أكرم القصاص

نهاية آلام الثانوية ومسخرة التعليم!

الثلاثاء، 05 يوليو 2016 07:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت أطول وأغرب سنوات الثانوية وأكثرها إثارة للجدل، بدءا من توقف الطلاب عن الذهاب للمدارس وتحول الدروس الخصوصية لأمر واقع وصولا إلى تسريب الامتحانات، ثم إلغاء وتأجيل للمرة الأولى من عقود. بالرغم من كل التصريحات والكلمات والبيانات، تظاهر طلاب الثانوية وطالبوا بإلغاء التنسيق وتغيير نظام الثانوية.

كانت الثانوية الرمز المتجسد لانهيار التعليم، وطوال عقود كان طلاب الثانوية فئران تجارب لوزراء التربية والتعليم وكبار المخططين المسيطرين فى الوزارة، تم إلغاء الابتدائية وإعادتها، وإلغاء التربية والإبقاء على التعليم، فاختفت التربية والتعليم، وبقيت الثانوية نصبا تذكاريا لكل أنواع الفشل والتراجع، تجارب متراكمة لم تنتهِ إلى حل، وكان هذا العام هو الأصعب والأكثر تعقيدا من حيث الكم والكيف والشكل والمضمون والتسريبات، والتأجيل والإلغاء.

كل الطرق تؤدى إلى دعوة واحدة.. ضرورة انتهاء الشكل الحالى للثانوية، نظام يعتبر الامتحانات هى الهدف من التعليم وليس الوسيلة، التعليم نفسه مؤشر طبقى، حيث أنواع وأشكال من التعليم لا تختلف فقط فى النوعية لكن فى شكل ومضامين الامتحانات بشكل أسهل وأيسر على التلاميذ ويوفر لهم قدرات أكبر وإمكانات أكثر ولو راجعنا نظم التعليم فى مصر نجد أن لدينا أغرب وأكثر الأنظمة تعددا وتنوعا واختلافا. لدينا تعليم حكومى هو نفسه أنواع، بين عادى وتجريبى ومعاهد قومية، والتعليم الخاص عادى ولغات و«إى. جى» وأمريكى إلخ.. نحن أمام أجيال لا تعرف بعضها، ويمكن للتعليم المنوع والمميز الذى يقود إلى مستقبل أفضل. كل هذا وهناك موازنة ضخمة للتعليم وبجانبها موازنة ضخمة للدروس الخصوصية لا تنتهى إلى شىء. هذه المنظومة المرتبكة المتداخلة مسؤولية تراكمات سنوات وعقود وتشارك فيها الحكومة والدولة والمجتمع ويحصدون نتائجها، والنتيجة هذا الواقع المرتبك الذى لا يعبر عن شىء. وبالتالى فإن التسريبات والارتباكات هى كاشفة عن أزمة التعليم وليست منشئة، والمواجهة ليست سهلة ولا مستحيلة وتحتاج إلى تفهم وتفكيك لعناصرها، لأن ترميم التعليم أشبه بإعادة ترميم بيت قديم بينما الأفضل البناء من الأرض، وهو ما يفترض أن ينتبه إليه القائمون على العملية التعليمية. لقد تم اختتام السنة الدراسية بعد الكثير من الآلام والمعاناة والمفارقات، تتداخل فيها الكوميديا بالفكاهة بالمسخرة. وكلها مؤشرات تؤكد أن النظام التعليمى لم يعد صالحا للتلاميذ، ونحن بحاجة إلى نظام جديد، ومن أبرز المفارقات أن التلاميذ وأغلبهم يستخدمون التكنولوجيا الحديثة والاسمارت فون، ويتفننون فى الاختراق والتسريب، بينما التعليم قديم تقليدى ما زال يخضع للبيروقراطية، لا يمكن أن تكون كل الأحاديث عن عاصمة جديدة وأبنية حديثة، بينما التعليم عتيق.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة