من قرأ تقرير مجلة الإيكونوميست البريطانية تحت عنوان تخريب مصر يلحظ أن كل حرف خرج من معامل الإخوان فى لندن وأنقرة والدوحة، الكتابة إخوانية بامتياز والتحريض تركى والدعم قطرى، وليس غريبا أن ينطلق الإعلام البريطانى فى كورس واحد وتوقيت واحد ليردد نفس النغمة، «انقلاب عسكرى وتعذيب للإخوان وإقصاء واستبداد ثم انهيار اقتصادى وانبطاح لصندوق النقد وسقوط لنظام السيسى» هذا الخطاب هو ذاته الذى ردده أيمن نور فى قناته.
على لسان غلمان أردوغان وهو ذات الكلام بالحرف الذى قاله عمرو حمزاوى مع رشا قنديل فى الـ«بى بى سى» وهو ما نشرته قبلها بأسابيع الجارديان، وكأن هناك فريقا يعزف بأوتار مختلفة فى منابر إعلامية مختلفة يحركها مثلث اللاعبين المعروف، ثم يتواكب مع هذه الهجمة قرار بريطانى غريب فى توقيته ومغزاه بمنح حق اللجوء السياسى للإخوان تحت التاج البريطانى، إذن نحن أمام خطة ممنهجة ومدروسة لتشويه مصر وإحراجها دوليا فى وقت تزور فيه بعثة صندوق النقد الدولى مصر للتفاوض من أجل إقراضها، وسواء اتفقنا أو اختلفنا على حتمية احتياجنا للقرض وسياقه وشروطه، هناك حقيقة هى أن موافقة الصندوق على القرض هى شهادة ثقة تتبعها ضمانات دولية باستقامة وصحة وحيوية الاقتصاد المصرى وضخ الاستثمارات الأجنبية.
إذن الإخوان يعرفون ذلك وشنت قنواتهم ولاتزال حملة رهيبة مع قنوات الجزيرة ضد الحكومة والنظام، لدرجة أن قناة الشرق أطلقت حملة لمخاطبة أفراد بعثة الصندوق لمغادرة مصر، وأن القرض خيبة من الحكومة وإسقاط لمصر وتناسوا أن مرسى ظهر فى خطابه الشهير بأستاد القاهرة فى عام حكمه الأسود ليجمل القرض وينفى عنه صفة الربا وأخذ يشرح أنه المنقذ للاقتصاد، وأنه لن يقبل أن يأكل الشعب المصرى بالربا، هل نسينا هذا الخطاب الشهير وهل نسينا أن أقلام الإخوان وعلى رأسهم نقيب الصحفيين الإخوانى ممدوح الولى، الذى أطلق على فوائد القرض مصاريف إدارية؟ الآن الإخوان يهاجمون القرض ويطالبون الشعب بأن يطرد بعثه الصندوق، أى تدليس وتضليل وكذب من إخوان بنى صهيون.
نعود للموقف البريطانى ورد الخارجية على الإيكونوميست على لسان السفير أحمد أبو زيدو والملاحظ فى الرد أنه كتب بلغة إنشائية ركيكة لاتدخل عقل طفل ما بالك بالذهنية الغربية، الرد يقول إن الرئيس ليس مسؤولا عن السياسات الإجرائية للحكومة، وهذا تزيد وتسطيح وسذاجة لأن الرئيس مسؤول وهو لم يتنصل من مسؤوليتة، فلماذا أراد بيان الخارجية تبرئة الرئيس فى غير تهمة، ثم يقول إن هناك البنك المركزى والمستشارين على درجة كاملة من الاحترافية يسيرون دفة الاقتصاد، وهل طالبك كاتب التقرير أن تحلف أن المسؤولين عن الاقتصاد أكفاء، ناقص تقولهم والله العظيم إحنا حلوين أوى وبنفهم، أين الأرقام والمعلومات والوقائع فى خطابك؟، ثم مازاد الطين بلة رد الوزير سامح شكرى على بريطانيا وقرار اللجوء السياسى للإخوان وذلك أثناء المؤتمر الصحفى مع نظيره القبرصى قال لا فض فوه، الجانب البريطانى جانبه الصواب ونحن لن نضخم الموضوع ونعامله بالمثل، يا سلام لماذا هذا الانبطاح يا معالى وزير خارجيتنا وهل تمسك علينا بريطانيا ذلة لا مؤاخذة، بريطانيا تكرر صفعاتها لمصر فى أكثر من واقعة، ونحن نعاملها بتسامح ورضوخ على طريقة أدر لها خدك الأيسر، وبدلا من رد فعل يوازى خطيئة الإهانة نقول نحن لن نعاملها بالمثل، طبعا العلاقة بين الدول تقوم على المصالح لا العواطف، وقطر التى تضخ ملياراتها فى شرايين الاقتصاد الإنجليزى الراكد تحرك القرار السياسى، ونحن ننحنى ونقول لن نعاملها بالمثل، وناقص تقول لها عيب كدة يا بريطانيا يا وحشة، أين النخوة يا وزير خارجيتنا؟ الله يمسيك بالخير يا عمرو موسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة