"شيخ الملقنين" يحل لغز اختفاء همزة الوصل من لغة المسرح.. محمد زيان يروى لـ"اليوم السابع" ذكرياته مع كبار فنانى الزمن الجميل: لقنت "بافاروتى".. ويوسف وهبى رفع علىَّ المسدس من فوق خشبة المسرح

الإثنين، 04 يوليو 2016 07:00 م
"شيخ الملقنين" يحل لغز اختفاء همزة الوصل من لغة المسرح.. محمد زيان يروى لـ"اليوم السابع" ذكرياته مع كبار فنانى الزمن الجميل: لقنت "بافاروتى".. ويوسف وهبى رفع علىَّ المسدس من فوق خشبة المسرح محمد زيان شيخ الملقنين
كتبت منة الله حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"اتكلم يا أستاذ، ارجع للدور قول، تطلع مين دى تكنش مراتك يا واد يا شديد".. جميعنا لا ننسى تلك الجملة الشهير التى خرجت من داخل الصندوق الخشبى فى آخر مشهد من فيلم "إشاعة حب"، ذلك الصندوق الذى يجلس بداخله رجل يُعد همزة الوصل بين الممثل المسرحى والجمهور.

كان فنانونّا الكبار أمثال على الكسار ويوسف وهبى ونجيب الريحانى والقدير فؤاد المهندس لا يقفون على خشبة المسرح دون أن يروا ذلك الرجل داخل كنبوشته، لأنه الأمان للممثل والجندى المجهول الذى يحفظ النص كاملاً عن ظهر قلب، فهو الملقن "مفتاح الممثل" الذى يصل به إلى قلب الجمهور.

امتلأ المسرح المصرى بالعديد من الملقنين المتميزين يحملون رتبة فنان؛ أمثال محمد هلال ومحمد تهامى ومحمد بدير وإبراهيم توفيق والشيخ صفوت الذى كان الملقن الخاص للفنان القدير يوسف وهبى.. ومحمد زيان الذى تحدث لـ"اليوم السابع" عن تلك المهنة التى عمل فيها بمحض الصدفة؛ ولكن لحبه الشديد للفن والتمثيل المسرحى خاصة تميز وأثبت جدارته حتى لقب بـ"شيخ الملقنين".

بدأ زيان عمله كممثل مسرحى منذ عام 1961، ثم قدر الله عز وجل له أن يعمل ملقنًا عام 1973 عندما تخلف ملقن مسرحية المبروك عن حضور العرض ورشحه الفنان محمود المليجى بطل المسرحية ليكون الملقن، ومنذ ذلك اليوم تبدل لقبه من ممثل إلى ملقن، كما أنه سافر إلى دول الخليج وعمل مخرج مسرحى، وأخرج 13 مسرحية نالت استحسان الجميع.

يقول شيخ الملقنين، إن هذه المهنة هى أصعب المهن التى تقف على خشبة المسرح، لأنها تستلزم متابعة الممثل طوال العمل الفنى وتلقينه وإلهامه ببعض الأفكار والإفيهات بمنتهى الحرفية للضحك أثناء العرض المسرحى، كما أنه يلتزم بحفظ النص كاملاً.

لكل مهنة أسرارها وعلاماتها، فتلك المهنة يكمن سرها فى القلم الرصاص الذى لا يمكن للملقن أن يدخل كمبوشته دونه؛ لتدوين كافة المصطلحات الفنية والجمل الخارجة عن النص أثناء العمل، بالإضافة إلى استخدامه كمنبه للممثل، فالملقن يضيف لقلمه الرصاص قطعة حديدية كى ينقر بها على خشبة المسرح كى ينتبه الممثل لجمله أو حركة معينة.

وعن قوة الملاحظة والذكاء على المسرح والتواصل بين الملقن والممثل أكمل محمد زيان شيخ الملقين حديثه، قائلاً: فنانونا الكبار جميعهم أذكياء يفهموننى بنظرة العين، أمثال أمين الهنيدى ومحمد عوض وسمير غانم وأحمد بدير ويوسف وهبى وحسن يوسف وفؤاد المهندس، خاصة المبدع محمود المليجى "أعجب ممثل فى التاريخ"، فإنه يسمع جملة النص منى ولكنه يقول جملة أخرى غيرها، ولكنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالنص.

أما فريد شوقى فكان معشوقى، عملت معه تسع مسرحيات كان يقول لى "أنت ذكى" ويطمنى ويعطنى "الكلمة الحلوة اللى أحسن من أى حاجة" وعلى المسرح كان يأخذ الجملة منى ويمثل أنه حافظ النص.

واستطرد زيان: لو تحدثنا عن الفنان عبد المنعم مدبولى فكان أستاذاً فى الكلام؛ فجملته الشهيرة فى أفلامه ومسرحياته "آه يانى يأمه"وحركته وضع يده على رأسه كانت علامة للملقن أنه نسى النص، ولكنها كانت تصل للجمهور كأنها وسيلة لإضحاكهم، مثله كمثل الفنان القدير وحيد سيف وحركاته المميزة على المسرح كان يطلع على خشبة المسرح ناسيًا النص كاملاً ولكنه يؤدى دوره بإتقان ويضحك الجمهور ويأخذ أعلى "سوكسيه"، والفنان يونس شلبى كان كثير النسيان، كنت أنادى عليه على المسرح "عم يونس قولها كذا وكذا" فكان يرد "طيب إستنى شوية فيضحك الجمهور"، أيضاً الفنان مظهر أبو النجا ولكنته المعروفة "ياااااولااااا" كانت تضحك الجميع ولا أحد يفهم أنه نسى النص سوايا.

أما أطيب قلب فهما الفنان محمد عوض والفنانة خيرية أحمد كانا يجلسان على الأرض ويأكلان مع جميع العمال، وأذكر للفنان محمد عوض أيام مرضى زارنى فى البيت وأعد لى عصير البرتقالى بنفسه، ويتميز الفنان القدير عادل إمام بالتزامه الشديد على المسرح إلا بعض الجمل فيها خروج عن النص، وقد لمست ذلك بنفسى أثناء مشاركته مسرحية الزعيم.

ومن الفنانين الملتزمين بالنص أيضاً الفنان محمد رضا كان يكتب مشاهده على ورق، وكل مشهد تصاحبه رسمة معين وردة أو شجرة أو قرد وغيرها، وفى أحد العروض نسى المشهد فقلت له أثناء العرض "مشهد القرد" فتذكر وأكمل عمله، أما الفنان محمد صبحى لا يعمل معه أى ملقنين، فإنه لا يستقل المسرح دون حفظه النص كاملاً، وكذلك الجيل الذى يعمل معه تطبع بطبعه.

وواصل شيخ الملقنين حديثه لـ"اليوم السابع" قائلاً: عملت مع الفنان القدير يوسف بك وهبى "إله المسرح والأستاذ" مسرحية واحدة وكانت أسعد وأمتع ما عملت على المسرح، كان عمرى وقتها 23 عاماً وطلب منى أن أكون ملقنًا له، لأن عم صفوت ملقنه الخاص مريض، وكان يعمل وقتها 6 مسرحيات فى الأسبوع مدمجين فى مسرحية واحدة اسمها "الدنيا مسرح كبير"، فى بداية الأمر رفضت وبعد إقناع ـحد الأصدقاء ذهبت معه لمقابلة يوسف بك وهبى وكنت "مرعوب من الخوف"، وطلب منى أقول جملة وبعدها قالى "جميل جميل يالا على الكمبوشة"، وتابع "فى آخر يوم العرض خرج عن النص أثناء العرض، وكان مشهد فى خيانة فرفع مسدسه علىَّ، وقالى "أنت اللى بتلقنهم الكلام ده، ارفع أيدك يا خاين وراح مموتى".

يعد شيخ الملقنين محمد زيان أول ملقن عربى ومصرى يلقن أشهر فنانى الأوبرا العالمية "لوسيانو بافاروتى"، حيث كان بافاروتى فى زيارة إلى إحدى الدول العربية وكان من المفترض أن يلقى كلمة فى الدولة المقيمة للحفل أمام الملك ولم يستطع، فاتصل به المخرج أحمد عبد الحليم، وطلب منه تلقين الفنان العالمى هذه الكلمة، وبالفعل قام بالمهمة على الوجه الأكمل، وكان أول ملقن عربى يقلن فنانا أجنبيا عالميا، وأيضاً أول من فتح كنبوشة مسرح الأوبرا أثناء عرض مسرحية العشرة الطيبة، وأول ملقن يمثل فى مسرحياته التى يعمل فيها.

ومن المواقف التى يصعب نسيانها داخل الكنبوشة قال شيخ الملقنين: "كنت بعمل مسرحية تليفزيونية اسمها "الحلوة دى من حارة الفيل"، وأثناء العرض فوجئت بثعبان طوله 3 متر يقف على رجلى فنطيت وخرجت من الكنبوشة والجمهور أعد يضحك وافتكرها مشهد داخل المسرحية، وموقف تانى الكنبوشة ولعت وأنا بشتغل مسرحية اسمها "أنا وكحيون ربحنا المليون" والجمهور هو اللى طفاها".

كما قال زيان، إن سبب عزوف الجمهور عن المسرح ارتفاع سعر التذكرة التى تزيد عن 300 جنيه فمن سيدفع هذا المبلغ، وأيضاً ارتفاع سعر الإعلانات ويزيد عن ذلك وفى المرتبة الأولى المبالغ التى يتقاضاها النجم، حيث أنه يأخذ كل شىء ويعطى الفتات للآخرين، فإنه يتحكم فى العمل الفنى ككل ولا يعطى فرصة لأحد، وتابع "ما يؤلمنى هو تعالى النجوم علينا"، الواحد يدخل يقول كلمتين يبقى نجم ويتعالى عليا بعد كده، بس إحنا عارفنهم كويس أوى".

أمام عن أسباب اختفاء مهنة الملقن من على خشبة المسرح هو ظهور التكنولوجيا الحديثة واستخدام الممثلين للإيربيس، ولكنها فشلت جداً على المسرح، بالإضافة إلى أن بعض المخرجين من الجيل الجديد يتهمون الكمبوشة بإعاقتهم أثناء البروفات لذلك اختفت الكمبوشة واختفى الملقن إلى حد ما، فالملقن يشارك فى أى عمل مسرحى كل فترة "زى ما تجى معاه.. وإحنا ناس فتحين بيوت نعمل إيه؟!"، وتابع "لولا ما تبقى من فنانى الزمن الجميل ماكناش قدرنا نفتح بيوتنا، الحمد لله على كل شىء".

وأكمل زيان حديثه عن الضحك، قائلاً "زمان كانت الناس بيضحك من قلبها لكن دلوقتى الناس خايفة تضحك، زمان الناس كانت بتقول نكت، دلوقتى بقالى 10 سنين ما سمعتش نكت رغم أن البلد بقت جميلة ومتفائلين بالرئيس السيسى جداً ربنا يخليه لنا رجعنا تانى كشعب، إحنا بقى لازم نرجع الضحكة، ونبقى أخف دم فى العالم تانى".


موضوعات متعلقة..



5 عروض مسرحية تشارك فى المسابقة الرسمية بالمهرجان القومى للمسرح

بالصور.. عرض "8 حارة يوتوبيا" فى ختام الأنشطة الرمضانية بثقافة السنبلاوين

جامعة الإسكندرية تعيد إحياء منتخب المسرح وتعلن نتائج المسابقات الفنية









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة