية ولكنه يعانى من الاكتئاب والتوتر والقلق أو الخوف والفوبيا من شىء وأعتقد ان المرض النفسى يوجه الفرد ويدفعه نحو مشاكل أكبر وأصعب كالإرهاب والعنف والمخدرات والعزلة عن الناس وارتكاب الجرائم.
وفى النهاية أتمنى أن يتم الاهتمام بالطفل بشكل عام ونفسيته بشكل خاص حتى نخرج جيل من الأطفال خاليين من الأمراض النفسية قادرين على مواجهة الأزمات والصعوبات فى حياتهم وحتى يكونوا قادرين على رفع راية العلم والتسلح بالمعرفة من خلال كونهم فى مراكز علميه مرموقة حتى نساهم جميعاً وبيد واحده فى إعلاء شأن الأمة من خلال العمل والجد والاجتهاد والإصرار والعزيمة.
إيمان مصطفى تكتب: حتى يكون لدينا طفولة خالية من الأمراض النفسية
الجمعة، 29 يوليو 2016 12:00 م
أطفال - صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة