1 - وما رابعة سوى إشارة مرورية فى مدينة نصر حولها الإخوان إلى مظلومية جديدة..
وما رابعة سوى ملهمة تاريخية أورثتنا بعض من فضل الزهد والعبادة والتوبة، حولها الإخوان إلى ساحة انتقام وتحريض ونشر للكراهية والاتجار فى الدين..
وما رابعة سوى اعتصام مسلح يتبنى أفكار العنف والفوضى، ويهدد استقرار دولة، وكان فضه بالسلم أو القوة أمرا ضروريا لحماية الملايين ومن قبلهم حماية وطن تتآكل هيبته وتتشكل فى قلبه بؤرة لنشر الإرهاب وتقسيم المجتمع.
وما رابعة سوى ذكرى سنوية يستخدمها الإخوان كباب للعودة ومحاولة كسب تعاطف شعبى، بينما تتحسس الحكومة التعامل معها أو مع التقارير الحقوقية الصادرة بشأنها أو مع فيديوهات الإخوان والجزيرة المفبركة حولها للمد فى عمرها، بدلا من أن تشد الحكومة عودها وتواجه بشجاعة وقوة كل أكاذيب الإخوان حول رابعة وخطة تحويلها إلى مظلومية.
الخطأ الكبير يكمن فى تلك النقطة، النقطة التى تتمترس فيها الحكومة حول نفسها، وهى تتعامل مع اعتصام رابعة وكأن على رأسها «بطحة»، فترتبك مع أى تقرير إخوانى مزور أو شديد المبالغة فى مغالطاته، وتتوتر حينما تسعى منظمة دولية لاصطياد مصر عبر فتح ملف اعتصام رابعة بأرقام الإخوان وقصصهم المكذوبة أو تلك التى تعانى حالة تخمة من شدة المبالغة.
2 - فى الكتب الشعبية القديمة حكاية تقول بأن رجلا كان يعيش فى قرية صغيرة ويربى دجاجًا، وبين الحين والآخر يكتشف أنه تعرض لسرقة دجاجة أو اثنتين، ذهب الرجل إلى شيخ المسجد، واشتكى له قائلا: «أهل القرية عددهم قليل أعرفهم جميعا ولا أستطيع أن اتهم فلانا أو فلانا»، رد الشيخ: «لا تقلق عندى طريقة لكشف السارق».
فى اليوم التالى اجتمع الناس للصلاة، وبدأ الشيخ يتحدث عن الأمانة وجزاء السارق ثم ختم حديثه قائلا: «وتخيلوا من وقاحة السارق أنه يكون جالسًا بيننا وقد نسى إزالة الريش عن رأسه، فقام الفاعل مباشرة بمسح رأسه».
انتهت القصة ولكن لم ينته مغزاها
3 - المواطن المصرى عبقرى، سمع الحدوتة السابقة وهضمها، وأعاد تقديمها للعالم مرة أخرى فى صورة حكمة شعبية تقول: «اللى على راسه بطحة يحسس عليها»، لتصبح مثلا عميق المعنى نستخدمه كلما أردنا أن نصف صاحب الفعل السيئ حينما يرتبك ويكشف نفسه بنفسه إذا مر أحدهم على ذكر فعلته القبيحة مرور الكرام.
المثل مصرى، ويستخدمه المصريون فى اليوم الواحد آلاف المرات، ومع ذلك لم تستوعبه الحكومة حتى الآن وهى تتعامل مع محاولات الإخوان لاستدعاء ذكرى فض رابعة كل سنة وتحويلها إلى مظلومية جديدة، فتتجنب الحكومة الرد على أكاذيب الإخوان، وتسارع الحكومة فى الهجوم على أى منظمة أو جهة حقوقية تصدر تقريرا حول فض رابعة، بينما قليل من الهدوء فى دراسة هذه التقارير الإخوانية يمكنك من إيجاد قنابل، تفجيرها بما تتضمنه من أكاذيب ومبالغات ومغالطات.
تحتاج الحكومة كما يحتاج الإعلام إلى تبنى أسلوب جديد فى مواجهة أكاذيب الإخوان، أسلوب يعتمد على الرد بالأرقام والدراسات والأبحاث ووجهات النظر المختلفة على كل ماتروجه الجماعة من أكاذيب حول رابعة أو غيرها من تفاصيل ينشرها الإخوان بغرض نشر الفوضى فى مصر.، تحتاج الحكومة أن تتعامل بشجاعة أكبر، أن تعترف بأن بعضا من الأخطاء قد حدث فى فض الاعتصام، ولكنها لا تصل أبدا إلى حجم مايروج له الإخوان من أكاذيب.
4 - أدلة فساد مايروجه الإخوان عن اعتصام رابعة موجودة فى تقاريرهم التى تعتمد على شهادات لجانب واحد، وذلك أمر يضرب أى مصداقية، أدلة فساد مايروجه الإخوان موجودة فى مئات الفيديوهات، التى تثبت تحول منصة رابعة إلى أداة للتحريض على العنف والفوضى والإرهاب، وعشرات الفيديوهات، التى ترصد وجود ممر آمن رفض المعتصمون فى رابعة استخدامه وأصر بعضهم على العنف ومواجهة قوات الأمن بالرصاص، والعالم أجمع لن يختلف على أن المسلح الذى يطلق ناره على قوات الأمن لايمكن الرد عليه سوى بالمثل، واجهوا الإخوان بأسلوب الإخوان التقرير فى مواجهة تقرير، والرقم يتحدى الرقم والقصص المفبركة لاستدرار العطف، تواجهها قصص صادقة عن رجال شرطة وجيش استشهدوا بسبب عنف الإخوان، لا تتعاملوا وكأن بطحة على رؤوسكم، فلو تكرر أمر رابعة فى أى دولة بالعالم لن تقف دولة مكتوفة الأيدى أمام بؤرة مسلحة تأكل قطعة من أرضها وتحولها إلى منصة تخويف وإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة