وسردت دلال عبد القادر، "المسحراتية"، لـ "اليوم السابع" كواليس قصتها، حيث: "قالت ولدت فى أسرة متوسطة الحال بمنطقة البساتين، وكان والدى يعمل مسحراتى، إلا أنه مات وأنا طفلة، ثم ذهبت المهنة إلى شقيقى الأكبر، الذى كان يعمل طوال الليل من أجل توفير جنيهات معدودات يصرف بها على أشقائه، لكن المرض بدأ ينهش فى جسده، حتى مات فجأة".
وتابعت "المسحراتية"، "لم أجد حلاً سوى العمل بدلاً منهما واستكمال المسيرة، ولم أبالى بتهكمات البعض، فكان هدفى واضحا وهو البحث عن مصدر رزق حلال يدر علينا أموالاً ننفق منها أنا وأبنائى وشقيقى".
وقالت "المسحراتية"، أسير عشرات الكيلو مترات على قدمى لا أبالى بالظلام أو أصوات الكلاب، حتى ينتهى عملى مع أذان الفجر، وفى الغالب أتناول سحورى فى الشارع، وراضية بما أفعل وما أقدمه للناس، وما أحصل عليه من مال فى بعض الأحيان أو حتى مأكولات فى أحياناً أخرى.
وأردفت "المسحراتية" مؤمنة أن "اليد البطالة نجسة" وأن العمل أفضل عبادة، لذا أحرص بعد إنتهاء شهر رمضان فى البحث عن مصدر رزق أخر يدر علينا أموالاً على مدار العام، وأعمل فى مهنة "المسحراتى" منذ 5 سنوات وسأكمل المشوار حتى تذهب روحى لبارئها.
وتابعت، شهر رمضان كله عمل وعزيمة، لا شهر استرخاء وتكاسل، فأبدأ فى تجهيز نفسى من بعد الإفطار، وأنطلق فى حدود الساعة 12 ولا أعود إلا بعدما أمر على جميع الشوارع فى منطقة البساتين التى أقطن بها، وأحرص خلال عملى على مداعبة الأطفال بأسمائهم حيث يحرصون على السهر لانتظارى حتى أمر من أمام منازلهم وأنادى كل شخص باسمه.
وتقول "المسحراتية"، رغم أنى سيدة إلا أننى أعمل فى أى شىء، المهم أن يكون عملا حلالا، والناس تتعاطف معى باستمرار، وسعيدة بهذه المهنة التى لن تنقرض أبداً مهما ظهرت وسائل التنبيه الحديثة لأنها جزء لا يتجزأ من شهر رمضان المبارك.
دلال عبد القادر أثناء الحوار مع اليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة