الخبر الأكثر إثارة الذى تداولته الصحف بعد موقعة نهائى كأس مصر، لم يكن استقالة مارتن يول، المدير الفنى للأهلى، أو إعلان تغيير الجهاز المعاون، أو تسريح اللاعبين كبار السن فى القلعة الحمراء أو التحقيق فى المشادة غير الأخلاقية بين لاعبى الفريقين قبل نهاية المباراة، ولكنه كان يتعلق بزوجة زملكاوية تطلب الخلع من زوجها الأهلاوى لاعتدائه عليها بالضرب بعد المباراة.
نعم هذا حدث بالفعل، فالزوجة زملكاوية متعصبة، والزوج أهلاوى متعصب، وكل الناس شاهدت كيف تحولت الرياضة واللعب النظيف، بفعل انتشار التعصب، إلى سباب ومشادات وتشابك بالأيدى بين لاعبى أكبر ناديين فى مصر، وكأننا فى خناقة شوارع بين مجموعة من البلطجية، وبالتالى انتقلت العدوى للمتفرجين على المقاهى وفى البيوت أمام شاشات التليفزيون.
انصرف لاعبو الزمالك منتشين بفرحة الفوز بالكأس وانصرف لاعبو الأهلى متحسرين على البطولة الضائعة والهزيمة من الغريم التقليدى، لكن لا لاعبى الفريقين ولا الأجهزة الفنية للفريقين ولا مجلسى إدارة الناديين التفتوا إلى الجريمة التى وقعت بالملعب، وتسببت فى شرخ اجتماعى جديد بين الأخ وأخيه والزوج وزوجته، فخبر الخلع المشار إليه لم يكن الحادثة المأساوية الوحيدة بعد تلك المباراة الخالية من الرياضة والروح الرياضية، ولنسأل أنفسنا كم مشاجرة عائلية حدثت بعد المباراة، وكم حادثة عنيفة وقعت، وكم سيارة تحطمت، وكم صديق قاطع صديقه لمجرد اختلاف لون الفانلة التى يشجعها؟
لا يدرى لاعبو الأهلى والزمالك أنهم قدوة رغما عن أنوفهم، ولا يدرون أنهم مؤثرون فى كل قطاعات المجتمع، وأن حركاتهم وسكناتهم فى المستطيل الأخضر وخارجه محسوبة عليهم أولا، ومثيرة للتقليد والاحتذاء ثانيا، ومن هنا، على الأجهزة الفنية ومجالس الإدارات إعادة الجانب التربوى إلى ممارسات اللاعبين، وإعادة التفكير كذلك فى الهدف النهائى لممارسة كرة القدم، فمسابقات الدورى والكأس هى مجرد اختبارات لاختيار لاعبى المنتخب الوطنى الذى يحمل علم البلد، وينافس فى المحافل الدولية، فهل هذه هى الممارسات التى نريد أن نصدرها للخارج فى المنافسات الدولية؟ إن المصريين بلطجية ودهماء ولا يعرفون شيئا عن الروح الرياضية.
هل التعصب والعنف هما الهدف النهائى الذى نريد التأكيد عليه جراء نقل مباريات الكرة للملايين فى مصر والعالم العربى؟ إذا كان هذا هو الهدف حقا، فلتذهب الكرة ومن يمارسونها بهذه الطريقة إلى الجحيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة