ناجح إبراهيم

الغباء السياسى لداعش

الأربعاء، 10 أغسطس 2016 06:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لداعش سوءات دينية لا تعد ولا تحصى، وجرائم حرب كثيرة، وسوءات أخلاقية لا حصر لها، ولكن أحدا لم يهتم بسوءات داعش السياسية وأخطائها الفادحة فى تمكين كل خصومها من رقابها‏.‏


فقد استطاعت داعش بغباء منقطع النظير أن تجعل العالم كله فى حلف واحد ضدها جمعت فيه روسيا مع أمريكا، ومصر مع تركيا، وإسرائيل مع العرب، والعراق مع خصومها.
الكل اجتمع على رمى داعش عن قوس واحدة، وذلك نتيجة للغباء المستحكم لداعش، فهى تقتل المصريين كما تفجر فى تركيا، وتفجر فى فرنسا، ولا تترك ألمانيا دون تفجيرات، وتنسى أن ألمانيا تحدت أوروبا من أجل اللاجئين السوريين إلا أن تكون فى أضعف موقف أمام أوروبا، وتعدم صحفيا يابانيا لتجعل اليابان التى لا تعادى أحدا عدوتها.


وداعش هى التى أحبطت الثورة السورية التى بدأت سلمية ثم اخترقتها الجماعات الأيديولوجية المسلحة وآخرها داعش.


ومنذ دخول الأخيرة بدأ العالم يسحب تأييده للثورة السورية ويدعم بشار الأسد بعد رفضه والضغط عليه، فبدأ الجميع فى أمريكا وأوروبا وآسيا وأفريقيا يقولون نار الأسد ولا جنة داعش، لأن نار الأسد على شعبه السنى فقط، أما داعش فنارها للجميع دون تفرقة وهى رمز الغباء اللا محدود لأنها تقتل وتذبح فى الجميع وبغير حساب.


الآن بشار الأسد يغازله الجميع ويدعمونه لا حبا فيه، ولكن كراهية فى داعش وخوفا منها ورغبة فى تدميرها.


داعش هى التى عومت الأسد على رأى البعض، وهى التى دعمته، هى التى أعطته قبلة الحياة، هى التى جعلته يقتل ويقصف القرى ويقتل مئات المدنيين والعالم يهلل ويصفق له.
داعش هى صانعة وداعمة الديكتاتورية فى المنطقة العربية، كل حاكم يريد أن يستبد يتمنى أن تكون لديه داعش ليفعل ما يشاء ويحكم إلى ما شاء الله.


داعش هى مكسب لكل حاكم ديكتاتورى، هى تبرر سلبياته وأهواءه وخروقاته أمام شعبه والعالم، وبدونها لن يستطيع فعل شىء.


حينما دخلت داعش العراق على خط الثورة العراقية على ظلم وطائفية وبغى المالكى، كانت الثورة صادقة ضد المالكى الذى استخدم الطائفية المذهبية بأبغض معانيها، كادت هذه الثورة تنجح خاصة بعد رحيل أمريكا وإيران عن العراق، فلما ركبتها داعش بجنونها وفجورها إذا بأمريكا تعود للعراق، ومعها فرنسا وإيران تحتل العراق عيانا بيانا، وتكون حرسا ثوريا عراقيا هو جزء من الحرس الثورى الإيرانى، وهو الحشد الشعبى، وإذا بقاسم سليمان الإيرانى يصبح مستشارا عسكريا للعراق فى سابقة تاريخية فريدة، داعش هى التى صنعت الحشد الشعبى وهى التى رسخت وجوده وهى التى جاءت بإيران مرة أخرى إلى العراق، ترى أى غباء ذلك.


إنها سوءات داعش السياسية، وهى تحتاج لمجلدات لا صفحات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة