طارق الخولى

30 يونيو انقلاب شعبى «1»

الإثنين، 04 يوليو 2016 03:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تأتى فى عمر الأمم لحظات، تقف الكلمات عاجزة عن وصفها، فهى أعظم وأجل من أن توصف، لقد أذهل المصريون الجميع، صنعوا ما لم تصنعه شعوب قبلهم، انعقدت فى 30 يونيو 2013 الجمعية العمومية لهم فى ميادين الحرية، ليتخذوا قرارا بالإطاحة بنظام فاشى فاسد جثم على أنفاسنا لما أُزيح عمت الفرحة والابتهاج، كل أنحاء المحروسة العامرة بأهلها الأحرار.
سيقف التاريخ طويلاً ليتأمل ويحلل كيف تناغمت كل القوى لنرى هذا المشهد الرائع فى 30 يونيو. فيعود الفضل فى توحد الجميع إلى جماعة الإخوان التى صنعت بغطرستها ما كان يصعب فعله على مدار عشرات السنوات. فنرى الشعب والجيش والقضاء والداخلية معاً فى مواجهة احتلال الإخوان الماسونى لمصر.
فقد مرت أيام طويلة من المعاناة منذ أن خرجنا فى ظهيرة يوم 25 يناير 2011، لقد خرجنا من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، لنصنع ما لم يصنعه الآباء والأجداد، فنسقط نظاماً بلغ من القوة والقمع مبلغا كبيرا، ليستبدل بنظام أكثر قمعا وفسادا، يستخدم الزيف والكذب على البسطاء من الناس، لترجع مصر إلى عصور الظلمات، ويهدم حلم ثوار يناير فى إقامة الدولة الديمقراطية الحديثة.
لقد ابتلينا فى عهد الإخوان، بنظام قادته لا يترددون، رغم مظهرهم الإسلامى، فى أن يرتكبوا كل ما يخالف الإسلام، فيكذبوا ويظلموا ويقتلوا باسم الدين، ويستخدموا أعضاء جماعتهم الذين لا يفهمون أو يدركون شيئا سوى أوامر قيادتهم، الذين سيطروا عليهم بمعتقدات نصرة الإسلام، والجهاد فى سبيل الحق.
فقد بات واضحا فى عام 2013، أننا قد وصلنا إلى عنق الزجاجة، فى الصراع ما بين قوى الحق التى ضحت كثيرا بالعرق والدماء من أجل مصر، وقوى الباطل التى استخدمت الدين، فمنعت الخروج على الحكام، وعقدت الصفقات مع الأنظمة المتعاقبة.
الطريق إلى 30 يونيو، كان ممهدا أمام كل المصريين، لنحمل فوق أعناقنا مصر الحبيبة، ونصل بها إلى بر الأمان، فنخلصها من الاحتلال الإخوانى، الذى إن كان قد تمكن فلن يشهد الوطن إلا كل بؤس، فتتحول مصر، بكل تاريخها وحجمها وعظمتها، إلى سوريا أو يمن أو ليبيا جديدة.
فكل ما كنا ننسعى إليه هو بناء الجمهورية الثالثة، دولة قائمة على قيم العدل والمساواة، فقد تعلم الثوار من أخطائهم السابقة، ووضعوا تصورات لما بعد سقوط حكم الإخوان، بإسناد رئاسة الجمهورية لرئيس المحكمة الدستورية العليا، وتشكيل حكومة تكنوقراط وطنية واسعة الصلاحيات، لإدارة الدولة خلال المرحلة الانتقالية، وتشكيل مجلس تشريعى لإصدار تشريعات العدالة الانتقالية، وتشكيل جمعية تأسيسية، تُخرج دستوراً توافقياً للبلاد، يتم من بعده إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، على ألا تزيد المرحلة الانتقالية على عام.
فخروجنا فى 30 يونيو ليس لإسقاط شرعية مرسى التى يقول إنها أتت بالصناديق، وإنما لاستعادة الشرعية التى اغتصبها مرسى، حينما خالف وعوده بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية، وأصدر إعلاناً دستورياً اعتدى به على كل الأعراف الدستورية والقانونية، ليخرج لنا دستورا مشوها وُضع خلسة فى جنح الظلام، ليحاصر المحكمة الدستورية العليا، وتبدأ قيام شرعية الغاب، ليغتصب الوطن وينتهك أبناؤه.
فكما خرجنا فى 25 يناير 2011، وأرواحنا على أكفنا، وصدورنا عارية، تتلقى رصاص الغدر، فقد خرجنا فى 30 يونيو 2013 لإنقاذ الوطن من الخائنين، ولم ترهبنا تهديدات القتل التى أطلقت، فقد كسرنا حاجز الخوف ولن يشيد بعد اليوم، فيا مصر يا جميلة الجميلات التى عشقتها أكثر من نفسى الحبيبة التى ذبت فيها حباً تستحقين أن تكونى أبهى بلدان المعمورة سنستمر على العهد أبناء مخلصين ولن نحيد عن الحق حتى يقضى الله أمره.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة