رقص الأفارقة يطرد الصهاينة من كينيا وأوغندا
بدا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مزهوا، أمس الأول، وهو يغادر تل أبيب إلى أفريقيا لزيارة «أوغندا وكينيا وروندا وإثيوبيا»، قال: «أغادر الآن فى جولة تاريخية إلى أفريقيا، وسعيد لعودة إسرائيل من الباب الواسع».
«الباب الواسع» الذى يتحدث عنه «نتنياهو» لم يقتصر على زيارات متبادلة بين إسرائيل ودول القارة، وإنما وصلت إلى حد تقديم إسرائيل طلب الحصول على عضوية الاتحاد الأفريقى بصفة مراقب، و«الباب الواسع» حاليا يعنى بالضرورة أن «إسرائيل» عانت من الأبواب المغلقة أمامها فى الماضى.
ولـ«الأبواب المغلقة» قصة، فحسب مذكرات محمود رياض، وزير خارجية مصر من عام 1964 حتى عام 1972، ثم أمين عام جامعة الدول العربية من عام 1972 حتى استقال عام 1979 بسبب كامب ديفيد، فإنه حتى يوم 4 يناير عام 1961، كانت صورة إسرائيل فى معظم الدول الأفريقية أنها دولة حصلت على استقلالها حديثا بعد كفاح مرير ضد الاستعمار البريطانى الذى كان يحتل أراضيها، وأنها تتعرض لتهديد الدول العربية بالقضاء عليها والاستيلاء على أراضيها.
وفى يوم 4 يناير عام 1961 استضافت مدينة الدار البيضاء فى المغرب مؤتمرا للقمة الأفريقية، بغرض مساعدة الحركة الوطنية بزعامة «لومومبا» فى الكونغو، وحضره الزعيم الغانى نيكروما، وسيكوتورى، رئيس غينيا، ومود يبوكيتا، رئيس مالى، ومندوب عن حكومة الجزائر المؤقتة «كانت الجزائر تحت سيطرة الاستعمار الفرنسى».
كانت هذه الدول هى المجموعة التى تشكلت فى مواجهة مجموعة أفريقية أخرى شكلتها فرنسا ضد «لومومبا»، ردا على مصر المساندة للثورة الجزائرية فى مواجهتها للاستعمار الفرنسى، والمفارقة هنا فى أنه بالرغم من مساندة مصر حركات التحرر الأفريقية، فإن رؤية بعض الدول التى حضرت قمة «الدار البيضاء» لإسرائيل ظلت ملتبسة، مما أدى إلى تفجر مشكلة فى البيان الختامى للقمة، حيث تحفظ المشاركون الأفارقة على اقتراح مصر بأن يشمل البيان على فقرة تقول: «تأييد الدول الأفريقية المحررة للعرب فى موقفهم من إسرائيل»، غير أن الرئيس جمال عبدالناصر استفاض فى شرح دور الاستعمار فى إقامة دولة إسرائيل واغتصاب أرض فلسطين وتشريد أهلها، وقارن ذلك بما فعلته بريطانيا فى كينيا، وكانت مقارنته لاستيطان البيض فى جنوب أفريقيا باستيطان الصهاينة فى إسرائيل هى التى قربت عقول «الأفارقة» للمقترح المصرى.
كانت هذه هى المرة الأولى التى يطرح فيها جمال عبدالناصر القضية الفلسطينية فى مؤتمر أفريقى للقمة، وكانت الحصيلة بدء الطريق نحو كسر النفوذ الصهيونى المتحالف مع الاستعمار فى القارة السمراء، الذى وصل إلى حد منع السلطات الاستعمارية زيارة أى مسؤول عربى للعواصم الأفريقية، مما اضطر محمد فائق، مسؤول ملف أفريقيا فى رئاسة الجمهورية، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان حاليا، إلى السفر إليها تحت اسم مستعار وبجوازات سفر مزورة.
يروى رياض أنه فى يونيو عام 1964 زار ومعه محمد فائق «جو موكينياتا» أول رئيس لكينيا، وهو الذى قاد حركة «الماوماو» ضد بريطانيا منذ عام 1952 لتحرير كينيا، وروى الرئيس الكينى قصة طريفة حول قيام بعثة صهيونية قبل الحرب العالمية الأولى بزيارة لشمال كينيا وأوغندا بناء على دعوة من بريطانيا، للنظر فى إمكان قيام الدولة الصهيونية فى هذه المنطقة، وهى من أجمل مناطق أفريقيا، نظرًا لارتفاعها، إلا أن المستعمرين البريطانيين الذين استولوا على أراضى هذه المنطقة وأقاموا مشاريعهم الزراعية فيها، أزعجتهم الفكرة فأوعزوا إلى رجال القبائل بإثارة الذعر فى قلوب البعثة الصهيونية الذين وصلوا لمعاينة المنطقة، فظلوا يرقصون بحرابهم طوال الليل حول مكان إقامة البعثة، وحسب رواية «جو موكينياتا»، غادرت البعثة المنطقة فى حالة فزع هائل ولم تعد إليها مرة أخرى، ثم استقر الفكر الصهيونى على اختيار فلسطين لقيام الدولة الصهيونية.
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
فقدنا أفريقيا بغباوتنا..لا نلوم إلا انفسنا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
صفوت الكاشف
وماذا عن سبوبة القذافى ؟