هناك علاقة قوية بين المواطن ووسائل المواصلات، حيث إنه لا يستطيع أن ينتقل إلى أى مكان لقضاء ما يريد إلا بعد استقلاله إحدى وسائل المواصلات، إلا أن هذه العلاقة قد تتسم ببعض الملل بسبب الزحام أو عدم وجود الوسيلة أحيانًا، وقد تتصل بمشكلات أكبر يفتعلها السائقون ضد الركاب بشكل يومى وبدون أى أهداف واضحة.
تبدأ رحلة المواطن عادة منذ الصباح بمحاولة استقلال وسيلة مواصلات مناسبة قاصدًا مقر عمله أو لتأدية مهام معينة، ولكن أحيانًا تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث يجد "الموقف" فارغًا من وسائل النقل أو أن السائقين قد اتفقوا على خط سير معين، أو يجد عددًا كبيرًا من "الركاب" ولا يستطيع الوصول إلى السيارة، وقد يجد الوسيلة ولكن بداخلها سائق لا يعرف إلا المال، فقد قرر من تلقاء نفسه زيادة "الأجرة" أو "تقطيع الطريق" لمسافات وكل مسافة بأجرة جديدة.
المشكلة الأساسية التى يمر بها المجتمع المصرى من زمن بعيد هى "الانفلات الأخلاقى"، حيث تجد أن الصعوبة فى تأدية مهامك هى وسيلة المواصلات التى تنقلك للمكان المراد الوصول إليه، وليست المشكلة فى الوسيلة، بل فى السائق الذى ستتعامل معه "ميكروباص – تاكسى – توك توك" وغيرها من الوسائل، فقد وصل الحال بنا إلى أن يكون أكثر من نصف السائقين شباب أميين.. يتعاطون المخدرات أثناء القيادة.. يعشقون صوت الكاسيت المرتفع.. ولا يهمهم سوى جمع المال "الأجرة".. وقد يكونوا أطفالاً لا تأمن على حياتك أثناء قيادتهم ولا تأمن على حياة الآخرين أيضًا من سلوكياتهم على الطريق.
وتوضح المادة رقم (63) من قانون المرور رقم 66 لسنة 73 المعدل بالقانون رقم 155 لسنة 99، أنه على المشاة وقائدى جميع المركبات التزام قواعد المرور وآدابه واتباع إشارات المرور وعلاماته وتعليمات رجال المرور والشرطة، ويصدر وزير الداخلية القرارات اللازمة لبيان قواعد المرور وآدابه وإشاراته وعلاماته، كما يضع الحدين الأقصى والأدنى لسرعة المركبات عند الحاجة، وللمحافظ عند الاقتضاء أن يحدد السرعة فى المناطق التى يعينها داخل حدود المحافظة.
وتؤكد المادة رقم ( 72) مكرر بقانون المرور، أنه يتم سحب رخصة القيادة لمدة لا تقل عن ثلاثين يومًا ولا تزيد على ستين يومًا إذا ارتكب قائد المركبة فعلاً من الأفعال الآتية:
• السماح بوجود ركاب على الأجزاء الخارجية للمركبة.
• قيادة المركبة ليلاً بدون استعمال الأنوار الأمامية المقررة والأنوار الخلفية الحمراء أو عاكس الأنوار المقررة وذلك حتى ولو كان عدم استعمال الأنوار يرجع إلى عدم صلاحيتها أو عدم وجودها بالمركبة.
• استعمال الأنوار المبهرة للبصر أو المصابيح الكاشفة على وجه مخالف للمقرر فى شأن استعمالها.
• وقوف المركبة ليلاً فى الطريق فى الأماكن غير المضاءة بدون إضاءة الأنوار الصغيرة الأمامية والأنوار الحمراء الخلفية أو عاكس الأنوار المقررة.
• استعمال قائد المركبة لها فى غير الغرض المبين برخصتها.
• ترك المركبة بالطريق بحالة ينجم عنها تعرض حياة الغير أو أمواله للخطر أو تعطيل حركة المرور أو إعاقتها.
• عدم اتباع قائد المركبة لإشارات المرور وعلامات وتعليمات رجال المرور الخاصة بتنظيم السير.
• عدم التزام قائد المركبة الجانب الأيمن من نهر الطريق المعد للسير فى الاتجاهين.
• عدم إبلاغ قائد المركبة الجهات المختصة عن الحادث الذى وقع له ونشأت عنه إصابات للأشخاص كذلك عدم الاهتمام بأمر المصابين أو نقلهم لأقرب مركز إسعاف أو مستشفى عند الضرورة.
• قيادة مركبة آلية بسرعة تجاوز الحد الأقصى للسرعة المقررة أو بطريقة تعرض الأرواح أو الممتلكات للخطر.
• قيادة مركبة آلية غير مرخص بها أو كانت رخصتها قد انتهت مدتها أو سحبت رخصتها أو لوحاتها المعدنية.
• قيادة مركبة آلية خالية من الفرامل بنوعيها أو كانت جميع فراملها أو إحداها غير صالحة للاستعمال.
• قيادة مركبة برخصة قيادة لا تجيز قيادتها.
• تعمد قائد المركبة تعطيل حركة المرور فى الطريق أو إعاقتها.
• استعمال أجهزة التنبيه على وجه مخالف للمقرر فى شأن استعمالها.
• اعتداء قائد المركبة على رجال المرور بالقول أو بالفعل أثناء أو بسبب تأديتهم للوظيفة.
• استعمال المركبة فى مواكب خاصة أو فى تجمعات دون تصريح من الجهات المختصة.
• مخالفة مركبات النقل لشروط وزن الحمولة أو ارتفاعها أو عرضها أو طولها.
• السير فى عكس اتجاه حركة المرور فى الطرق.
• ومع عدم الإخلال بحكم المادة 73 يجب أن يتم سحب الترخيص من المخالفات بمعرفة ضباط المرور.
ورغم تحديد القانون للعلاقة بين السائق والمركبة وعلاقتهما بالركاب والطريق وآداب المرور، إلا أن جشع السائقين يتزايد بشكل مفجع يهدد المجتمع، فقد تجد نفسك مثلاً أمام مشكلة حقيقية أثناء محاولتك الوصول للعمل.. وفى قصة قصيرة يمكن أن نوضح حال المواطن مع سائق ميكروباص، حيث كان المواطن فى طريق عودته من العمل قاصدًا منزله، فوقف يستقل "ميكروباص".. وقف السائق وركب المواطن ثم بعد تحركه وبصوت عال قال "الأجرة جنيه ونص يا جماعة أى حتة".. بدأ جميع الركاب يتفاوضون معه لأن الأجرة الحقيقية جنيه واحد.. أما السائق ومعه اثنان من أصدقاء السوء يشعلون "سيجارة حشيش" فى مقدمة السيارة، وفى نفس الوقت يتراجع بالسيارة للخلف قاصدًا إعادة الركاب لنفس المكان الذين أتوا منه مرة أخرى بسبب اعتراضهم على زيادة الأجرة، الأمر الذى جعل "المواطن" الذى نحكى عنه يلوم السائق، إلا أنه لم يستمع إليه، بل بدأ يسدد له أبشع الألفاظ والسباب ووعده وتوعده بالضرب عند الوصول.
لم يعتنِ المواطن بكلام السائق، حيث إنه يعرف كيف يفكر هؤلاء وكيف يتصرفون، وأن ما حدث معه ومن فى "الميكروباص" أقل ما يحدث يوميًا لغيره من المواطنين، إلا أن السائق لم يتوقف عن سبابه ولم يتراجع عن قرار الرجوع بالركاب مرة أخرى، ولم ينسَ أيضًا "سيجارة الحشيش" بيده.. إلا أنه فور وصوله سبَّ المواطن قبل النزول، الأمر الذى دفع المواطن إلى الاستنجاد بالشرطة، حيث كان يقف أحد "أمناء شرطة المرور" بالقرب منه، وبدأت رحلة جديدة لذلك المواطن بعد نزول باقى الركاب، واصطحاب أمين الشرطة لـ"السائق وزميله والمواطن" إلى أقرب كمين أمنى.
فى الكمين.. سأل الضابط أين رخص السائق، فرد "موجودة ياباشا" وبالنظر إليها تبين أنها منتهية وأن السيارة ليست ملكه، فما كان للضابط إلا سحب الرخصة وتحرير محضر بذلك، وبعدها سأل المواطن عما حدث وعندما تأكد من صحة كلامه طلب منه تحرير محضر آخر بواقعة السب والقذف وفرض أجرة أزيد من المحددة، إلا أن المواطن رفض وقال "كفاية عليه اللى حصله، ويا رب يتعلم منه"، وبعد ساعتين بالكمين لإتمام الإجراءات، وبعدما سامح المواطن فى حقه وضياع وقته، لم يرَ السائق أن ذلك كان عقابًا لما يفعله، ولم يحمد ربه على سحب الرخصة فحسب، ونسى أنه كان يدخن "الحشيش" فى السيارة، وتناسى ما فعله بالركاب، وبدأ يفكر "ماذا يفعل بالمواطن الذى أذاه من وجهة نظره".
بدأت رحلة جديدة للمواطن مع السائق بترصده وعدد من زملائه السائقين، وتحركوا خلفه وبعد استقلاله "ميكروباص" آخر صعدوا وراءه قاصدين إهانته والاعتداء عليه وبصوت عال قالوا "هنموتك يا كلب ومحدش هيعرفلك طريق"، وانهالوا عليه بالضرب حتى استطاع أن يتغلب على أحدهم ويقفز من "الميكروباص" قاصدا سيارة نجدة بالطريق، فلما رأوه طلبوا من السائق الإسراع للإفلات من الشرطة.. ذهب المواطن حيث شاء ولكن بعد ضياع وقته وبعد إهانة لا يتحملها أحد، وقد يلاحقه هؤلاء مرة أخرى.
إن سلوكيات السائقين التى ظهر بعضها فى القصة سالفة الذكر، وغيرها من المخالفات التى يرتكبها السائقون كالقيادة تحت تأثير المخدرات، والسرعة الجنونية، وكثرة التشاجر مع زملائهم والركاب، ومحاولة فرض السيطرة واستخدام القوة، وعدم الالتزام بخط السير المحدد، وعدم الالتزام بقواعد وآداب المرور، قد تدفع المواطن للاشتباك معهم، وقد تنتهى بكارثة محققة على الطريق، وينتج عن مثل هذه السلوكيات الخاطئة حادث تصادم، أو انقلاب السيارة، وغالبا ما تسفر جميعها عن وقوع ضحايا.
موضوعات متعلقة..
أسباب تزايد حوادث الطرق.. 80% منها سببها العنصر البشرى.. مدحت قريطم: عدم الالتزام بقواعد المرور أبرز العوامل.. وأطالب بتركيب مسجل لحظى فى السيارات.. ومصدر أمنى: 86% بالطرق الداخلية و14% للطرق السريعة
المرور تضبط 27 سائقا يتعاطون المواد المخدرة أثناء القيادة بالطرق السريعة
"المرور": تسجيل 2269 مخالفة سير بسرعات جنونية بالرادار أعلى الطرق السريعة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة