زينب عبداللاه

هل يطمح مختار جمعة فى احتلال منصب الإمام الأكبر؟

الأحد، 31 يوليو 2016 02:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتعامل وزير الأوقاف مع المساجد وأئمتها ودعوات تجديد الخطاب الدينى وكأنه يتصرف فى ممتلكاته الخاصة أو فى محتويات عزبة يملكها، وهو ما ظهر جليا فيما افتعله مؤخرا من أزمة الخطبة المكتوبة، التى قرر منفردا ودون الرجوع إلى الأزهر تطبيقها وإجبار أئمة الأوقاف وكل من يعتلى المنبر على الالتزام بها، وهو ما أثار غضب الأئمة وكبار علماء الأزهر، الذين عدوها إهانة لهم وتقليلا وتشكيكا فى قدرتهم على الاجتهاد، بتحويلهم إلى مجرد قراء للخطبة فقط، وأصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر بيانا لرفضها، مؤكدة أن الخطبة المكتوبة تعمل على تسطيح الفكر وتجميد الخطاب الدينى، ودعا أئمة الأوقاف لتنفيذ قراره والالتزام بالخطبة المكتوبة، متجاهلا ما قرره الأزهر وعلماؤه، ومفتعلا صراعا جديدا مع أكبر مؤسسة دينية إسلامية فى العالم، رغم أن شيخها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أستاذه وهو من رشحه لمنصب وزير الأوقاف، ورغم أن الوزارة تعمل طوال تاريخها كجزء من الأزهر.

ومنذ تولى د. محمد مختار جمعة منصب وزير الأوقاف وهو يحرص على العمل منفردا بعيدا عن الأزهر، ويفتعل الأزمات ليظهر بمظهر حامل لواء التجديد ومحارب الجماعات المتشددة وحده، رغم أن معظم قراراته تصب فى صالح هذه الجماعات، وتشغل العلماء بقضايا هامشية وتوحى بتأجج الصراع بين علماء المؤسسة الدينية الرسمية، وتبين وجود صراع بين الأزهر والأوقاف.

كما طرح «جمعة» نفسه ووزارته كرواد تجديد الخطاب الدينى بعيدا عن الأزهر، حيث سبق وعقد مؤتمرا تحت عنوان «تجديد الخطاب الدينى» دون حضور ممثل عن الأزهر رغم حرصه على دعوة عدد من المفكرين والوزراء للمؤتمر، بينما صرح أحد وكلاء وزارته بأن محاولات الأزهر لتجديد الخطاب الدينى حبر على ورق. كل هذه المحاولات والأزمات التى يفتعلها وزير الأوقاف بين الحين والآخر لا تصب إلا فى صالح الجماعات المتشددة، وتسىء إلى صورة علماء الأزهر ومشايخ المؤسسة الدينية الرسمية، وهى أبعد ما تكون عن مفهوم تجديد الخطاب الدينى، وتختزله فى مجرد لافتات وشعارات يرفعها وزير الأوقاف بين فترة وأخرى، وتثير غضب العلماء والأئمة.

سيادة الوزير.. لن يجدى عزفك منفردا على نغمة تجديد الخطاب الدينى، ولن تستطيع أن تخطو خطوة نحو التجديد وأنت تناصب الأزهر وعلماءه وشيخه العداء الخفى وتسعى لمنافسته، فلا تعمق الفجوة بين العلماء ولا تشغلهم وتشغل الناس بمعارك صغيرة، فى ظل ما يواجهه الوطن من أخطار تحتاج لتكاتف العلماء والمؤسسات الدينية لمواجهة الفكر المتطرف وتقديم صورة الإسلام الوسطى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة