عماد عبد الحى الأطير يكتب: القبلة والكلام

الإثنين، 01 أغسطس 2016 03:38 م
عماد عبد الحى الأطير يكتب: القبلة والكلام زوجان - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد اختار الانسان فى العصر الحديث أن يعيش على السمع وتجارب الاخرين ونسى ثقافته وعظمة رسولنا الكريم وهو يوضح لنا العلاقة بين الرجل والمرأة، وكيف كان يقابل زوجاته بالقبلة، وأهمية ذلك لكل من الرجل والمرأة، وهو القبلة والكلام أو بمعنى أخر المداعبة والملاعبة.

فلو تم رجوعنا إلى الاسلام والى نصائح الرسول صلى الله عليه وسلم، وتركنا الاستماع إلى الغرب المتعجرف وأفلام الفساد التى تظهر المرأة بصورة غير الصورة الحقيقية، فسوف نصل إلى قمة ما نتمناه فى تلك العلاقة ولكن نحن دائما نسعى إلى الاستسهال والى التشبه بالغرب سواء كان على صواب أو على خطأ.

يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف عن الترمذى ( لا يقع احدكم على أهله كما تقع البهيمة ) فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، يوصينا بموضوع مهم للغاية بل من أهم الموضوعات التى تخص البشر والتى تكون سبب فى استمرار أو انفصال العلاقة بين الزوجين، قال الله تعالى {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ.. }
أى أن النساء زينة وشهوة ومن هنا يتضح لنا أن الشهوة تبدأ من الرجل قبل المرأة ويجب ان يقوم الرجل بذلك نظرا لوجود الحياء وبعض الموانع لدى المرأة، فى الإفصاح والتعبير عما بداخلها تجاه زوجها، لذلك فالرجل له دور كبير فى الحياة وفى نجاح العلاقة الزوجية والسعادة لآنه هو أساس العلاقة.

فهو مصدر الفعل وبالتالى يأتى بعد ذلك دور المرأة التى تستمتع بما يقوم به الزوج فتبادله المشاعر والأحاسيس ودورها الكبير والصغير فى العلاقة، فهذا الدور قد يكون كبيرا أو صغيرا على حسب دور الزوج ومن هنا يظهر لنا حكمة الرسول عندما يقابل زوجاته بالقبلة اولا ثم الكلام.

فعندما يقابل الزوج زوجته بالقبلة وهذا لا يحدث عادة فى مجتمعاتنا حالياً نظراً لضغوط الحياة وكذلك تقابل الزوجة الزوج بمتطلبات الحياة بمجرد دخوله إلى البيت، ولكن لو تم تطبيق ما كان يفعله الرسول مع زوجاته، وهو القبلة فلك أن تتخيل ذلك وبالتالى سوف تتعود الزوجة على ذلك بل ستنتظر ذلك دائماً منك عندما ترجع إلى البيت ويصبح ذلك بداية جيدة للزوجة.
فتلك القبلة لها تأثير بالغ فى ترك الأثر الإيجابى فى قلب الزوجة ويدل على حب زوجها وتبدأ فى تغيير مشاعرها وشعورها بإحساس مختلف لان الانسان تتغير مشاعره واحاسيسه فى لحظة نتيجة كلمة أو قبلة أو نظرة.

فالقبلة والعلاقة الحميمية تصبح سر السعادة وسر الحياة وهذا ليس محرما أو عيبا فهى العلاقة التى اختارها الله من فوق سبع سموات للإنسان لكى يحدث التناسل والتواصل وكان الله قادر أن يخلق وسيلة اخرى ولكن اختار تلك الوسيلة لزيادة متعة كل من الرجل والمرأة، ولكى يبقى الحب بينهم مشتعل فكلما حدث توافق بين الزوجين زاد الحب وزادت الرغبة وأصبح الاثنان أكثر قربا وأكثر حبا، فهى مسألة فى غاية الاهمية ومن يعلم ذلك ويطبق تعاليم دينه وسنة نبيه بالمفهوم الصحيح يصل إلى هدفه ويحقق السعادة التى يسعى الجميع أن يحققها.

لذلك يجب علينا ان ننتبه إلى نقطة هامة فى العلاقة بين الزوج والزوجة فهى علاقة حميمية من نوع خاص ويجب أن يفهم الطرفين بعضهما البعض جيداً لان لكل شخص ما يسعده فالمرأة مثل الخريطة فيجب عليك أن تكون مثل علماء الجغرافيا حتى تعرف الكتل والتضاريس والمنحنيات التى توصلك إلى الطريق التى تريده والا تتعرض لبعض المضبات فى حياتك الزوجية.

فلكل امرأة خريطة خاصة بها ولكل منها المدن التى تحب أن يزورها الزوج بل يمكث فيها بعض الوقت لكى يسعدها ويشعرها بالسعادة عند زيارتها وهى تختلف من امرأة لأخرى وإن كان الجميع يتفقون فى أشياء معينة.

لذلك يجب على الزوج أن يتفهم ذلك ويعلم هذا جيداً حتى يكون سبب فى إسعاد زوجته ويكون اللقاء بينهــم لقاء مختلف وليس لقاء تقليدى فطالما نحن نقوم بالعمل فلماذا لا نتقنه ويكون عملا بإتقان يجنى من خلاله ثماراً واهدافاً كثيرة وكما بدأ الزوج بالقبلة فى بداية اللقاء يجب ان ينتهى اللقاء بالقبلة أيضاً.

وهنا يكمن سر القبلة وتأثيرها بالغ الاثر فى نفس الزوجة فهى يجعلها لا تشعر بأنها مجرد الة أو رغبة وإنها إنسانة لها مشاعرها واحترامها وتقديرها، فتلك النقطة التى يغفل عنها الكثيرون سبب فى السعادة فالعلاقة بسيطة ولكن لو تم التركيز على الامور الهامة، وأن نتخلى عن السرعة والعصبية وعن التجارب المسموعة من الأخرين ومن بعض المعلومات المغلوطة والتى تصور لنا أن العلاقة معركة حربية وعلى إنه لقاء حربى بين شخصين اعداء وليس بين زوجين كلاهما يسعى لإسعاد الآخر.

( لذلك يجب علينا جميعاً أن نرجع إلى تراثنا والى كتاب الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكيف وضح لنا الرسول الكريم فن التعامل مع الزوجة وفن العلاقة وفن الملاعبة والملاطفة وأن نبعد عن تقليد الغرب فلو تمسكنا بهما، فسوف نحقق المستحيل فهما السبيل إلى النجاح والتوفيق فى الحياة).








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة