دليلك للسير فى طرقات الـ"جراند أوتيل".. من اتهامات بالسرقة من مسلسل إسبانى حتى الإغراق فى المتعة لآخر لحظة.. كيف أطاح الشباب بنظرية البطولة المطلقة؟ ومنحتنا "الدراما" كل هذا الأمل؟

الأحد، 03 يوليو 2016 03:00 م
دليلك للسير فى طرقات الـ"جراند أوتيل".. من اتهامات بالسرقة من مسلسل إسبانى حتى الإغراق فى المتعة لآخر لحظة.. كيف أطاح الشباب بنظرية البطولة المطلقة؟ ومنحتنا "الدراما" كل هذا الأمل؟ مسلسل جراند أوتيل
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أوشك موسم رمضان 2016 على الانتهاء، وهو الموسم الذى ربما يربك صناع الدراما التلفزيونية فى مصر كثيرا، ويعيد ترتيب الحسابات بعد تألق نجوم وأفول آخرين، فلم تعد نظرية "نجم الشباك" الذى يلعب كل من حوله دور السنيد ذات معنى وسط تألق الشباب فى البطولات الجماعية، مع الأخذ فى الاعتبار أيضا ما حققه ثلاثة من الكتاب الشباب من نجاح لافت مع "يسرا" فى مسلسل "فوق مستوى الشبهات" ولعل يسرا هى الناجية الوحيدة من هذا الجيل الذى خسرت رهانات معظمه أمام مشاهد ذكى لم يعد يرضى بالقليل من دراما واعدة وغد يبشر بالمزيد.

"جراند أوتيل" المسلسل الذى لاحقته اتهامات سرقة السيناريو من نسخته الأسبانية قبل عرضه على الشاشة حيث كتبه تامر حبيب وأخرجه محمد شاكر خضير، استحوذ على قلوب وعقول المشاهدين كعمل متكامل قلما تقابل مثله فى دراما صارت سهلة فى السنوات الأخيرة، إلى جانب البطولة الجماعية للنجوم الشباب، فإن إبداع أمين أبو حافة فى الموسيقى التصويرية، وما فعلته مصممة الأزياء ياسمين القاضى، وما رتبه أحمد خضير مهندس الديكور لفت النظر إلى فريق ما وراء الكاميرا أكثر من أى وقت مضى.

ربما يعيد الجراند أوتيل ترتيب حسابات بورصة النجوم فى السنوات القادمة، ليهز الشباب عرش النجوم الكبار كدورة طبيعية لعجلة الزمن.

1

أحمد داوود.. مراد بك


للعام الثانى ينجح النجم الشاب أحمد دواد فى اختيار أدواره، بعد تجربة ناجحة العام قبل الماضى مع نيللى كريم فى سجن النسا، حيث لعب دور صابر الواطى، مع ممثلة اعتادت أن تمثل بكل جوارحها ثم ظهر رساما بوهيميا فى فيلم "هيبتا" متحررا من كل أدوار الشر يرسم حبيبته صورا على الحائط، ولمرة ثالثة يفاجئنا داوود الذى اعتاد ألا يفاجئنا إلا بموهبته الفذة فى دور مراد بيه بجراند أوتيل، يتضاءل أمام حبيبته سكرانا باكيا وهو يقرأ خطاب هربها ويعود لينتقم من كل ممن يزيحها من طريقه، ويواصل الانتقال بين شياطينه التى تتلبس المشاهد قبل أن يرتديها.

داوود يختار نبرة صوته إذ أراد أن يمثل، صوته حين كان سائقا للميكروباص ليس هو نفس الصوت الذى اختاره ليكون مراد به الثرى الوسيم والشرير أيضًا، من نبرة صوته ستعرف أن "نازلى" نقطة ضعفه التى سعى طويلا لامتلاكها فضاعت من بين يديه، وستشعر بهشاشته التى يخفيها خلف مشيه متكبرة ونظرة متعجرفة لكنها سرعان ما تنفض سريعًا حين يرى "نازلى" تتركه فيحار المشاهد بين التعاطف والكراهية.

2


أمينة خليل.. نازلى هانم


كان من الممكن أن تسقط أمينة خليل فى فخ "إنجى" بطلة رد قلبى، وتعيد إنتاج مريم فخر الدين فى فيلمها الأشهر خاصة وأنها ابنة باشا وحبيبها الفقير اسمه "على" أيضًا، إلا أن النجمة الشابة رأت فى عينيها الواسعتين حلا لكل ما قد يقابلها من صعوبات فى أداء دور "نازلى".

أمام مراد بك زوجها وابن عمها الذى يحبها منذ الطفولة تستخدم "أمينة" نظرتها الباهتة، وابتسامتها التى تقصد أن تكون مصطنعة لتليق بعلاقة فرضت عليها ولم تستطع منها فكاكا، وأمام عمرو يوسف حبيبها الفقير، تستخدم "نازلى" شعاعا أخر تطلق من عينيها سهاما وترسم ابتسامة أخرى تليق بقصة حب كبيرة.

وفى مشهد مؤثر تتحول نازلى إلى الحبيبة المخزولة بعد أن يرفض على الهرب معها، تتغير نظراتها له من الهيام إلى الانكسار والخيبة وهكذا حتى تعود علاقتهم مرة أخرى وتستجمع بريق عينيها فى نظرتها له.

إلى جانب موهبتها الكبيرة، فإن جمالها الأخاذ وأناقتها اللافتة تجعل من "أمينة خليل" نجمة صف أول فى المستقبل القريب إن التفت إلى أدوارها بعناية ولم تستعجل النجاح وإن كنت أشك فى ذلك من فتاة تعلمت فن التمثيل فى أهم مسارح أمريكا.

4


ندى موسى.. آمال


رغم أن دورها أصغر من دور "أمينة خليل" شقيقتها إلا أن ندى موسى، تمكنت ببراعة من دور الفتاة المنسحقة أمام توجيهات أمها المسيطرة "قسمت هانم"، واستطاعت أن تنتقل بين أكثر من حالة بصدق شديد، حتى أن مشهد بكائها لما رغبت فى حمل طفلها "أدهم أو سليم" المنسوب إليه زورا، ابكت جميع المشاهدين وحولتها من دور الشريرة إلى الفتاة المغدورة ضحية تسلط الأم.
تلعب ندى موسى بملامحها البريئة وقسمات وجهها التى توحى لك بالتوتر والقلق وهى التى تخشى أن تنكشف فعلتها ويكتشف زوجها حملها الوهمى، وبنبرات صوت متوترة وحائرة تقف أمام أمها "قسمت هانم" كل مرة تطلب أن تطمأنها على مصير الكذبة التى مجرد ما أن تنكشف حتى تتحول "آمال" من الخضوع إلى التمرد على الأم بعدما تخسر زوجها وحياتها وكل شىء.

7

محمد حاتم.. إحسان بك


هذا أيضًا نجم قادم، بنبرة صوته المتهدجة وابتسامته الطيبة ينقل لك دور ابن الباشا الطيب الذى تربى على القيم والأصول فيضحى لأجل زوجته ويعترف بجريمة لم يرتكبها، وأمام نظراته الخجولة لا يمكن للمشاهد إلا أن يحب إحسان بك الزوج المخدوع فى طفله، ضحية مؤامرات حماته ورغبة أمه فى السيطرة عليه، كل هذا يحدث و"حاتم" لا يخذل جمهوره أبدا ويؤدى دوره أفضل مما حلم به المخرج والسيناريست معا.

يكتشف "إحسان" خداع زوجته حين يموت الطفل، وفى مشهد يتوقف أمامه المشاهد طويلًا يجرى طائشا فى الفندق "ابنى عايش.. سليم مماتش" وهو يرسم ابتسامة تملأ وجهه وصوته فرحا سعيدًا، ثم يرى أن للطفل أخا توأم فيضعهما فى سرير واحد وتنطفئ سعادته فجأة وتبدأ حياته فى التفكك، سيذكر المشاهد محمد حاتم باسم "إحسان بك" طويلًا وسيكون عليه أن يقدم أكثر لكى ننسى براعته فى الجراند أوتيل.

5


دينا الشربينى.. ورد


إذا لم تعود دينا الشربينى للتمثيل فمن يمثل إذن؟، بعد إدانتها ،تقرر دينا أن تنتقم من كل من لوح بإبعادها عن لعبتها المفضلة "التمثيل"، تتألق فى دور ورد الخادمة الوصولية التى تقيم علاقة مع مراد بك طمعا فى الترقى ثم تلتف حول رقبة "أمين" كحية سامة حين تعلم إنه سيرث الجراند أوتيل، أمام نظراتها الحادة الطامعة والطامحة وعنادها لكى تصل يشعر المشاهد إنه أمام "خادمة لا تشبع" كمثل ما تريد أن تقوله ورد وأكثر، وفى مشهد صامت تماما تنضح عينيها بالرغبة حين تقابل مراد بك فى طرقات الفندق ويتوقع المشاهد على الفور أن نظراتها الراغبة ستنتهى بها إلى غرفة نومه وهو ما حدث بالفعل، دون أن تسقط دينا فى شباك الافتعال التى تسببت فى أفول نجوم كثر.

6


محمد ممدوح.. أمين


هذا دور يستحق جائزة، جائزة أفضل ممثل، أفضل من لعب دور درويش دون حضرة، فى دوره أمين تشعر وأن "ممدوح" نجا من الإعاقة الذهنية وولد سليما بمعجزة إلهية، شاب طيب زاهد لا يطلب شيئا ولا يعنيه إلا حبه لورد التى يضحى لأجلها بكل شىء، وأمام "لزمة" عينيه التى تفتح وتغلق وتلعثمه المقصود فى الكلام وضحكته التى تأتى على شكل نغمات متقطعة لا تخرج إلا من عيال الله الطيبين يقول أمين ما لا يقال، ويمثل كما لم يسبقه أحد إلى هذا الدور من قبل.

3

عمرو يوسف.. على


يأتى عمرو يوسف فى ذيل القائمة لا لأنه لا يستحق بل لأنه الأقدم بينهم، وأخذ فرصته فى البطولات الجماعية أكثر من مرة بوسامته التى تمكنه من أن يحل محل حسين فهمى فى الدراما والسينما، ولكنه كان جزءا هاما من نجاح العمل، ولا ينسى أحد مشهد وفاة شقيقته ضحى محترقة، حين انفعل باكيا مجنونا يريد أن يلقى بنفسه فى النار لأجلها، ولا أفهم لماذا لا يشعر المشاهد بالحنق تجاه على الذى يحب امرأة متزوجة ولا يغضب من "نازلى" التى تخون زوجها؟، الإجابة وحدها عند عمرو يوسف وأمينة خليل الذين جعلا من الخيانة عملًا محببًا إذا كنا سنرى مشاهدا بهذا الجمال والرقى.

ولولا أن ما سبق قد خصص للشباب، لكتبنا أضعافه فى مديح أنوشكا، وسوسن بدر، ومحمود البزاوى، ورجاء الجداوى، وشيرين الذين أضافوا للمسلسل قيمة لا تتحقق إلا بوجودهم مجتمعين كحائط صلب يستند عليه النجوم الشباب وينهل منه ليشرب المشاهد من نهر "الجراند أوتيل" العذب.

وإذا كان الاقتباس من الدراما الأجنبية سيخلق لنا عملا بهذا الجمال والإتقان، فليبحث كل سيناريست عن بغيته فى بلاد الغرب، لولا إننا نعرف جميعا أن كل الكتاب ليسوا تامر حبيب، الذى يجيد رسم العلاقات المعقدة والمتشابكة منذ فيلمه الأشهر "سهر الليالى".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

Osama

مقال رائع جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

الدكتور سامر جرانة

انجح و افضل مسلسل ....انوشكا تستحق افضل ممثلة...مثلت الشخصية باقتدار و شياكة و عمق

عدد الردود 0

بواسطة:

Enas

اجابة سؤالك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة